
تكتسب تقليد حفلات الإفطار المشتركة بين الأديان زخما مطرداً في باكستان، مما يعزز بيئة الحوار والاحترام المتبادل والتعايش السلمي بين المجتمعات الدينية المختلفة.
ويرمز هذا الاتجاه المتنامي، الذي تقوده مراكز الأبحاث والمنظمات الدينية المؤثرة، إلى الالتزام الجماعي بتحقيق الانسجام في مجتمع متنوع.
من أبرز الداعمين لهذه المبادرة المجلس الدولي لبحوث الشؤون الدينية (IRCRA)، الذي يستضيف سنويًا إفطارًا دينيًا يجمع علماء الدين وقادة من مختلف الأديان.
وقد شهد اجتماع هذا العام رسالة وحدة راسخة، حيث تشارك ممثلون من مختلف الطوائف الدينية منصة مشتركة لتعزيز الحوار والتعاون بين الأديان.
أقيم حفل هذا العام، الذي شرفه رئيس وزراء خيبر بختونخوا، علي أمين غاندابور، كضيف شرف، في نادي إسلام آباد للجولف.
وبهذه المناسبة، اغتنم غاندابور الفرصة للتواصل شخصيًا مع جميع الضيوف الكرام وتقديم الهدايا التقليدية لهم تعبيرًا عن حسن النية.
كما وزّع رئيس الوزراء غاندابور دروعًا تذكارية على المشاركين المرشّحين، تقديرًا لجهودهم في تعزيز الوئام والتفاهم الديني.
رحب محمد إسرار، رئيس المركز الإسلامي للحوار بين الأديان (IRCRA)، وهو من أبرز دعاة التماسك الديني، بالمشاركين،
مؤكدًا على أهمية هذه الفعاليات.
وأكد أن اللقاءات بين الأديان تُسهم في تبديد المفاهيم الخاطئة، وتشجيع الحوار،
وبناء مجتمع أكثر شمولية، يتعايش فيه الناس من جميع الخلفيات الدينية بسلام.
وأضاف: باكستان أرضٌ تتنوع فيها الثقافات والأديان، ومن الضروري أن نواصل بناء جسور التواصل عبر الحوار والتفاهم المتبادل.
وتظهر هذه الفعاليات التزامنا بتعزيز السلام والتعايش بين جميع شرائح المجتمع.
تناوب قادة دينيون وعلماء ودبلوماسيون وأكاديميون وسياسيون ونشطاء اجتماعيون من مختلف الأديان على التعبير عن آرائهم،
مؤكدين على أهمية التناغم بين الأديان.
وأكدوا أن احترام التنوع الديني ليس ضرورة أخلاقية واجتماعية فحسب، بل هو أيضًا جانب أساسي من تراث باكستان الغني.
اختتم حفل إفطار الأديان بنجاح باهر، حيث أكد المشاركون التزامهم بتعزيز السلام والتسامح في مجتمعاتهم.
ومع استمرار هذه المبادرات في اكتساب زخم في جميع أنحاء باكستان، فإنها تعدّ بمثابة منارات أمل لمستقبل أكثر شمولاً وانسجامًا.