
أكد رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف والرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الثلاثاء على ضرورة تعزيز وتعميق وتنويع التعاون الاستراتيجي الثنائي بين البلدين الشقيقين من خلال تعزيز التعاون في مختلف المجالات.
وفي كلمته خلال مؤتمر صحفي مشترك في أنقرة، قال رئيس الوزراء إن زيارته اليوم إلى مدينة أنقرة التاريخية النابضة بالحياة، مكنته من مراجعة التقدم المحرز في الأهداف التي حددها الجانبان خلال اجتماع المجلس الاستراتيجي الرفيع المستوى السابع بين باكستان وتركيا الذي عقد في إسلام أباد هذا العام.
وقال إنهما اتفقا على العمل بشكل وثيق لترجمة هذه الأهداف إلى أفعال، مع المزيد من الاستثمار في الطاقة وتكنولوجيا المعلومات والبنية الأساسية والمناجم والمعادن،
وأعرب عن ثقته في أنه من خلال الجهود المشتركة، فإنهما سيحققان الأهداف المتفق عليها بشكل متبادل لتعزيز تجارتهما الثنائية إلى 5 مليارات دولار.
وأضاف رئيس الوزراء، الذي وصل إلى تركيا برفقة وفد رفيع المستوى، أن التعاون الدفاعي والأمني يظل ركيزة أساسية للتعاون بين باكستان وتركيا.
وشكر أردوغان على دعم تركيا المستمر لباكستان في جهودها لمكافحة الإرهاب،
وقال إنه في الآونة الأخيرة في بلوشستان، تعرض قطار مليء بالأشخاص المسافرين إلى وجهاتهم للهجوم
والاستيلاء عليه من قبل الإرهابيين.
وقال إن مرتكبي هذه الجريمة قتلوا العشرات من الأبرياء وأن وراء هذه الحادثة إرهابيون من جيش تحرير بلوشستان وحركة طالبان الباكستانية،
مؤكدا أنه حان الوقت لتوحيد جهودهم من أجل التغلب على هذا الخطر في جميع الأوقات القادمة؛
ليس فقط في باكستان وتركيا ولكن في جميع أنحاء العالم، حتى يشعر العالم بالارتياح ويتحرك إلى الأمام بإحساس بالسلام.
وقال رئيس الوزراء شريف، في إشارة إلى اجتماعه مع الرئيس، إنهما تبادلا وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والعالمية،
بما في ذلك الوضع المتطور بسرعة والمقلق في الشرق الأوسط.
الدعوة إلى قيام دولة فلسطينية
وأكدوا على ضرورة وحدة الأمة الإسلامية، وأعربوا عن قلقهم العميق إزاء تدهور الوضع في غزة،
وأدانوا بشدة القتل الوحشي لأكثر من 50 ألف فلسطيني بريء، بمن فيهم النساء والأطفال.
وأضاف رئيس الوزراء أنهم طالبوا بوقف فوري لإطلاق النار وتدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق للشعب الفلسطيني.
كما جددوا دعوتهم إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة ومتصلة جغرافيًا على حدود ما قبل عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشريف.
وأضاف أن هذا سيكون الحل الوحيد العادل والشامل والدائم للقضية الفلسطينية، وفقًا لقرارات الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي.
وقال رئيس الوزراء شريف إن التحالفات القائمة منذ فترة طويلة تتحول؛ مما يفسح المجال لشراكات جديدة،
حيث تتحرك الدول بعناية على الطريق لحماية مصالحها الوطنية.
وأشاد بموقف الشعب التركي الجريء والشجاع تجاه الأمة الإسلامية في ظل الاضطرابات العالمية.
وأعرب عن ثقته بأن الشعب التركي تحت قيادة الرئيس أردوغان سيحقق مستويات جديدة من التقدم والازدهار.
وقال رئيس الوزراء إن الرئيس أردوغان يتمتع بصفتي الجرأة وكسب قلوب شعبه مما جعله زعيما عظيما.
