
دعا مفتي باكستان تقي عثماني إلى مقاطعة كاملة لإسرائيل وأنصارها، معلناً أن الجهاد واجب على جميع الحكومات الإسلامية في مواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر على فلسطين.
وفي كلمة له خلال المؤتمر الوطني الفلسطيني في إسلام آباد، أعرب المفتي عثماني عن استيائه من الاستجابة العالمية لأفعال إسرائيل، واتهم كل من إسرائيل والولايات المتحدة بتجاهل القانون الدولي.
انتقد مفتي عثماني الأمم المتحدة، واصفًا إياها بـ«لعبة» في أيدي إسرائيل والولايات المتحدة، وأدان في الوقت نفسه دعم الولايات المتحدة الثابت لإسرائيل. ورغم اتفاق وقف إطلاق النار، أشار إلى استمرار القصف على غزة.
ودان تصريح وزير الخارجية الأميركي الذي أشار إلى أنه مهما قتلت إسرائيل من المسلمين فإن الولايات المتحدة لن تتخلى عن دعمها لإسرائيل.
قال المفتي عثماني، مشددًا على ضرورة الجهاد: “لقد عجزت الأمة الإسلامية عن توفير الدعم الكافي للمقاتلين لحماية القبلة الأولى”. وأكد أن حكام المسلمين، رغم تبرعاتهم المالية، لم يتخذوا إجراءات جادة. وتساءل: “ما فائدة جيوش الدول الإسلامية إذا لم تُجاهد؟”
وأضاف عالم الدين أن الدعم العملي والإنساني والمالي للفلسطينيين واجب على جميع المسلمين. كما أكد أن باكستان لا تربطها أي صلة بإسرائيل ولن تعترف بها أبدًا. وأشار المفتي عثماني إلى موقف مؤسس باكستان، القائد الأعظم محمد علي جناح، الذي وصف إسرائيل بأنها “طفل غير شرعي”، وشدد على موقف باكستان الرافض لأي علاقات مع الدولة.
فضل يتحدث في المؤتمر الوطني الفلسطيني
في السياق نفسه، ألقى مولانا فضل الرحمن، زعيم جمعية علماء الإسلام، كلمةً حثّ فيها العالم الإسلامي على التكاتف تضامنًا مع الفلسطينيين. وشدد على أهمية توجيه رسالة قوية للعالم مفادها أن المسلمين يقفون إلى جانب إخوانهم الفلسطينيين، بغض النظر عن وطنهم.
أكد رحمن دعوة المفتي عثماني للجهاد، مؤكدًا أن الدفاع عن فلسطين ليس واجبًا على باكستان فحسب، بل مسؤولية العالم الإسلامي أجمع. كما أكد على وجوب إدانة عنف إسرائيل التاريخي ضد الأنبياء، وأفعالها المستمرة في غزة.
وقال إن “إسرائيل دولة إرهابية. تاريخها مليء بالقتل والتدمير”، مؤكداً أن الأرض الفلسطينية انتُزعت ظلماً في عام 1948، عندما كان الفلسطينيون يمتلكون 94% من الأرض.
كما طعن رحمان في مزاعم منح الفلسطينيين أراضي للإسرائيليين، داعيًا إلى تحري الدقة التاريخية فيما يتعلق بالاحتلال الإقليمي. وأشار إلى أنه في عام ١٩١٧، لم يكن اليهود يسكنون سوى ٢٪ من فلسطين، بينما كان المسلمون يسكنون ٩٨٪ منها. وبحلول عام ١٩٤٧، كان الفلسطينيون لا يزالون يسيطرون على معظم الأرض.
إعلان المؤتمر الوطني الفلسطيني
أصدر المؤتمر الوطني الفلسطيني بيانًا بالإجماع سلّط فيه الضوء على الفظائع المرتكبة في غزة. ووفقًا للبيان، فقد استُشهد أكثر من 55 ألف فلسطيني، وجُرح 200 ألف آخرون. ووصف المؤتمر تدمير البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس، واصفًا الوضع بأنه إبادة جماعية وليس مجرد حرب.
كما انتقد البيان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لتقاعسه، وأدان الولايات المتحدة لاستمرارها في استخدام حق النقض (الفيتو) ضد القرارات الهادفة إلى معالجة أزمة غزة. واختتم البيان باعتبار الجهاد فريضة على جميع المسلمين، مرددين بذلك آراء المفتي عثماني.
وفي خطابه، تساءل مولانا فضل الرحمن أيضًا عن السياسات الاقتصادية الباكستانية، منتقدًا اعتماد البلاد على القوى الغربية، وخاصة الولايات المتحدة. وقال: “ألعن مثل هذا الاقتصاد الذي يعمل تحت رحمة اليهود”، مشيرًا إلى الدروس التاريخية من الأيام الأولى للإسلام عندما ساد المجتمع المسلم على الرغم من الضغوط الاقتصادية.
واختتم حديثه بانتقاد صمت الحكومة الحالية تجاه فلسطين، واصفًا إياه بخيانة المبادئ التأسيسية لباكستان. كما أعلن رحمن عن خطط لتنظيم مسيرة مليونية في كراتشي للتعبير عن التضامن مع القضية الفلسطينية ومطالبة الحكومة الباكستانية باتخاذ إجراءات.
كما أعلن المؤتمر الوطني الفلسطيني يوم الجمعة المقبل يومًا للأسير والمظلوم الفلسطيني. ومن المتوقع أن يحشد هذا الحدث الدعم لفلسطين في جميع أنحاء العالم الإسلامي، بهدف الضغط على الحكومات لاتخاذ موقف أقوى ضد الاحتلال والعدوان الإسرائيلي.