
قررت حكومة باكستان التوصية رسميًا بمنح الرئيس دونالد ترامب جائزة نوبل للسلام لعام 2026، فلماذا أقدمت باكستان على هذه الخطوة؟
قبل الإجابة عن السؤال أود أن استعرض الفاعليات التي جاء في غطارها هذا الترشيح..
في البداية استضاف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برئيس أركان الجيش الباكستاني المشير عاصم منير في واشنطن الأسبوع الماضي. وعُقد اللقاء في قاعة مجلس الوزراء خلال مأدبة غداء، تلتها زيارة إلى المكتب البيضاوي.
ويُعد اللقاء الأول الذي يستضيف فيه رئيس أمريكي قائد الجيش الباكستاني، مما يسلط الضوء على اهتمام واشنطن بتعزيز العلاقات مع باكستان مع تصاعد التوترات الإقليمية.
ثم تلقى رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف اتصالًا هاتفيًا من وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو،
جرى خلاله بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والتعاون المشترك في القضايا الإقليمية.
وثمّن شهباز شريف جهود الولايات المتحدة في دعم التهدئة بين باكستان والهند، مؤكدًا أهمية الحوار البنّاء لتحقيق السلام الدائم في جنوب آسيا.
وفي السياق الإقليمي الأوسع، شدد شريف على أهمية الحلول السلمية للأزمات في الشرق الأوسط،
معربًا عن استعداد بلاده للمساهمة في أي جهود تهدف إلى تحقيق السلام والاستقرار عبر الحوار والدبلوماسية.
إعلان باكستان ترشيح الرئيس دونالد ترامب لجائزة نوبل للسلام
ومن هنا يأتي إعلان حكومة باكستان عن قرارها ترشيح الرئيس دونالد ترامب رسميًا لنيل جائزة نوبل للسلام لعام ٢٠٢٦م،
وذلك تقديرًا لدوره القيادي الحاسم وتدخله الدبلوماسي الفاعل خلال الأزمة الأخيرة بين باكستان والهند.
وأيضًا جاء الإعلان نكاية في الهند، التي انزعجت من العلاقات الدبلوماسية بين باكستان والولايات المتحدة الأمريكية،
فانطلقت التصريحات الهندية مطالبة بالتحقيق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقوله «أنا أحب باكستان»، واتهموه بأنه يتحدث كأنه أحد أفراد الجيش الباكستاني..
وجاء هذا الترشيح عقب عدوان هندي شكّل انتهاكًا خطيرًا لسيادة باكستان ووحدة أراضيها،
وأسفر عن سقوط عدد من الضحايا الأبرياء من المدنيين، بينهم نساء وأطفال وكبار في السن.
وفي إطار حقها المشروع في الدفاع عن النفس، أطلقت باكستان عملية «بنيان مرصوص»،
التي جاءت كرد عسكري مدروس وحازم، أعاد ضبط معادلة الردع وساهم في الدفاع عن الحدود الوطنية، مع الحرص على تجنب إلحاق الأذى بالمدنيين.
نزع فتيل الأزمة بين إسلام آباد ونيودلهي
في ذروة التصعيد، لعب الرئيس ترامب دورًا محوريًا في نزع فتيل الأزمة، من خلال تحرك دبلوماسي مباشر مع إسلام آباد ونيودلهي،
ما أدى إلى وقف إطلاق النار وتفادي اندلاع مواجهة شاملة بين دولتين نوويتين، كانت ستؤدي إلى عواقب وخيمة على المنطقة والعالم.
ويعد هذا التحرك شهادة على جهوده في إحلال السلام والتزامه بحل النزاعات من خلال الحوار.
وتثمن باكستان كذلك العروض المتكررة التي قدمها الرئيس ترامب للمساعدة في حل النزاع الطويل حول إقليم جامو وكشمير، الذي يشكل جوهر عدم الاستقرار في جنوب آسيا.
وتؤكد الحكومة الباكستانية أن تحقيق السلام الدائم في المنطقة لن يكون ممكنًا من دون تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.
إنّ إدارة الرئيس ترامب للأزمة بين باكستان والهند في عام ٢٠٢٥م تعكس استمرارية نهجه في الدبلوماسية الواقعية وصناعة السلام المؤثر.
وتعرب باكستان عن أملها في أن تواصل هذه الجهود في دعم الاستقرار الإقليمي والدولي،
خصوصًا في ظل الأوضاع المتدهورة في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك المأساة الإنسانية في غزة والتصعيد المتفاقم مع إيران.