سلايدرمعالم وشخصيات باكستانية

وفاة عالم الاقتصاد الباكستاني خورشيد أحمد عن عمر ناهز الـ 93 عامًا

انتقل إلى جوار ربه عالم الاقتصاد الباكستاني خورشيد أحمد في المملكة المتحدة يوم الأحد الماضي 13 أبريل 2025 عن عمر ناهز 93 عاما.

ونعاه أمير الجماعة الإسلامية في باكستان حافظ نعيم الرحمن وقال عنه إنه «كان برلمانيا متميزا وقائدا نموذجيا»،

وأضاف أنه كان يتميز بانضباطه لسياسات وقرارات حزبه حتى النهاية، «بعيدا عن الغرور والكبرياء والترويج للذات، وكان مثالا للتواضع».

وكتب حافظ نعيم في حسابه الرسمي على منصة إكس قائلا «انتقل إلى رحمة الله تعالى البروفيسور خورشيد… كان ذخرا للعالم الإسلامي، ومرجعا في الاقتصاد الإسلامي ومفاهيمه».

وأعلنت الجماعة الإسلامية في باكستان إقامة صلاة الغائب عليه في اليوم الموالي لوفاته، وأقيمت في المسجد المركزي لمقر الجماعة بلاهور.

كما نعاه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وقال إنه «أسهم طوال مسيرته في بناء الجسور بين الفكر الإسلامي ومتطلبات العصر».

خورشيد أحمد عالم باكستاني متخصص في الاقتصاد، وعضو سابق في مجلس الشيوخ الباكستاني، وأحد أبرز قيادات الجماعة الإسلامية في باكستان، ومن أشهر المفكرين الإسلاميين في البلاد. ولد في نيودلهي عام 1932 وتوفي في المملكة المتحدة عام 2025.

المولد والنشأة

ولد خورشيد أحمد يوم 23 مارس 1932 في مدينة نيودلهي، التي كانت تتبع للحكم البريطاني قبل استقلال باكستان عن الهند عام 1947.

هاجر خورشيد أحمد مع عائلته من نيودلهي إلى مدينة لاهور الباكستانية.

الدراسة ودرجاته العلمية

تلقى تعليمه الأساسي في نيودلهي قبل هجرته إلى باكستان بعد الاستقلال، وانخرط في العمل السياسي منذ دراسته في نيودلهي، إذ كان عضوا في «رابطة باتشا الإسلامية».

بعد الهجرة إلى باكستان التحق بالكلية الحكومية في مدينة لاهور بإقليم البنجاب الباكستاني لاستكمال التعليم الثانوي.

التحق بعد ذلك بجامعة كراتشي، وحصل فيها على درجة البكالوريوس في الدراسات القانونية،

ثم درجة الماجستير في الاقتصاد والدراسات الإسلامية، وانتقل إلى المملكة المتحدة، وهناك حصل على درجة الدكتوراه من جامعة ليستر.

منحته جامعة كراتشي الدكتوراه الفخرية في التربية لإسهاماته المتميزة في المجال الأكاديمي،

كما منحته الشهاد نفسها جامعة ليستر البريطانية وجامعة مالايا في ماليزيا.

جامعة لوبورو في المملكة المتحدة منحته كذلك الدكتوراه الفخرية في الأدب عام 2003،

ونال من الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا الدكتوراه الفخرية في الاقتصاد الإسلامي عام 2006.

الخبرات العملية

عمل خورشيد أحمد أستاذا للاقتصاد في جامعة كراتشي، وكانت له مساهمات بارزة في تعزيز الفكر والاقتصاد الإسلامي.

ثم عمل مدرسا أيضا في جامعة ليستر في بريطانيا بعد حصوله على درجة الدكتوراه، إذ انضم إلى قسم الفلسفة، ودرّس فيه الفلسفة المعاصرة.

التجربة السياسية

بدأ انضمامه إلى الجماعة الإسلامية من بوابة جناحها الطلابي «جمعية الطلبة الإسلامية»،

وتدرج فيها حتى وصل إلى منصب رئيس الجمعية في باكستان عام 1953.

انضم رسميا إلى الجماعة الإسلامية عام 1956، وكان له دور رئيسي في الحراك الطلابي والسياسي ضد الأحكام العرفية المفروضة في فترة حكم الجنرال محمد أيوب خان، وسجن أثناء تلك الحراكات.

كان له دور في مواجهة المنظمات والجمعيات الطلابية التي تحمل الأفكار والأيدولوجيا اليسارية في الجامعات الباكستانية في فترة الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين.

الوظائف والمهام التي تولاها

ترقى خورشيد أحمد في صفوف الجماعة الإسلامية حتى صار نائبا لأمير الجماعة وأحد أقرب مساعدي مؤسسها أبو الأعلى المودودي، وخاصة داخل القيادة الفكرية العليا للجماعة.

شغل منصب الوزير الاتحادي للتجارة والتخطيط عام 1978، كما شغل منصب نائب رئيس لجنة التخطيط الباكستانية،

وشغل عضوية مجلس الشيوخ الباكستاني أكثر من مرة، إذ فاز في دورات 1985 و1997 و2002.

وخورشيد أحمد هو أحد الأعضاء المؤسسين للجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد،

وبين عامي 1984 و1992 شغل منصب رئيس المعهد الدولي للاقتصاد التابع للجامعة نفسها،

كما شغل منصب نائب رئيس جامعة الملك عبد العزيز في مدينة جدة السعودية.

أسس وترأس المؤسسة الإسلامية في ليستر بالمملكة المتحدة، وترأس معهد ماركفيلد للتعليم العالي التابع لها،

وهو أول مركز أكاديمي للاقتصاد والتمويل الإسلامي في العالم الغربي.

هو الرئيس المؤسس لجامعة الإدارة والتكنولوجيا في لاهور،

ونال عضوية مجالس إدارية في العديد من المؤسسات والمنظمات بجميع أنحاء العالم الإسلامي.

أسهم في تطوير الفقه الاقتصادي الإسلامي بصفته تخصصا أكاديميا، وألّف 70 كتابا باللغتين الإنجليزية والأوردية،

وله أبحاث في الاقتصاد الإسلامي والفكر الإسلامي المعاصر.

رئيس تحرير مجلة «ترجمان القرآن»

كان رئيس تحرير مجلة «ترجمان القرآن» الشهرية التي تصدر عن الجماعة الإسلامية، وفي عام 1979 أسس

وترأس معهد دراسات السياسات في إسلام آباد، وهو أول مركز أبحاث غير حكومي في باكستان، واستمر رئيسا له حتى عام 2021.

الجوائز والأوسمة

حصل البروفيسور خورشيد أحمد على عدد من الجوائز والأوسمة الرفيعة منها:

جائزة الملك فيصل العالمية عام 1990، تقديرا للخدمات التي قدمها للعلم والإسلام.

وسام الامتياز (عام 2011) وهو أعلى وسام مدني في باكستان.

جائزة البنك الإسلامي للتنمية عام 1989 لإسهاماته المتميزة في الاقتصاد الإسلامي.

سمير زعقوق

كاتب صحفي، وباحث في شئون شبه قارة جنوب آسيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى