سلايدر

إسحاق درا: السياسة الخارجية الباكستانية تعطي الأولوية للاقتصاد الجيوسياسي والسلام العالمي

أكد نائب رئيس الوزراء الباكستاني إسحاق دار اليوم الاثنين التزام باكستان بسياسة خارجية متجذرة في الجغرافيا الاقتصادية والالتزام الثابت بالسلام والأمن الدوليين.

وقال دار إن أحد المبادئ الأساسية التي توجه نهج السياسة الخارجية الباكستانية هو التأكيد على تحول باكستان نحو الجغرافيا الاقتصادية،

مسلطا الضوء على قيادته الشخصية في تعزيز الدبلوماسية الاقتصادية باعتبارها ركيزة أساسية لمشاركة البلاد العالمية.

في كلمته خلال فعالية أقيمت بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لتأسيس معهد الدراسات الاستراتيجية في إسلام آباد، أكد نائب رئيس الوزراء أن تعزيز التجارة، وتشجيع الاستثمار الأجنبي،

وجذب التحويلات المالية وتدفقات التكنولوجيا، وإقامة شراكات تنموية، من أهم الأولويات.

وأضاف أن السياسة الخارجية أصبحت الأداة الأهم لحماية المصالح الاقتصادية الباكستانية وتعزيزها، والمساهمة بشكل كبير في عملية التنمية الوطنية.

التزام راسخ بالقانون الدولي

وأضاف: المبدأ الأساسي الآخر هو التزامنا الراسخ بالقانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة، والتعددية المتمركزة حول الأمم المتحدة.

وهذا أمر بالغ الأهمية للتصدي بفعالية للتهديدات والتحديات العالمية المعقدة والمترابطة – المتعلقة بالسلام والأمن، وتغير المناخ والتنمية المستدامة، والإرهاب والجرائم العابرة للحدود الوطنية، والاستقرار الاستراتيجي وسباقات التسلح المدمرة، والتضليل الإعلامي، وكراهية الإسلام والوئام بين الأديان.

وفيما يتعلق بالاضطرابات والتحولات العالمية الأخيرة، قال إسحاق دار إن باكستان، باعتبارها قوة متوسطة وعضواً رئيسياً في «الجنوب العالمي»، تساهم في القضايا الجديرة بالاهتمام المتمثلة في السلام والأمن فضلاً عن التنمية المستدامة.

وفي إشارة إلى مزاعم الهند التي لا أساس لها من الصحة في أعقاب هجوم بَهَلْجام، وعدوانها غير المبرر في مايو 2025، قال نائب رئيس الوزراء إن باكستان ردت بسرعة على التصعيد الهندي برد «متبادل» – وهو «الوضع الطبيعي الجديد» الذي وضعته باكستان إذا أصرت الهند على فكرتها الخطيرة المتمثلة في «حرب محدودة تحت العتبة النووية».

الهند لا تستطيع ترهيب باكستان

لقد أكدت نتائج هذه الحرب التي استمرت أربعة أيام مجددًا حقيقة أن الهند لا تستطيع ترهيب باكستان أو إكراهها.

لذا، يجب على نيودلهي إعادة النظر في سياساتها الحالية المتغطرسة والخاطئة التي تهدد السلام وتقوض الأمن في جنوب آسيا.

وأضاف أن باكستان لا تزال عازمة على حماية حقوقها واستحقاقاتها بموجب معاهدة مياه نهر السند.

وقال: نرفض رفضًا قاطعًا محاولات الهند استغلال المياه كسلاح لتحقيق أهدافها الجيوسياسية الضيقة.

إن الإجراء الأحادي وغير القانوني الذي اتخذته الهند بتعليق المعاهدة لا أساس له من الصحة.

ممتنون لجميع الدول الصديقة

وأعرب عن امتنانه لجميع الدول الصديقة، بما في ذلك الولايات المتحدة والسعودية والإمارات وتركيا،

التي أدت جهودها إلى منع المزيد من التصعيد بين الهند وباكستان وتثبيت وقف إطلاق النار.

