
حذر خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة من أن الهند يجب أن تضع حدا فوريا لممارساتها المتمثلة في الهدم التعسفي والعقابي الذي يؤثر على الأسر ذات الدخل المنخفض والأقليات والمهاجرين.
وقال الخبراء إن عمليات الهدم التعسفية التي يتم تنفيذها لأسباب عقابية مزعومة تشكل شكلاً مشدداً من أشكال انتهاك حقوق الإنسان،
وهي فادحة بشكل خاص عندما تستهدف الأقليات أو المجتمعات المهمشة أو تميز ضدها.
لا ينبغي أن تؤدي عمليات الهدم أبدًا إلى التشرد والنزوح، ويجب أن يتمتع الأشخاص الذين تم إخلاؤهم بالقدرة على الوصول إلى مساكن بديلة مناسبة وإعادة التوطين والتعويض عن أي مساكن أو ممتلكات مفقودة.
وأعرب الخبراء عن أسفهم لاستمرار هذه الممارسات، على الرغم من حكم المحكمة العليا الهندية في قضية جمعية علماء الهند ضد اتحاد الهند وآخرين،
والذي أنشأ صراحة الضمانات الإجرائية ضد عمليات الهدم التعسفية.
وأشار الخبراء إلى أنه بينما تشمل ضحايا ما أصبح يُعرف باسم «عدالة الجرافة» عائلات هندوسية،
فقد تم استهداف المجتمعات المسلمة بشكل غير متناسب، وخاصة بعد أعمال العنف أو الاحتجاجات الدينية.
أشار الخبراء إلى أن السلطات تصوّر هذه الإجراءات كجزء من «حملات مكافحة التعدي» الأوسع نطاقًا،
وتبررها بمخاوف غامضة تتعلق بـ«الأمن القومي»، ومزاعم حول وجود «مهاجرين غير شرعيين».
ومع ذلك، قالوا إن عمليات الهدم تنفّذ بشكل روتيني دون أي تحقيق في أساس هذه الادعاءات.
قال الخبراء: لا تمنح المجتمعات المتضررة إشعارًا كافيًا ومعقولًا، ولا إعادة توطين مناسبة، ولا مساكن بديلة.
ويترك السكان، الذين غالبًا ما عاشوا في هذه المناطق لعقود، ليشهدوا منازلهم ومتاجرهم وأماكن عبادتهم تسوّى بالأرض بواسطة الجرافات.
أحدث مثال على هذا النمط المقلق هو حملة الهدم الأخيرة التي طالت المجتمعات المحلية في منطقة بحيرة تشاندولا ومنطقة سياسات ناجار المجاورة في أحمد آباد بولاية غوجارات.
ففي 29 أبريل و20-21 مايو 2025، أفادت التقارير بهدم أكثر من 10 آلاف مبنى، بما في ذلك منازل ومحلات تجارية ومساجد.
كما أفادت التقارير بهدم حوالي 500 مبنى في 29 مايو، مما أدى إلى تشريد الآلاف.
عمليات الهدم.. وعدم الاستقرار الاجتماعي
وقال الخبراء إن أحداثًا مثل عمليات الهدم الأخيرة في ولاية غوجارات لا تؤدي فقط إلى نزوح الآلاف من الأفراد والأسر، وحرمانهم من وسائل عيشهم،
بل تساهم أيضًا في عدم الاستقرار الاجتماعي، وتعميق الانقسامات، وتقويض ثقة الجمهور في سيادة القانون.
وشددوا على أنه لا ينبغي أبدا استخدام «الأمن القومي» و«الجنسية الأجنبية» كذريعة لتبرير الإخلاء القسري للمجتمعات دون ضمانات قانونية.
وقال الخبراء يجب على الهند أن تضمن أن يتم تنفيذ التنمية الحضرية بطريقة تتفق مع الضمانات المحلية والمعايير الدولية لحقوق الإنسان.
وكان الخبراء على اتصال مع حكومة الهند بشأن هذه القضايا.
ويشمل الخبراء بالاكريشنان راجاجوبال، المقرر الخاص المعني بالسكن اللائق كعنصر من عناصر الحق في مستوى معيشي مناسب،
والحق في عدم التمييز في هذا السياق؛ ونازيلا غانيا، المقررة الخاصة المعنية بحرية الدين أو المعتقد؛
ونيكولاس ليفرات، المقرر الخاص المعني بقضايا الأقليات؛ وجهاد ماضي، المقرر الخاص المعني بحقوق الإنسان للمهاجرين.
المقررون الخاصون /الخبراء المستقلون/
مجموعات العمل هم خبراء مستقلون في مجال حقوق الإنسان يتم تعيينهم من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.