
دعت باكستان إلى الشمولية السياسية والحكم التمثيلي في سوريا بعد الإطاحة بنظام الأسد قبل شهر بالضبط،
قائلة إن العملية يجب أن تكون بقيادة سورية ومملوكة لسوريا وبدعم من الأمم المتحدة.
وقال السفير منير أكرم، المندوب الدائم لباكستان لدى الأمم المتحدة، أمام مجلس الأمن الدولي الذي ناقش الوضع في تلك الدولة العربية أمس الأربعاء: اليوم، تقف سوريا عند منعطف مهم في تاريخها.
وقال إن التطورات السياسية الأخيرة توفر الفرصة لاستعادة الوضع الطبيعي والاستقرار والسلام في سوريا،
لكن هذا سيعتمد على ضمان الانتقال السلمي إلى هيكل حكم جديد شامل ومستقر ويضمن وحدة سوريا وسلامة أراضيها.
فجر الحرية قد طلع
وفي وقت سابق، قال السفير السوري قصي الضحاك أمام المجلس المكون من 15 عضوا إن «فجر الحرية قد طلع»،
ودعا أعضاء الأمم المتحدة إلى «احترام إرادة الشعب السوري وخياراته الوطنية».
ولذلك، حثهم على رفع التدابير القسرية الأحادية الجانب على الفور وبشكل كامل، وتوفير التمويل اللازم لتلبية الاحتياجات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية
وإعادة تأهيل وإعادة بناء المرافق المتضررة وضمان إزالة الألغام.
وبينما تلتزم البلاد بتحسين الظروف بعد 14 عاما من الصراع الوحشي، دعا السفير السوري الولايات المتحدة والدول الأخرى إلى رفع الإجراءات التقييدية التي استهدفت النظام السابق.
وأخيراً وجه رسالة إلى إسرائيل في الجولان، حيث أكد على ضرورة ضمان عدم استغلال كيانات الاحتلال الإسرائيلي للظروف الحالية لانتهاك سيادة سوريا في محاولة لفرض واقع جديد من خلال توغلها العسكري في أجزاء جديدة من سوريا.
معالجة خطر الإرهاب داخل سوريا
وفي كلمته، رحب السفير أكرم، الدبلوماسي الباكستاني الأعلى، بالتصريحات الإيجابية والتأكيدات من قادة وممثلي الحكومة المؤقتة، قائلاً:
يجب ترجمة هذه التصريحات إلى سياسات وتنفيذها عمليًا.
وقال إن المجتمع الدولي وهذا المجلس يجب أن يعالجا خطر الإرهاب داخل سوريا ومنها، وخاصة في الأجزاء غير المستقرة من البلاد،
مشيرا إلى أن سوابق بعض المجموعات، والتقارير عن وجود مقاتلين أجانب، تقتضي الحذر.
وقال السفير الباكستاني لا يمكن قبول أي عودة للظهور من جديد للجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة أو داعش،
وأوصى بأن يواصل فريق مراقبة لجنة العقوبات 1267 التابعة لمجلس الأمن الدولي متابعة الوضع والإبلاغ عنه.
ودعا السفير أكرم مجلس الأمن أيضاً إلى السعي للحصول على معلومات موضوعية بشأن الوجود المزعوم للأسلحة الكيميائية أو القدرات الكيميائية في سوريا.
وأكد على ضرورة التعامل مع الأزمة الإنسانية الهائلة في سوريا على الفور ودون قيد أو شرط.
وأشار إلى أن 17 مليون سوري -أي أكثر من 70% من السكان- يحتاجون إلى الدعم الإنساني.
كما نزح أكثر من 13 مليون سوري -7 ملايين منهم في الداخل و6 ملايين في الخارج.
وقد أدى التصعيد الأخير إلى تفاقم هذه الاحتياجات مع نزوح أكثر من مليون شخص في غضون أسابيع قليلة.
تلبية الاحتياجات العاجلة للشعب السوري
وشدد المبعوث الباكستاني على أن خطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة – التي تم تمويلها بنسبة 33.3 في المائة فقط –
يجب أن تحشد جميع الموارد المطلوبة لتلبية الاحتياجات العاجلة للشعب السوري، بما في ذلك العودة الآمنة والكريمة للاجئين السوريين، بما في ذلك تركيا.
ودعا السفير أكرم إلى استعادة سوريا لسيادتها وسلامة أراضيها،
وقال إن احتلال إسرائيل لمرتفعات الجولان السورية غير قانوني و”باطل ولاغ”، وإن مجلس الأمن يجب أن يطالب بانسحاب الدولة المحتلة بالكامل.
إدانة إسرائيل
وقال إننا ندين بشدة توغل إسرائيل في مناطق الفصل التي أنشئت بموجب اتفاق فك الارتباط لعام 1974 وهجماتها على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. ويجب أن تنتهي هذه التوغلات على الفور وضمان سلامة وأمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
وحث المبعوث الباكستاني المجتمع الدولي أيضا على مساعدة السلطات السورية الجديدة في إحياء المؤسسات السورية وتنفيذ خطط إعادة الإعمار المبكرة للبلاد المدمرة.
وأضاف السفير أكرم أن دور الأمم المتحدة، وخاصة مجلس الأمن والأمين العام، سيكون لا غنى عنه لضمان اتخاذ إجراءات فعالة بشأن التحديات التي تواجه سوريا وشعبها الفخور والمرن.