أخبارسلايدر

الفيضانات تواصل زحفها: حصيلة جديدة من الضحايا

عاشت باكستان يومًا ثقيلًا آخر تحت وطأة الفيضانات المدمّرة التي تضرب مناطقها منذ أسابيع، وسط تحذيرات رسمية من توسّع الكارثة جنوبًا بعد أن حصدت مئات الأرواح شمالًا وغربًا.

في مدينة كراتشي، العاصمة الاقتصادية للبلاد، اليوم الأربعاء انهمرت أمطار غزيرة غير مسبوقة منذ عقود، إذ سجّلت محطات الرصد أكثر من 160 ملم خلال ساعات قليلة، لتغرق الشوارع وتشلّ الحركة بالكامل. السلطات المحلية أعلنت عطلة عامة.

وأغلقت المدارس والمكاتب الحكومية، فيما قُتل ما لا يقل عن سبعة أشخاص بسبب انهيارات المباني والصعق الكهربائي وغرق المركبات. الصور القادمة من المدينة أظهرت مشاهد صادمة: سيارات مغمورة، بيوت طينية تنهار، وعائلات تحاول الهروب عبر المياه المتدفقة.

وفي شمال غرب باكستان، خصوصًا في مناطق بونير ودير وسوات، تضاعفت المأساة. قرى بأكملها اجتاحتها السيول في ثوانٍ، وفق شهادات السكان، لترتفع حصيلة الضحايا في هذه المنطقة وحدها إلى أكثر من مئتي قتيل،

بينما بلغ العدد الوطني ما يقارب 700 وفاة منذ أواخر يونيو، بحسب تقديرات رسمية نقلتها وكالات عالمية مثل رويترز وأسوشيتد برس. الجيش الباكستاني كثّف من عملياته الجوية والبرية لإجلاء العالقين ونقل المؤن، لكن وعورة التضاريس وصعوبة الوصول إلى بعض القرى الجبلية تزيد المشهد تعقيدًا.

أما في المناطق الجنوبية مثل حيدرآباد وذاتا وبادين، فقد أطلقت هيئة الأرصاد تحذيرات عاجلة من احتمال تكرار مأساة 2022، إذ يُتوقع هطول أكثر من 100 ملم من الأمطار خلال يوم واحد.

هذا الإنذار أثار مخاوف السكان الذين لم ينسوا بعد الفيضانات المدمّرة التي اجتاحت منازلهم وأراضيهم الزراعية قبل ثلاث سنوات.

الحكومة الباكستانية أكدت على لسان رئيس الوزراء استمرار تقديم المساعدات الطارئة، فيما زار مسؤولون المناطق المنكوبة معلنين خططًا للتعويض وبناء مساكن بديلة.

غير أن الأصوات الشعبية تصاعدت منتقدة ضعف البنية التحتية وسوء التخطيط العمراني، متهمة السلطات بعدم التعلم من تجارب الكوارث السابقة.

وهكذا، يتأرجح المشهد في باكستان بين حزن الفقدان ورعب الترقب، إذ يترقب ملايين المواطنين موجات جديدة من الأمطار قد تفاقم المأساة، بينما يقف البلد كله أمام اختبار صعب في مواجهة الطبيعة الغاضبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى