
في أعقاب اختطاف 17 عاملاً مدنياً على يد حركة طالبان باكستان، المعروفة أيضًا باسم فتنة الخوارج، في خيبر باختونخوا، أطلقت حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الهندية – بدعم من جهاز الاستخبارات الهندي – دعاية لا أساس لها من الصحة تستهدف البرنامج النووي الباكستاني.
وبحسب كشمير للخدمات الإعلامية، اختطف العمال في التاسع من يناير 2025، أثناء توجههم إلى مشروع تعدين في منطقة كابالخيل بمقاطعة لاكي ماروات. ورغم نجاح قوات الأمن الباكستانية في إنقاذ ثمانية من المختطفين.
إلا أن الروايات الهندية سعت إلى استغلال الحادث من خلال نشر روايات كاذبة تهدف إلى تشويه صورة باكستان.
ولقد تبين أن هذه الحسابات تمجد أعمال الإرهاب التي ترتكبها حركة طالبان الباكستانية في حين تصور القدرات النووية الباكستانية باعتبارها تهديداً أمنياً.
ولكن هذه الدعاية تبدو في واقع الأمر بمثابة جهد مدروس لصرف الانتباه عن السجل المزعج للهند في مجال السلامة النووية، الأمر الذي يثير شكوكاً خطيرة حول مصداقيتها كدولة نووية مسؤولة.
إن سجل الأمن النووي في الهند مشوب بالعديد من الحوادث التي تسلط الضوء على نقاط ضعف حرجة. في أغسطس 2024، تم القبض على ثلاثة أفراد في منطقة جوبالجانج في بيهار وبحوزتهم 50 جرامًا من حجر الكاليفورنيوم النادر، وهي مادة شديدة الإشعاع يبلغ سعرها حوالي 850 كرور روبية في السوق الدولية. في فبراير 2022، تم القبض على مواطنين هنديين في نيبال لمحاولتهما تهريب مواد شبيهة باليورانيوم. في يونيو 2021،
تم القبض على سبعة أفراد في جارخاند بتهمة حيازة 6.4 كيلوغرام من اليورانيوم بشكل غير قانوني. في مايو 2021، تم القبض على أفراد غير مصرح لهم وهم يحاولون بيع ما يقرب من 7 كيلوغرامات من اليورانيوم في السوق السوداء.
بالإضافة إلى ذلك، حذر خبراء أمريكيون في عام 2015 من تعرض المواد النووية الهندية للسرقة، مما يزيد من تقويض أمنها النووي.
وتكشف هذه الحوادث، من بين أمور أخرى، عن ثغرات كبيرة في البنية التحتية للسلامة النووية في الهند، مما يثير المخاوف بشأن قدرة الهند على تأمين موادها النووية.
إن تمجيد الأنشطة الإرهابية لحركة طالبان باكستان من خلال حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الهندية هو محاولة واضحة لتحويل التركيز العالمي عن ثغرات السلامة النووية في الهند.
وعلى النقيض من ذلك، أظهرت باكستان باستمرار التزامها بسلامة وأمن برنامجها النووي، والالتزام بالمعايير والضمانات الدولية الصارمة.
إن محاولة استخلاص معادلة زائفة بين اختطاف عمال المناجم والسلامة النووية، كما ظهر في الدعاية الهندية، ليست مضللة فحسب، بل إنها تكشف عن المدى الذي ستذهب إليه الهند لصرف الانتباه عن إخفاقاتها في مجال الأمن النووي.
في حين تحاول الهند تحويل الانتباه من خلال المعلومات المضللة، تظل باكستان حازمة في جهودها لمكافحة الإرهاب. وتتعامل قوات الأمن الباكستانية بنشاط مع تهديد حركة طالبان الباكستانية بدعم وطني كامل،
وتظل عازمة على تحييد الجماعة من خلال إجراءات حاسمة. ولا تخدم الروايات الكاذبة التي تروج لها الروايات الهندية إلا في تسليط الضوء على اليأس من تحويل الانتباه عن إخفاقات السلامة النووية في الهند.
لقد أثبتت باكستان باستمرار مسؤوليتها كدولة نووية، حيث نفذت بفعالية برنامج الأمن النووي للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وعلى النقيض من ذلك، فإن فشل الهند المتكرر في تأمين أصولها النووية يسلط الضوء على مخاطر جسيمة، ليس فقط على مواطنيها بل وعلى الأمن العالمي.
علاوة على أن عجز الهند عن تنظيم وحماية المواد النووية الحيوية بشكل صحيح يضع مصداقيتها كدولة نووية مسؤولة تحت التدقيق الشديد، مع عواقب كارثية محتملة إذا أساءت التعامل معها.
إن باكستان ستواصل الوقوف بقوة في الدفاع عن سيادتها وحماية أمنها النووي ومكافحة الإرهاب بدعم كامل من الأمة. إن محاولات الهند لتقويض جهود باكستان محكوم عليها بالفشل لأن البلاد تظل عازمة على مهمتها في تحقيق السلام والأمن والاستقرار..