حان الوقت للأمم المتحدة للانخراط في قضية كشمير
د. إمتياز خان
يوم حقوق الإنسان، الذي يتم الاحتفال به سنويًا في العاشر من ديسمبر، هو مناسبة لتعزيز حماية حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم. وهو يحيي ذكرى اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان في العاشر من ديسمبر 1948. يحدد هذا الإعلان الحقوق والحريات الأساسية التي يحق لجميع الناس التمتع بها، مثل الحق في الحياة والحرية والأمن وحرية التعبير والحق في المشاركة في الحياة السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لمجتمعهم.
تخضع كشمير التي تحتلها الهند، والتي يشار إليها غالبًا باسم جامو وكشمير، للاحتلال العسكري منذ عام 1947. وقد وردت تقارير واسعة النطاق عن اعتقالات واحتجازات تعسفية في كشمير، غالبًا دون اتباع الإجراءات القانونية السليمة. كما أن التعذيب، سواء الجسدي أو النفسي، شكوى شائعة بين المعتقلين.
ولكسر إرادة الكشميريين الذين يكافحون من أجل ممارسة حقهم الذي تعهدت به الأمم المتحدة في تقرير المصير، نشرت الهند أكثر من 900 ألف جندي مسلحين بالكامل وذوي صلاحيات غير محدودة بموجب القوانين الصارمة الخاصة بكشمير. وقد أحدثوا الفوضى في المنطقة، بما في ذلك القتل الجماعي للشباب، والاغتصاب الجماعي، وتعمية الأطفال بالبنادق. وقد تم توثيق الفظائع التي ارتكبت ضد الكشميريين التعساء من قبل المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، والمقررين المواضيعيين للأمم المتحدة، وكذلك من قبل منظمات حقوق الإنسان الهندية والدولية، مثل منظمة العفو الدولية، وهيومن رايتس ووتش وغيرها.
منذ عام 2019، عندما ألغت الحكومة الهندية بموجب قانون برلماني المادة 370 والمادة 35A، يجري تنفيذ مخطط شرير لتغيير التركيبة السكانية للمنطقة بنشاط. يتم توفير شهادات الإقامة لمئات الآلاف من الهندوس الأصوليين من الهند واستقرارهم في المنطقة. والهدف هو تغيير طابع الأغلبية المسلمة في كشمير مما قد يؤدي إلى نتيجة لصالحهم في المستقبل، في حالة إجراء استفتاء.
تستمر عمليات الاستيلاء على الأراضي التي تنفذها قوات الاحتلال بسرعة هائلة، حيث استولت قوات الاحتلال على آلاف الأفدنة من الأراضي. ويتم حرمان الشعب الكشميري من ممتلكاته، ويتم توطين المسلحين الهندوس على هذه الممتلكات.
حرية التعبير والقيود على الصحافة: تعرضت وسائل الإعلام المحلية والأجنبية في كشمير للقيود، وكثيراً ما يواجه الصحفيون والناشطون المضايقات والترهيب والعنف. ويواجه الصحفيون والناشطون في كشمير قيوداً على عملهم. وقد استخدمت الحكومة قوانين مثل قانون منع الأنشطة غير القانونية وقانون السلامة العامة لاحتجاز الأفراد المتهمين بالتحدث ضد الحكم الهندي أو التعبير عن التضامن مع حركة استقلال كشمير.
نحن الأميركيون من أصل كشمير، على الرغم من قلة عددنا، نعتبر أنفسنا محظوظين للغاية لكوننا مواطنين في هذا البلد. نشعر بالامتنان الشديد لهذا البلد لكرمه في توفير الفرصة العادلة للنجاح وتحقيق أحلامنا. ولكن بينما نتمتع بفوائد حرية التعبير في الولايات المتحدة، فإننا نشعر بالألم إزاء القمع والظلم الفادح في كشمير المحتلة من قبل الهند، ذلك هو موطننا الأصلي.
النزوح: أدى الصراع والعنف المستمر إلى نزوح أعداد كبيرة من المدنيين الكشميريين. فقد أُجبرت آلاف الأسر على الفرار من منازلها بسبب العمليات العسكرية والعنف عبر الحدود وغير ذلك من المخاوف الأمنية. ووفقاً للأمم المتحدة، فإن عدد الكشميريين الذين هاجروا إلى بلدان مختلفة منذ عام 1947 يقدر بنحو 1.5 مليون نسمة.
القمع الثقافي والديني: واجه المسلمون الكشميريون، الذين يشكلون الأغلبية في المنطقة، قمعًا ثقافيًا ودينيًا كبيرًا تحت الحكم الهندي. ويشمل ذلك القيود المفروضة على التجمعات الدينية، والهجمات على المواقع الدينية، وغير ذلك من التدابير الرامية إلى الحد من التعبير عن الهوية الكشميرية.
رد الفعل الدولي: قال الدكتور جريجوري ستانتون، رئيس منظمة مراقبة الإبادة الجماعية، إن كشمير على وشك الإبادة الجماعية. وقالت “لجنة حماية الصحفيين” التي تتخذ من نيويورك مقراً لها إن وسائل الإعلام في كشمير على وشك الانقراض. وعلى الرغم من هذه التقارير، كان رد فعل المجتمع الدولي خافتًا نسبيًا، ويرجع ذلك غالبًا إلى اعتبارات جيوسياسية، حيث توازن العديد من البلدان علاقاتها مع الهند مع الاعتبارات التجارية.
لقد ولى زمن إصدار التصريحات الفارغة بعد أن رفضت الهند التراجع عن موقفها غير الأخلاقي. والآن حان الوقت لكي تتدخل الأمم المتحدة في هذه القضية، وتحث الهند على تنفيذ القرارات وتقديم العون لشعب كشمير. وسوف يوفر هذا بصيصاً من الأمل ليس فقط للكشميريين بل ولشعوب العالم المضطهدة الأخرى، وخاصة في وقت تخيم فيه غيوم الحرب على القارات.
(الدكتور امتياز خان، باحث كشميري أمريكي ويعتبر خبيرًا بارزًا في شؤون كشمير ويمكن التواصل معه على: imtiaz.k86@yahoo.com)