وأكد أن السلام المستدام في جنوب آسيا يظل مشروطا بحل عادل ودائم لنزاع جامو وكشمير

وفقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ورغبات الشعب الكشميري.

باكستان تدين العدوان الإسرائيلي على إيران

وفيما يتعلق بالتطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، قال نائب رئيس الوزراء دار إن باكستان تدين العدوان الإسرائيلي على إيران

وكذلك الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية من قبل الولايات المتحدة.

إن هذه الإجراءات، التي تمثل تصعيدًا خطيرًا للغاية، تشكل انتهاكًا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.

لطالما دعمت باكستان حق إيران المشروع في الدفاع عن النفس بموجب الميثاق.

 ونُقدّر النهج البنّاء والبراغماتي الذي اتبعته إيران في إيجاد حل تفاوضي للقضية النووية.

وأضاف أن الإجراءات الأمريكية الإسرائيلية قوّضت بشكل خطير الأعراف الراسخة للسلوك بين الدول،

وعرّضت المنطقة بأسرها لخطر اندلاع حرب قد لا تحمد عقباها.

باكستان تدين حرب الإبادة الجماعية في غزة

قال إن حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين في غزة لا تزال وصمة عار على ضمير الإنسانية،

داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك لوقف إسرائيل عن نهجها الإجرامي وإقناعها باتباع نهج العقلانية.

وأضاف: تؤكد باكستان دعمها الثابت للشعب الفلسطيني، وتدعو إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة ومتصلة جغرافيًا، على حدود ما قبل عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف.

وفيما يتعلق بعلاقات باكستان مع أفغانستان، قال إن أفغانستان تنعم بالسلام والاستقرار والوحدة والازدهار، وهو أمرٌ يصب في مصلحة باكستان الحيوية.

وأضاف: بعد جهودنا المخلصة لمصلحة أفغانستان، نتوقع من الحكومة الأفغانية المؤقتة اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لضمان عدم استخدام أراضي أفغانستان لشنّ هجمات إرهابية ضد أي دولة، وخاصة باكستان.

قال: واصلت الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين باكستان والصين الارتقاء إلى آفاق جديدة؛

وتتوسع علاقاتنا الراسخة مع الولايات المتحدة من حيث النطاق والمضمون؛ وتنمو علاقتنا مع روسيا لتصبح شراكة حيوية يراها الجانبان.

ونتعاون بشكل مثمر مع الاتحاد الأوروبي واليابان ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)؛ ونعزز تعاوننا مع تركيا والسعودية والإمارات

وشركاء آخرين في الخليج والعالم الإسلامي؛ ونطور شراكة معززة مع أفريقيا؛ ونتواصل بشكل هادف مع أمريكا اللاتينية.

دار يهنئ الـ(ISSI) الذكرى الثانية والخمسين لتأسيسه

هنأ نائب رئيس الوزراء الباكستاني المعهد الدولي لبحوث العلوم الاستراتيجية (ISSI) بالذكرى الثانية والخمسين لتأسيسه، قائلاً:

إنه منذ تأسيسه عام ١٩٧٣، تطور المعهد ليصبح أحد أبرز مراكز الفكر الاستراتيجي في باكستان.

وأضاف: تُقدّر وزارة الخارجية الدور المحوري للمعهد في سد الفجوة القائمة عادةً بين البحث الأكاديمي وصياغة السياسات.

وفي كلمته بهذه المناسبة، قال المدير العام السفير سهيل محمود إن المعهد سيواصل دوره في طليعة الخطاب الاستراتيجي،

وتعزيز أهداف السياسة الخارجية الباكستانية، وتعزيز قضية السلام والأمن والتعاون الدولي من خلال المعرفة والحوار والتحليل الاستشرافي.

سمير زعقوق

كاتب صحفي، وباحث في شئون شبه قارة جنوب آسيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى