
كشف تقرير صادر عن هيومن رايتس ووتش، استند إلى بعض الأحداث المهمة المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان في الهند وجامو وكشمير المحتلة، عن اتجاهات مثيرة للقلق من العنف والتمييز المنهجي والقمع في ظل حكومة حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي بزعامة رئيس الوزراء ناريندرا مودي.
وفيما يلي ملخص للأحداث:
تصاعد العنف العرقي والإقليمي
شهدت ولاية مانيبور في شمال شرق الهند أعمال عنف عرقية شديدة منذ مايو 2023، مما أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص وتشريد أكثر من 60 ألف شخص. وفي الوقت نفسه، أفادت جامو وكشمير، التي تعاني بالفعل من عسكرة شديدة، بوقوع 40 حادثة عنيفة بين مايو وسبتمبر 2024. وأدت هذه الهجمات إلى مقتل 18 مدنيا و20 من أفراد الأمن و39 من المشتبه بهم من المسلحين.
وفي جامو، التي تعتبر منطقة هادئة نسبيا، أودت موجة مفاجئة من العنف بين شهري مايو ويوليو بحياة 15 جنديا وتسعة مدنيين. وتناقضت مزاعم الحكومة الهندية باستعادة السلام في كشمير مع أصوات الناخبين المحليين خلال الانتخابات الإقليمية التي عقدت في سبتمبر، والتي عقدت لأول مرة منذ إلغاء الحكم الذاتي للمنطقة في عام 2019.
العنف الموجه ضد الأقليات
شهدت الهند ارتفاعًا مقلقًا في العنف الديني والطبقي في عام 2024.
المسلمون:
لقد تعرض عامل مهاجر مسلم يبلغ من العمر 26 عامًا للشنق في ولاية هاريانا بسبب مزاعم تتعلق بلحم البقر. كما تعرض رجل مسلم يبلغ من العمر 72 عامًا للضرب في قطار في ولاية ماهاراشترا بسبب اتهامات مماثلة. كما
استخدمت حكومات الولايات التي يقودها حزب بهاراتيا جاناتا “عدالة الجرافات” لهدم منازل وممتلكات المسلمين، وغالبًا دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة.
الداليت:
وفي ولاية أوتار براديش، أُجبر فتى من الداليت يبلغ من العمر 15 عامًا على شرب البول، بينما تعرضت ممرضة من الداليت تبلغ من العمر 20 عامًا للاغتصاب من قبل طبيب.
وفي ولاية ماديا براديش، اتُهم مسؤولون في الشرطة بالاعتداء الجسدي على أفراد من الداليت، مما يعكس استمرار محنة المجتمعات المهمشة.
قوات الأمن والإفلات من العقاب
يسلط التقرير الضوء على مزاعم مستمرة بشأن الانتهاكات من جانب قوات الأمن:
121 حالة وفاة أثناء الاحتجاز لدى الشرطة.
1558 حالة وفاة أثناء الاحتجاز القضائي.
93 حالة قتل خارج نطاق القضاء في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024.
لا يزال قانون القوات المسلحة (الصلاحيات الخاصة) الذي يسري مفعوله في جامو وكشمير المحتلة من قبل الهند والولايات الشمالية الشرقية من الهند، يوفر الحصانة لأفراد الأمن، ويحميهم من الملاحقة القضائية حتى في حالة الانتهاكات الجسيمة.
المجتمع المدني وحرية الصحافة تحت الحصار
حافظت الهند على سجلها لأعلى عدد من عمليات قطع الإنترنت على مستوى العالم، مما أثر بشكل غير متناسب على المجتمعات المهمشة.
واستهدفت السلطات المنظمات غير الحكومية مثل مركز أبحاث السياسات ومنظمة الرؤية العالمية في الهند باستخدام قانون تنظيم المساهمات الأجنبية.
وأعيد اعتقال الصحفي الكشميري آصف سلطان بموجب قانون منع الأنشطة غير القانونية بعد أن أمضى أكثر من خمس سنوات في الاحتجاز.
وتم حظر المواقع الإلكترونية التي تنتقد الحكومة، بما في ذلك Hindutva Watch. وواجه الصحفيون الأجانب رفضًا لتأشيراتهم، حيث غادر ثلاثة منهم الهند بعد عدم تجديد تصاريح العمل.
انتهاكات حقوق المرأة وذوي الإعاقة
لقد سلطت حادثة اغتصاب وقتل طبيبة في كلكتا في أغسطس الضوء على المخاطر المستمرة التي تواجهها النساء في أماكن العمل. وعلى الرغم من القوانين التي تحمي النساء، فإن إنفاذ هذه القوانين لا يزال ضعيفا.
في دلهي، توفي 14 من نزلاء ملجأ حكومي للأشخاص ذوي الإعاقة في غضون 20 يومًا فقط، مما أثار مخاوف جدية بشأن ظروف المعيشة ومعايير الرعاية.
وظل لاجئو الروهينجا يواجهون الاعتقالات التعسفية والقيود القاسية، في حين أصدرت الحكومة شهادات الجنسية الأولى بموجب قانون تعديل الجنسية التمييزي، الأمر الذي أدى إلى تهميش الأقليات بشكل أكبر.
ردود الفعل والمخاوف الدولية
واجهت الهند انتقادات عالمية، حيث تبنى البرلمان الأوروبي قرارًا يدين سياسات الحكومة المثيرة للانقسام ضد الأقليات.
وفي الوقت نفسه، اتهمت الحكومات الأجنبية، بما في ذلك كندا، وكالات الاستخبارات الهندية بتنفيذ عمليات خارج نطاق القضاء في الخارج.
يرسم التقرير صورة قاتمة لسجل حقوق الإنسان في الهند في عام 2024، حيث يحذر المحللون من التآكل المتزايد للقيم الديمقراطية ويحثون على التدخل الدولي.