وقال رئيس الوزراء إن الرئيس أردوغان يرمز إلى دور الزعيم العظيم في حشد شعبه،
وكانت هذه قصة رائعة من النضال العظيم ومصدر إلهام للجميع،
مضيفًا أن النضال السياسي للرئيس على مدى عقود من الزمن حول تركيا إلى اقتصاد قوي وقوي، وصوت قوي على المسرح الدبلوماسي العالمي.
وقال رئيس الوزراء إن التغلب على الكوارث الطبيعية والتغلب على الصراع الجيوسياسي المعقد كان بمثابة معجزة حققها الشعب التركي.
كما أعرب عن امتنانه للرئيس أردوغان وزوجته لزيارة باكستان خلال الفيضانات الكارثية في عامي 2010 و2022
وعلى مساعدتهما السخية ومواد الإغاثة بالإضافة إلى إنشاء مراكز إعادة التأهيل والمستشفيات المتنقلة والمدارس في مقاطعتي البنجاب والسند.
قضيتا كشمير وقبرص التركية
كما أعرب رئيس الوزراء عن خالص امتنانه لدعم تركيا الثابت لباكستان بشأن قضية كشمير
وأكد دعم باكستان للشعب التركي في شمال قبرص واتفق على مواصلة تعاونهما الوثيق في المحافل المتعددة الأطراف بما في ذلك الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي.
وقال إن زيارته عززت عزمهما على تعميق وتنويع الشراكة الاستراتيجية،
وأنه يتطلع إلى ترجمة رؤيتهما إلى نتائج ملموسة من أجل تحقيق المنفعة المتبادلة لشعبي البلدين.
أعرب رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف عن تعازيه في ضحايا حادث سير في تركيا، ودعا إلى الشفاء العاجل للمصابين.
أردوغان يرحب بشهباز
وفي كلمة له تم بثها مباشرة على القنوات التلفزيونية الوطنية الباكستانية، رحب الرئيس رجب طيب أردوغان برئيس الوزراء الباكستاني والوفد المرافق له بحرارة.
واستذكر زيارته إلى باكستان خلال الاجتماع السابع للمجلس الاستراتيجي رفيع المستوى في إسلام آباد.
وقال إن هذه الاتصالات المتبادلة أظهرت المستوى الاستثنائي للتعاون الذي وصل إليه البلدان.
وقال الرئيس أردوغان إنهما تبادلا وجهات النظر حول القضايا الثنائية والإقليمية والعالمية.
كما أعرب عن تعازيه في الباكستانيين الذين قتلوا خلال الحوادث المتعلقة بالإرهاب
وأكد دعم تركيا لباكستان في حربها ضد جميع أشكال الإرهاب.
25 اتفاقية في مجالات
صرح الرئيس بأن البلدين وقّعا خلال زيارته لباكستان في فبراير 2020، 25 اتفاقية في مجالات الطاقة والمياه والتعليم العلمي والصحة والدفاع وغيرها،
وأعرب عن تفاؤله بتنفيذ هذه الاتفاقيات من قبل الجهات المعنية.
وأعرب عن اهتمام تركيا الكبير بالمشاريع المشتركة في باكستان، وشدد على أهمية تعزيز الاستثمار المتبادل والمناطق الاقتصادية الحرة في باكستان.
وَقال الرئيس أردوغان إنهم ناقشوا أيضًا السلام والاستقرار في المنطقة وأعرب عن سعادته لأنهم تصرفوا في انسجام تام مع باكستان في كل قضية.
وقالَ إنهم يقدرون دائمًا موقف باكستان الحازم تجاه فلسطين ورد فعلها القوي تجاه الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني
ودعمها القوي لقضيتهم العادلة في الأمم المتحدة والمنتديات العالمية الأخرى.
وقال الرئيس إن البلدين سيواصلان تعاونهما من أجل إقامة دولة فلسطين الحرة المستقلة على حدود ما قبل عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وقَال إنهم سيتخذون خطوات جديدة للتعاون بين باكستان وأذربيجان وتركيا في مختلف مجالات التعاون من خلال التشاور المتبادل.