وزير التخطيط الباكستاني يدعو إلى مزيد من الوحدة من أجل التنمية الوطنية

حث وزير التخطيط الباكستاني أحسن إقبال، أمس، السياسيين على إظهار قدر أكبر من الوحدة لتحقيق الأهداف المطلوبة للتنمية الوطنية، وتجاوز الانتماءات الحزبية.
وقال خلال حضوره اجتماع اللجنة الدائمة للتخطيط والتنمية والمبادرات الخاصة في الجمعية الوطنية: “لدينا جميعا وضعان، وضع سياسي ووضع وطني،
ومن أجل التنمية الوطنية يتعين علينا اتخاذ القرارات بما يخدم المصلحة الجماعية، ويتجاوز انتماءاتنا السياسية”.
حضر الاجتماع، الذي ترأسه عبد القادر جيلاني،
الأعضاء: سيد سامي الحسن جيلاني، ناز بلوش، محمد معظم علي خان، فرحان تشيشتي، أختر بيبي، دوار خان كندي، ويوسف خان. كما حضر كبار المسؤولين من وزارة التخطيط، وقسم المالية، وهيئة تنمية أوجرا، والجهات المعنية الأخرى.
وأعرب الوزير عن أسفه إزاء تصرفات بعض الأحزاب السياسية التي أضرت بسمعة باكستان الدولية، ووصف مثل هذه التصرفات بأنها مؤسفة للغاية ومستهجنة.
أكد أحسن إقبال أن هذا هو الوقت المناسب للتصرف بمسؤولية واستعادة مكانة باكستان على الساحة العالمية.
وردًا على استفسارات أعضاء اللجنة، سلّط الضوء على تأثير التعديل الدستوري الثامن عشر،
مشيرًا إلى أنه على الرغم من تفويض معظم الصلاحيات إلى الأقاليم، إلا أن مركزية السلطة على مستوى الأقاليم قوّضت روح التفويض.
تمكين الحكومات المحلية
ودعا إلى تمكين الحكومات المحلية، ودعا إلى حوار وطني لتحقيق إصلاحات قائمة على التوافق إما لإنشاء محافظات جديدة أو تعزيز أنظمة الحكم المحلي.
ووصف الوزير النمو السكاني السريع في البلاد بأنه حالة طوارئ وطنية، وأعلن عن تشكيل فريق عمل وطني لمعالجة هذه القضية.
وأضاف أن “هذه القوة العاملة ستضم علماء دين وأعضاء من المجتمع المدني وممثلين من مختلف القطاعات لتطوير برنامج منسق للسيطرة على السكان”.
وأبلغ الوزير هيئة الجمعية الوطنية أن الوزارة صاغت خارطة طريق شاملة في إطار رؤية “URAAN Pakistan” لمواجهة التحديات الوطنية
وتحويل باكستان إلى اقتصاد بقيمة تريليون دولار بحلول عام 2035،
مضيفًا أن هذه الاستراتيجية راسخة في إطار 5Es.
وأكد أن سياسات التنمية المتكاملة وطويلة الأمد والاستقرار السياسي واستمرارية السياسات تشكل عناصر أساسية لتحقيق التنمية المستدامة لأي دولة.
وفي معرض حديثه عن الرحلة الاقتصادية الباكستانية، أشار إلى أنه في عام 2017، صنف تقرير عالمي باكستان بين أسرع الاقتصادات الناشئة.
لكن الوزير قال إن الهندسة السياسية والانتقال غير الديمقراطي في عام 2018 عطلت هذا التقدم، مضيفا أنه في عام 2022،
وعلى الرغم من التحديات المالية الشديدة، بدأت الحكومة مرة أخرى مسار التعافي.
وقال إن وزارة المالية أعلنت في ذلك الوقت أنها غير قادرة على صرف حتى روبية واحدة للربع الأخير،
ومع ذلك اتخذت الحكومة بقيادة رئيس الوزراء شهباز شريف قرارات صعبة أرست الأساس لنمو متجدد.
وأوضح أن إطار العمل الخمسي يمثل استمرارا لهذه الرؤية ويحدد المسار نحو الاستقرار الاقتصادي والاعتماد على الذات.
وفيما يتعلق بإصلاح المناهج الدراسية، قال الوزير إن الحكومة تعمل على مواءمة المحتوى التعليمي مع متطلبات العصر الحديث،
مع التركيز على الإبداع وتنمية المهارات وتدريب المعلمين.
وقال إن الحكومة الفيدرالية، بالتعاون مع المقاطعات، تعمل على إدخال إصلاحات في مجالس الامتحانات والنظام التعليمي بشكل عام.
خلال الإحاطة، قدم الوزير شرحًا تفصيليًا لإطار عمل 5Es.
وقال إن الركيزة الأولى هي الصادرات، بهدف زيادة الصادرات من 30 مليار دولار إلى 100 مليار دولار خلال السنوات الثماني المقبلة،
مما يضع باكستان بين الاقتصادات العالمية الكبرى.
وركز الركيزة الثانية، “باكستان الإلكترونية”، على الاستفادة من التكنولوجيا لتحقيق النمو الاقتصادي،
بما في ذلك تحسين البنية التحتية الرقمية،
ودعم الشركات الناشئة، وتشجيع العمل الحر، وتعزيز الأمن السيبراني.
وأضاف أن الركيزة الثالثة تتعلق بتغير المناخ، مع بذل جهود حكومية متكاملة لحماية المياه، وضمان الأمن الغذائي، واستغلال الموارد الطبيعية بكفاءة.
وتجري حاليا عملية تسريع تنفيذ مشاريع مثل سدي ديامر بهاشا ومومند
باعتبارها أولوية قصوى للحكومة لتجنب أزمات المياه في المستقبل، حيث أبدى رئيس الوزراء اهتماما شخصيا بإكمال هذه المشاريع.
قال الوزير إن الركيزة الرابعة تُركز على الطاقة والبنية التحتية. وتعمل الحكومة بنشاط على التحول إلى الطاقة الخضراء، وتحسين البنية التحتية للطاقة،
والاستفادة من الموارد المعدنية الباكستانية. ويجري حاليًا تنفيذ استراتيجية شاملة لدمج البنية التحتية للممر الاقتصادي بين الصين وباكستان مع دول المنطقة، مما يُحوّل باكستان إلى مركز تجاري إقليمي.
وقال إقبال إن الركيزة الخامسة هي التركيز على تنمية الموارد البشرية والقيم وتمكينها.
تزويد الجيل الشاب بالتعليم
وقال إن القوة الحقيقية للأمة تكمن في عقولها، مؤكدا على ضرورة تزويد الجيل الشاب بالتعليم الجيد والمهارات والتقنيات الحديثة.
مع وجود 25 مليون طفل خارج المدارس حاليًا، حذر الوزير من أن التنمية المستدامة غير ممكنة دون إعطاء الأولوية للتعليم والصحة والتنمية البشرية.
وحث أحسن إقبال الحكومات الإقليمية على الاستخدام الفعال لمواردها
ولعب دور نشط في مبادرات التنمية على المستوى الوطني لضمان النمو العادل والمستدام في جميع أنحاء البلاد.