نضال كشمير الدؤوب من أجل العدالة وتقرير المصير

تنوير الإسلام
لقد تميز نضال كشمير من أجل تقرير المصير، والذي امتد لأكثر من سبعة عقود، بالوعود غير المنجزة والقمع المستمر.
في الخامس من يناير 1949، أصدرت لجنة الأمم المتحدة للهند وباكستان قرارًا يؤكد حق شعب جامو وكشمير في تحديد مستقبله من خلال الاستفتاء.
ومع ذلك، وعلى الرغم من هذا الالتزام التاريخي، لا يزال شعب كشمير يعاني من القمع المنهجي، مع بقاء وعد تقرير المصير دون تحقيق.
صراع قديم
يعود الصراع حول كشمير إلى تقسيم الهند البريطانية عام 1947، والذي خلق توترات بين الهند وباكستان.
وردًا على ذلك، تدخلت الأمم المتحدة للتوسط في حل سلمي.
كان قرار الأمم المتحدة يهدف إلى ترسيخ السلام من خلال الدعوة إلى وقف إطلاق النار وإجراء استفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة.
ومع ذلك، فشلت الحكومات الهندية المتعاقبة في الوفاء بهذا الالتزام، حيث أعطت الأولوية للمصالح السياسية على إرادة الشعب الكشميري.
لم يتم إجراء الاستفتاء الموعود أبدًا، مما ترك الكشميريين يتنقلون في مشهد تشكله المناورات السياسية بدلاً من تطلعاتهم الخاصة.
إلغاء المادة 370
لقد تفاقم الوضع بشكل كبير في أغسطس 2019 عندما ألغت الحكومة الهندية المادة 370، مما أدى إلى تجريد جامو وكشمير من وضعها الخاص واستقلالها.
وقد رافق هذه الخطوة إغلاق أمني مشدد وانقطاع للاتصالات، مما يمثل نقطة تحول مهمة في صراع المنطقة.
لم يقوض الإلغاء الهوية السياسية لكشمير فحسب، بل أدى أيضًا إلى تغييرات ديموغرافية تهدد نسيجها الثقافي.
اليوم، تظل كشمير واحدة من أكثر المناطق عسكرة على مستوى العالم، حيث تم نشر نحو مليون جندي هندي. بموجب القوانين القاسية مثل قانون الصلاحيات الخاصة للقوات المسلحة وقانون الأنشطة غير القانونية (منع) أصبحت انتهاكات حقوق الإنسان – بما في ذلك الاعتقالات التعسفية والقتل خارج نطاق القضاء والاختفاء القسري – منتشرة على نطاق واسع. أدى استخدام بنادق الخرطوش ضد المدنيين إلى إصابة العديد، وخاصة الأطفال، بإصابات دائمة.
تقييد حرية الإعلام
لقد تعرضت حرية الإعلام للتقييد الشديد. ويواجه الصحفيون المضايقات والاعتقالات والعنف.
وتفرض سياسة إعلامية جديدة الرقابة، وتمنع تغطية القضايا الحرجة المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان وحركة تحرير كشمير.
وتُحظر الاحتجاجات بشكل روتيني، ويواجه أولئك الذين يجرؤون على التحدث علناً عواقب وخيمة، بما في ذلك السجن ومصادرة الممتلكات.
ويمتد القمع إلى ما هو أبعد من كشمير نفسها؛ حيث حُرم اللاجئون الذين فروا خلال الصراعات السابقة من حقوق الملكية
وتعرضوا للترهيب المنهجي. وفقدت الأسر النازحة بين عامي 1947 و1954 حقها في العودة، مما تركها في حالة من انعدام الجنسية الدائمة.
التأثير الاجتماعي والاقتصادي على الكشميريين
لقد أدت سياسات الحصص الهندية الجديدة إلى تقليص الفرص التعليمية بشكل كبير بنسبة 54٪ وفرص العمل بنسبة 36٪ للمسلمين الكشميريين.
تعمل هذه التدابير على تعميق الإقصاء الاجتماعي والاقتصادي وتعيق التقدم داخل المجتمع.
غالبًا ما يواجه الطلاب الذين يدرسون خارج كشمير مضايقات من الجماعات المتطرفة،
مما يجعل سعيهم للحصول على التعليم محفوفًا بالمخاطر.
يعمل مشروع قانون إعادة تنظيم وتعديل جامو وكشمير لعام 2023 على تهميش المسلمين الكشميريين بشكل أكبر من خلال إعادة تخصيص المقاعد السياسية للمجتمعات غير المسلمة، مما يقلل من تمثيلهم في الحكم.
ورغم هذه التحديات الهائلة، يواصل الكشميريون مقاومة القمع الذي يتعرضون له.
ويظل مطلبهم بتقرير المصير يشكل جوهر نضالهم؛ فقد فقد أكثر من 500 ألف إنسان حياتهم بسبب الصراع،
ولكن روح المقاومة لا تزال قائمة. وقد سمح صمت المجتمع الدولي إزاء هذه القضايا باستمرار القمع الهندي دون رادع.
ذكرى حق تقرير المصير
إن الذكرى السنوية لقرار الخامس من يناير ينبغي أن تكون بمثابة تذكير بالالتزامات التي لم يتم الوفاء بها والتي قُطعت للشعب الكشميري.
ولا ينبغي للمجتمع الدولي أن يتجاهل أزمة حقوق الإنسان هذه بعد الآن؛
فقد حان الوقت لاتخاذ إجراءات جادة لدعم حق الكشميريين في تحديد مستقبلهم.
إن كفاح كشمير لا يقتصر على الاستقلال السياسي؛ بل يشمل حقوق الإنسان الأساسية والعدالة والكرامة.
ويتعين على العالم أن يتحرك بحزم لضمان تحول الوعد الذي طال انتظاره بتقرير المصير إلى حقيقة واقعة بالنسبة لشعب كشمير.
ولا ينبغي لنا أن نتجاهل تضحياتهم بعد الآن. لقد حان الوقت لتحقيق العدالة.
إن فشل المجتمع الدولي في معالجة محنة الكشميريين مكن الهند من إدامة سياساتها القمعية.
ولا ينبغي للأمم المتحدة وزعماء العالم أن يقفوا مكتوفي الأيدي في صمت. ولا ينبغي أن يظل حق الشعب الكشميري في تقرير المصير وعداً بعيداً؛ فقد حان الوقت لكي يتخذ المجتمع الدولي إجراءات حاسمة.
إن كفاح كشمير يشكل تحدياً عالمياً لحقوق الإنسان، ويتعين على العالم أن يتحرك.
ومن خلال الضغط الدبلوماسي والاعتراف الدولي فقط يمكن تصحيح الظلم الذي طال أمده.
والآن هو الوقت المناسب للتحرك، لضمان عدم تأخير تحقيق العدالة لكشمير.
الكاتب: رئيس مؤسسة ساويرا