مقالات

باكستان وكشمير: رابطة تتجاوز الحدود

الشيخ عبد المجيد

في الخامس من فبراير من كل عام، يؤكد شعبا باكستان وكشمير في جميع أنحاء العالم على أخوتهم العميقة الجذور، ويقفون معًا في دعم ثابت للشعب المضطهد في جامو وكشمير المحتلة.

إن هذا اليوم ليس مجرد مناسبة للاحتفال، بل هو بيان قوي للعالم بأن قلوب الباكستانيين والكشميريين تنبض كقلب واحد، متحدين بنضالهم المشترك من أجل العدالة والحرية وتقرير المصير.

العلاقة بين باكستان وكشمير

إن العلاقة بين باكستان وكشمير ليست سياسية فحسب؛ بل إنها علاقة متجذرة في التاريخ والعقيدة والجغرافيا والتطلعات المشتركة.

وقد عززت تضحيات شهداء كشمير الذين لا حصر لهم هذه العلاقة، الأمر الذي جعل كشمير فصلاً غير مكتمل في تاريخ استقلال باكستان.

وعلى الرغم من مواجهة أحد أكثر أشكال الاحتلال العسكري في العالم، فإن شعب كشمير لم يستسلم قط. وما زالت روحه التي لا تنكسر تتحدى الظلم،

وتثبت أن أي قدر من القوة لا يمكن أن يقمع الرغبة في الحرية. والواقع أن الجيل الجديد من الكشميريين، الذين ولدوا في ظل المقاومة، أكثر تصميماً من أي وقت مضى على تحقيق مصيرهم المشروع ـ الحرية.

إن وجود باكستان وقوتها يشكلان أهمية بالغة بالنسبة للمسلمين الكشميريين،

وهم يعتقدون أنه على الرغم من أنهم لم يصبحوا جزءاً من باكستان بعد،

فإن الروابط الدينية والثقافية بينهم عميقة إلى الحد الذي يجعل قلوب الكشميريين تنزف من أجلهم إذا ما تعرض الباكستانيون للأذى.

وفي ضوء هذه الروابط الراسخة، عانى شعب كشمير على مدى أكثر من سبعة عقود من القمع الوحشي والاحتلال وانتهاكات حقوق الإنسان على أيدي الهند.

ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه الفظائع، فإن عزيمتهم لا تزال ثابتة.

ويستمر نضالهم من أجل الحرية، مدعومًا بالدعم الدبلوماسي والسياسي والأخلاقي الثابت من باكستان.

منذ تقسيم شبه القارة الهندية في عام 1947، كانت باكستان من أبرز المدافعين عن حق كشمير في تقرير المصير، كما وعدت بذلك قرارات الأمم المتحدة.

الخامس من فبراير

وفي الخامس من فبراير، تتوقف الأمة الباكستانية بأكملها لتذكر معاناة إخوانها وأخواتها الكشميريين.

وفي مختلف أنحاء البلاد، تُعقد المسيرات والندوات والمسيرات التضامنية والدعوات الخاصة للتعبير عن الدعم الثابت لحركة تحرير كشمير.

ومن كشمير إلى كراتشي، تتردد في الشوارع شعارات «كشمير ستتحول إلى باكستان».

تكرس حكومة باكستان والمجتمع المدني ووسائل الإعلام هذا اليوم لتسليط الضوء على الاحتلال الهندي

وانتهاكات حقوق الإنسان في جامو وكشمير وإرسال رسالة قوية مفادها أن «باكستان لن تتخلى أبدًا عن كشمير».

إن موقف باكستان واضح – ستواصل دعم الشعب الكشميري دبلوماسيًا وسياسيًا وأخلاقيًا حتى يتحقق حقه في تقرير المصير بشكل كامل.

إن الاحتفال بيوم التضامن مع كشمير لا يقتصر على باكستان – بل إنه معترف به عالميًا، ويعمل كتذكير قوي للمجتمع الدولي بالفظائع التي تُرتكب في جامو وكشمير.

على مدى عقود من الزمن، قمعت الهند أصوات الكشميريين من خلال الاحتلال العسكري وحظر التجول

والاعتقالات غير القانونية والاختفاء القسري والقتل خارج نطاق القضاء والتعذيب والتعتيم الإعلامي وقمع المعارضة.

محاولات الهند إسكات الشعب الكشميري

وعلى الرغم من محاولات الهند المتواصلة لإسكات الشعب الكشميري، فقد وصلت أصواتهم إلى الساحة العالمية،

لأن باكستان أثارت باستمرار قضية كشمير في الأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي،

والاتحاد الأوروبي، وغيرها من المنتديات الدولية،

مما يساعد في فضح روايات الهند الكاذبة ويؤكد الحاجة إلى حل سلمي قائم على العدالة والقانون الدولي.

إن دعم باكستان ليس رمزياً فحسب، بل إنه التزام أبدي.

والتضامن الذي عبرت عنه باكستان في الخامس من فبراير يشكل تذكيراً للهند والعالم بأن النزاع في كشمير لم ينته بعد.

فالنضال من أجل العدالة وتقرير المصير ما زال حياً، ولا يمكن لأي قدر من العدوان العسكري

أو التغييرات الديموغرافية أو الدعاية أن تمحو التطلعات المشروعة للشعب الكشميري.

إن يوم التضامن مع كشمير هو وعد بأن باكستان لن تتخلى أبدًا عن إخوانها الكشميريين.

إنه عهد بأن الرابطة بين باكستان وكشمير ستظل راسخة لا تتزعزع مهما مر الوقت.

إنّ أصداء «كشمير بانيجا باكستان» تزداد قوة مع كل يوم يمر، مما يرسل رسالة واضحة إلى العالم:

«باكستان تقف إلى جانب كشمير – أمس واليوم ودائما».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى