ثقافةسلايدر

تحويل لغة الدراسة من الأردية إلى الهندية يثير احتجاجات المسلمين في راجاستان

أثارت الحكومة التي يقودها حزب بهاراتيا جاناتا في ولاية راجاستان غضبًا واسع النطاق داخل المجتمع المسلم بعد تحويل ثماني مدارس متوسطة اللغة الأردية في أجمر إلى مؤسسات متوسطة اللغة الهندية.

وقد قوبل هذا القرار المثير للجدل بمعارضة شرسة، حيث وصف السكان المحليون هذه الخطوة بأنها محاولة متعمدة لمحو تراثهم الثقافي واللغوي.

وبحسب وكالة كشمير للأنباء، فإن الأمر الرسمي بتحويل هذه المدارس جاء من مدير إدارة التعليم الثانوي في بيكانير.

ومن بين المدارس المتضررة مدرسة بادباف الابتدائية الحكومية للأوردو ومدرسة البنات الابتدائية الحكومية للأوردو،

وكلاهما يخدم المجتمع منذ عقود، منذ عام 1941.

وقد أثار هذا القرار غضب المسلمين المحليين، وخاصة الآباء، الذين وصفوا هذه الخطوة بأنها اعتداء مباشر على حقوقهم.

وقال أحد الآباء خلال اعتصام احتجاجي: “هذا هجوم على ثقافتنا ولغتنا. فاللغة الأردية ليست مجرد لغة،

بل هي تراثنا. وهذا القرار يشكل تهديداً لهويتنا”.

وتقع المدارس المتضررة في مناطق ذات أغلبية مسلمة،

ويُنظر إلى التحول إلى اللغة الهندية على أنه جزء من جهد أوسع نطاقاً لقمع الحقوق اللغوية والثقافية للمجتمع المسلم.

وبالنسبة للعديد من الأطفال المسلمين، فإن التعلم باللغة الأردية الأصلية أمر ضروري لتطورهم التعليمي، والتغيير يحد من فرص نجاحهم.

وطالب زعماء محليون، ومنهم محمد رضا، بإلغاء القرار فورًا، بحجة أن هذه الخطوة تمييزية.

وقال رضا: “إن الحكومة تحرم أطفالنا من الحق في التعليم بلغتهم الأم. ولن نقبل هذا القرار”.

أهمية التعليم باللغة الأردية

وأكدت شهناز بيجوم، وهي أم لثلاثة أطفال في المدرسة، على أهمية التعليم باللغة الأردية، قائلة: “لا يتعلق الأمر باللغة فقط؛

بل يتعلق بتجريد أطفالنا من هويتهم الثقافية”.

ويزعم العديد من السكان المحليين أنه بدلاً من إلغاء التعليم باللغة الأردية، كان ينبغي للحكومة أن تسمح به كمادة اختيارية.

ويقولون إن هذه الخطوة من شأنها أن تضمن للطلاب المسلمين مواصلة التعلم بلغتهم الأم مع الاندماج في الإطار التعليمي الأوسع.

وفي ظل الإحباط المتزايد، يخطط الناشطون وأولياء الأمور لمزيد من الاحتجاجات،

مع دعوات لتنظيم مظاهرة حاشدة لجذب الانتباه إلى هذه القضية.

وحذرت نجمة خان، إحدى زعيمات الاحتجاجات، من أنه “إذا رفضت الحكومة الاستماع، فسوف نصعد احتجاجاتنا”.

وقد أدى هذا القرار إلى تكثيف المخاوف بشأن سياسات حزب بهاراتيا جاناتا المناهضة للمسلمين،

حيث يرى الكثيرون أن هذا القرار يشكل جزءًا من أجندة أوسع نطاقًا لتهميش الثقافة والتراث الإسلامي.

ومع استمرار الاحتجاجات، يظل المجتمع المسلم عازمًا على الدفاع عن حقوقه في التعليم والحفاظ على الثقافة.

سمير زعقوق

كاتب صحفي، وباحث في شئون شبه قارة جنوب آسيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى