أخبارسلايدر

مواطنة بريطانية من أصل باكستاني تسليط الضوء على الأحياء المنسية

في قصة ملهمة من التعاطف والمرونة، كرست الأستاذة رمانة شاهين، وهي مواطنة بريطانية من أصل باكستاني، حياتها، إلى جانب والديها، لتحسين حياة سكان الأحياء الفقيرة بشكل خاص في باكستان.

ولدت الأستاذة رمانة، البالغة من العمر 29 عامًا، في عائلة متواضعة من أصل باكستاني من ضواحي إسلام آباد، وبدأت رحلتها في الخدمة في سن السادسة عشرة.

أسست أكاديمية رحمن في برادفورد، المملكة المتحدة، عام ٢٠١٥، وشاركت في أعمال خيرية مع والديها وإخوتها في باكستان.

تسافر العائلة إلى باكستان مرتين أو ثلاث مرات سنويًا للبحث عن المجتمعات المحرومة ودعمها وخدمتها.

كما تقدم رمانة وعائلتها العلاج الطبي المجاني للمحتاجين في أفضل مستشفيات إسلام آباد، وتساعد في ترتيب زيجات العائلات محدودة الدخل،

وتوزع الطعام والمستلزمات اليومية الأساسية على سكان الأحياء الفقيرة، وتقدم أشكالًا مختلفة من الدعم للمستحقين مباشرةً على أبواب منازلهم.

وبذلك، تضمن كرامة واحترام الذات لمن تساعدهم.

تمكين المرأة

تسعى الأستاذة رمانة جاهدةً لتمكين المرأة من خلال العلوم الإسلامية. تضم الأكاديمية أكثر من 500 طالبة، وتقدم دورات متنوعة في بيئة شاملة.

بصفتها مؤسسة الأكاديمية ومديرتها، بخبرة تزيد عن عشر سنوات، تهدف إلى غرس حب الدين من خلال الفهم والتطبيق.

وتعمل الأكاديمية الآن على التوسع عبر الإنترنت، حيث تجعل العلوم الإسلامية التقليدية في متناول النساء في جميع أنحاء العالم، وتكسر الحواجز الجغرافية.

الأستاذة رمانة، من خلال مؤسستها «أكاديمية الرحمن»، تُعدّ منارة أمل للأسر المهمّشة.

تربط حياتها في المملكة المتحدة بصراعات الفقر في باكستان، مُقدّمةً الدعم الأساسي ومُمكّنةً المجتمعات من خلال الأعمال الخيرية.

في رمضان هذا العام، وزّعت الأستاذة رمانة وعائلتها حتى الآن أكثر من 200 سلة غذائية مليئة بالمواد الأساسية كالدقيق والسمن والعدس والسكر والتمر وشربات روح أفزا.

يستيقظون باكرًا، ويحمّلون سياراتهم ويسافرون عبر المدن بحثًا عن الطعام والمال وغيرها من الضروريات، وتقديمها للمحتاجين.

تجمعات إفطار يومية في الأحياء المهملة

وقالت الأستاذة رمانة: نتشارك في كثير من الأحيان وجبتنا الأولى من اليوم مع سكان الأحياء الفقيرة وغيرهم، وننظم تجمعات إفطار يومية في الأحياء المهملة للتأكد من أن المحتاجين يمكنهم الحصول على وجبة صحية خلال شهر رمضان.

وأضافت والدتها، رخسانة شاهين: إنها كريمة دائمًا. جهودنا موجهة لمرضاة الله عز وجل، وليس الأمر متعلقًا بالجانب المادي.

تلقت تعليمها في اليمن وسوريا والمملكة العربية السعودية، ورحلتها التعليمية ملهمة بقدر جهودها الخيرية. في السادسة عشرة من عمرها، بدأت رمانة دراستها في العلوم الدينية، على يد علماء جليلين مثل الشيخ رياض والشيخ نويد جميل الشامي، وتخرجت لاحقًا من كلية محي الدين للبنات في بيرنلي، المملكة المتحدة.

أكملت دراستها العليا في معهد السيدة خديجة في نوتنغهام، على يد المفتي الراحل أشفق أحمد رضوي (رحمه الله). وفي عام ٢٠١٨، تعمقت في علومها في تريم باليمن، في دار الزهراء العريقة، التي أسسها الحبيب عمر بن حفيظ.

تمكين المجتمعات المهمشة

سافرت الأستاذة رمانة إلى باكستان برؤية لتمكين المجتمعات المهمشة.

وفي معرض حديثها عن مصدر إلهامها، قالت إنها خلال زيارتها الأولى لباكستان عام ٢٠١٩، صُدمت بشدة من الواقع القاسي الذي واجهته، من أطفال ينامون في الشوارع، وعائلات محرومة من المياه النظيفة، وشعور عارم باليأس.

عازمةً على التغيير، تذكرت لحظةً مؤثرةً عندما رأت صبيًا يشرب ماءً ملوثًا. تأثرت بالمنظر، فنزلت من سيارتها، وناولته زجاجة ماء، وحثته على شربها.

عززت هذه التجربة عزمها على اتخاذ إجراء.

تحت إشرافها، نجحت أكاديمية الرحمن في تركيب أكثر من 700 محطة لتنقية المياه وآلاف الآبار الأنبوبية في جميع أنحاء باكستان، مما أدى إلى توفير مياه شرب نظيفة للعديد من الأسر.

وفي خضم جائحة كوفيد-19، ظلت الأكاديمية ثابتة في مهمتها، حيث قامت بتوزيع المساعدات المالية على المحتاجين وضمان عدم إهمال أي شخص خلال الأزمة.

ومن أهم جهود الأكاديمية تنظيم موائد إفطار يومية خلال شهر رمضان، والتي توفر الغذاء والسعادة لسكان الأحياء الفقيرة في المدن في مختلف أنحاء العاصمة الاتحادية.

إن نهج الأستاذة رمانة متجذر بعمق في مبادئ الكرامة والاحترام، ويضمن تقديم المساعدة بطريقة تدعم القيمة الذاتية لأولئك الذين يتلقونها.

تقول الأستاذة رمانة: حتى تغيير حياة واحدة يمكن أن يُحدث أثرًا إيجابيًا هائلًا. رسالتنا لا تقتصر على تقديم الدعم المادي فحسب، بل تشمل أيضًا استعادة الأمل والكرامة لمن نُسيوا.

سمير زعقوق

كاتب صحفي، وباحث في شئون شبه قارة جنوب آسيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى