أحاطت باكستان علماً بالتصريحات الأخيرة لرئيس وزراء الهند، التي أدلى بها في غوجارات، بطابعٍ مسرحيٍّ يُشبه مهرجاناً انتخابياً، بدلاً من الرصانة المتوقعة من زعيم دولةٍ مُسلحةٍ نووياً.
إن استحضار العنف بدافع الكراهية في تصريحاته أمرٌ مُقلقٌ للغاية، ليس فقط لمضمونه، بل أيضاً للسابقة الخطيرة التي يُرسيها في منطقةٍ مُثقلةٍ أصلاً بالتقلبات. ونأسف لاستمرار تآكل النضج واللياقة في إدارة شؤون الدولة الهندية.
إن مثل هذه التصريحات تنتهك بشكل صارخ المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة، الذي يلزم الدول الأعضاء بحل النزاعات سلميا والامتناع عن التهديد باستخدام القوة أو استخدامها ضد سيادة الدول الأخرى أو استقلالها السياسي.
وترى باكستان أن هذه التصريحات بمثابة استفزاز متهور يهدف إلى صرف الانتباه عن انتهاكات حقوق الإنسان والهندسة الديموغرافية المستمرة في جامو وكشمير المحتلة بشكل غير قانوني من قبل الهند.
إن سجل باكستان كمساهم رئيسي في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وتعاونها المستمر في جهود مكافحة الإرهاب العالمية، أبلغ من أي خطاب عدائي. إذا كان التطرف مصدر قلق حقيقي للحكومة الهندية، فمن الأفضل لها أن تتجه إلى الداخل – نحو التصاعد المقلق لحكم الأغلبية، والتعصب الديني، والحرمان الممنهج للأقليات من حقوقها في ظل أيديولوجية الهندوتفا المتزايدة الوحشية.
تظل باكستان ملتزمة بالسلام القائم على الاحترام المتبادل والمساواة في السيادة. ومع ذلك، ستُواجَه أي تهديد لأمنها أو سلامة أراضيها بإجراءات حازمة ومتناسبة، وفقًا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.
يتعين على المجتمع الدولي أن يأخذ على محمل الجد الخطاب المتصاعد للهند، والذي يقوض الاستقرار الإقليمي وآفاق السلام الدائم.
إسلام آباد
27 مايو 2025
150/2025
