5 يناير.. يوم للتذكير، والتحرك من أجل كشمير
الخامس من يناير يحمل أهمية كبيرة لسكان جامو وكشمير.
![](https://pak-voice.com/wp-content/uploads/2024/12/الكشميريون-780x420.jpeg)
حسنين خان
قدم قرار لجنة الأمم المتحدة المعنية بالهند وباكستان الصادر في الخامس من يناير 1949 خارطة طريق لإجراء استفتاء حر ونزيه من شأنه أن يمنح الشعب الكشميري الحق في اختيار مصيره.
واستناداً إلى قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة السابقة، واستمراراً لقرار الثالث عشر من أغسطس 1948، أسس هذا القرار استراتيجية لحل ديمقراطي وسلمي لنزاع كشمير.
الصراع في كشمير متجذر
إن الصراع في كشمير متجذر في الأساس في الوضع غير المستقر لإقليم جامو وكشمير.
ففي أعقاب استقلالها عن السيطرة البريطانية في عام 1947، شهدت الهند فترة من الاضطرابات. وأدى انضمام ولاية جامو وكشمير المستقلة المتنازع عليها إلى الهند إلى صراع طويل الأمد مع باكستان.
وتدخلت الأمم المتحدة واعترفت بحق الشعب الكشميري في تقرير المصير من خلال تصويت حر ونزيه تحت رعايتها.
وقد وفرت قرارات لجنة الأمم المتحدة المعنية بالسلام والأمن، وخاصة القرار الذي صدر في الخامس من يناير 1949، استراتيجية شاملة لإجراء هذا الاستفتاء.
فقد دعت إلى نزع السلاح من المنطقة وانسحاب القوات الباكستانية والهندية، كجزء من نهج تدريجي.
ومع ذلك، تباطأت العملية بسبب مجموعة متنوعة من العوامل، وخاصة إحجام الهند عن المشاركة الكاملة في العمليات التي فرضتها الأمم المتحدة، على الرغم من حقيقة أن الهند هي التي نقلت الأمر إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
حق تقرير المصير في كشمير
لقد أدى الحرمان المطول من حق تقرير المصير في إقليم جامو وكشمير الذي تحتله الهند بشكل غير قانوني إلى عواقب عميقة وبعيدة المدى.
وظلت المنطقة برميل بارود، حيث تغلي التوترات تحت السطح وتتفجر بشكل متقطع في مواجهات عنيفة.
وقد أدى عسكرة الإقليم بلا هوادة، مدعومة بقوانين صارمة تمنح القوات المسلحة الحصانة، إلى ترسيخ ثقافة انتهاكات حقوق الإنسان على نطاق واسع.
وتشمل هذه الانتهاكات القتل خارج نطاق القضاء، والاعتقالات التعسفية، والاختفاء القسري، والعنف الجنسي ضد المرأة،
وتدمير الممتلكات المدنية، وفرض الاستعمار الاستيطاني، وخاصة بعد إلغاء الوضع الخاص للمنطقة في 5 أغسطس 2019.
إسكات صوت المعارضة
لقد تم إسكات أصوات المعارضة بشكل منهجي على مدار عقود من القمع الحكومي، مما ترك السكان المحتلين بلا صوت في وطنهم.
وقد أدى الصراع إلى نزوح بشري هائل، إلى جانب عواقب اقتصادية واجتماعية مدمرة.
إن شعب كشمير ما زال يتوق إلى التوصل إلى اتفاق يعترف بحقه غير القابل للتصرف في حرية الاختيار.
وهو يتطلع إلى مستقبل خالٍ من الهيمنة الخارجية والقيود التي يفرضها النزاع غير المحلول، حيث يستطيع أن يقرر مصيره بنفسه.
ويتعين على المجتمع الدولي أن يعمل على تيسير الحوار الهادف بين الهند وباكستان، على أساس مبادئ العدالة والإنصاف، لتمهيد الطريق لحل دائم.
إن ذكرى القرار الذي اتخذ في الخامس من يناير تشكل تذكيراً مؤثراً بالوعد الذي لم يتحقق للشعب الكشميري بتقرير مصيره.
إنه يوم للتأمل في معاناته التي استمرت عقوداً من الزمان وتجديد الدعوات إلى إيجاد حل عادل ومستدام لهذا الصراع المستمر.
وكان القرار الذي اتخذ في الخامس من يناير 1949 أكثر من مجرد لفتة رمزية؛ فقد رسم مساراً ديمقراطياً واضحاً لحل النزاع في كشمير.
وتضمن إطار القرار ما يلي:
وقف إطلاق النار:
وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، والذي تم تنفيذه بنجاح في يناير 1949.
نزع السلاح:
تقليص تدريجي للوجود العسكري في المنطقة من قبل الجانبين. وقد أصبحت هذه الخطوة مثيرة للجدال، مع وجود خلافات حول مدى تنفيذ نزع السلاح. وفي حين اقترحت باكستان خفضًا شاملاً، جادلت الهند لصالح نهج أكثر محدودية.
الاستفتاء:
الخطوة الأخيرة والأكثر أهمية ـ استفتاء حر ونزيه تحت إشراف الأمم المتحدة، يسمح لشعب جامو وكشمير بتحديد مستقبله. ولكن للأسف، لم تتحقق هذه المرحلة قط بسبب الخلافات المستمرة بين الهند وباكستان، مما أدى إلى انهيار العملية برمتها.
لقد كان الفشل في إجراء الاستفتاء له عواقب وخيمة على شعب جامبيا المستقلة. فقد عرّضهم الصراع على مدى عقود من الزمان لانتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان، بما في ذلك التعذيب والاعتقالات التعسفية والقتل خارج نطاق القضاء والاختفاء القسري والإغلاق وحظر التجول والنزوح الجماعي. كما أدى التأخير في الوفاء بوعد تقرير المصير إلى إدامة دورات العنف وتعميق الأزمة الإنسانية في الأراضي المحتلة.
إن ذكرى القرار الذي اتخذ في الخامس من يناير تشكل تذكيراً مريراً بالتطلعات غير المتحققة للشعب الكشميري.
كما تشكل هذه الذكرى نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي لتجديد جهوده للتوسط من أجل التوصل إلى حل عادل ودائم.
إن الطريق إلى الأمام يتطلب التزاماً متجدداً بالعدالة والمساواة.
ومن الضروري إقامة حوار شامل بين الهند وباكستان، بمشاركة نشطة من جانب شعب جامو وكشمير.
ويتعين على المجتمع الدولي أن يلعب دوراً استباقياً في تعزيز هذا الحوار.
كشمير ليست قضية ثنائية بين الهند وباكستان
إن حل النزاع في كشمير ليس مجرد قضية ثنائية بين الهند وباكستان. بل إن له آثاراً بعيدة المدى على الاستقرار الإقليمي والسلام العالمي.
إن معالجة تطلعات الشعب الكشميري تشكل ضرورة أخلاقية وسياسية في الوقت نفسه.
ويتعين على المجتمع الدولي أن يرتقي إلى مستوى الحدث، وأن يحترم وعد تقرير المصير وأن يعمل نحو التوصل إلى حل يحترم مبادئ العدالة والكرامة والسلام للجميع.
الكاتب طالب في جامعة عبد الولي خان في مردان ومتدرب في معهد كشمير للعلاقات الدولية.