قال مسؤول صحي كبير أمس الجمعة إن السلطات الباكستانية أرجأت حملة تطعيم ضد شلل الأطفال كانت مقررة في منطقة كورام بشمال غرب البلاد،
مستشهدة بالوضع الأمني الهش بعد أسابيع من الاشتباكات الطائفية المميتة في المنطقة.
وجاء هذا التطور في الوقت الذي أعلنت فيه الدولة الواقعة في جنوب آسيا عن أربع حالات جديدة من فيروس شلل الأطفال،
مما رفع إجمالي الحالات على مستوى البلاد إلى 63 حالة هذا العام.
وباكستان وأفغانستان المجاورة هما الدولتان الوحيدتان في العالم حيث لا يزال شلل الأطفال متوطنا.
كورام منطقة قبلية
ولمنطقة كورام، وهي منطقة قبلية شبه مستقلة تقع على الحدود مع أفغانستان، تاريخ طويل من الصراعات العنيفة،
وقد أسفرت الاشتباكات الأخيرة بين المجتمعات الشيعية والسنية، والتي بدأت في 21 نوفمبر، عن مقتل 133 شخصا في المنطقة المضطربة.
ورغم أن مجلس شيوخ القبائل، أو جيرجا، بدعم من حكومة إقليم خيبر بختونخوا، تمكن هذا الشهر
من التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين القبائل المتحاربة، فإن الوضع الأمني لا يزال هشا في المنطقة حيث أدى إغلاق الطرق إلى نقص الأدوية والأغذية.
وقال الدكتور قيصر خان، مسؤول الصحة بمنطقة كورام:
بعد التحسن في البيئة الأمنية وإعادة فتح الطرق، سيتم الإعلان عن مواعيد جديدة لحملة القضاء على شلل الأطفال في المنطقة”.
وستطلق باكستان حملتها التالية للتطعيم ضد شلل الأطفال من 16 ديسمبر حتى 22 ديسمبر للوصول إلى أكثر من 44 مليون طفل دون سن الخامسة في 143 منطقة في جميع أنحاء البلاد، وفقًا للمسؤول.
كورام بها عدد كبير من السكان الشيعة
باكستان دولة ذات أغلبية سنية، لكن كورام بها عدد كبير من السكان الشيعة، وقد اشتبكت المجتمعات لعقود من الزمن.
أرسلت السلطات الإقليمية يوم الأحد الماضي دفعة من الأدوية الأساسية عبر طائرة هليكوبتر إلى المنطقة المضطربة لتخفيف معاناة السكان.
قال كبير مسؤولي الصحة في باكستان في 10 نوفمبر إن ما يقدر بنحو 500 ألف طفل فاتهم تطعيم شلل الأطفال خلال حملة التطعيم الأخيرة في جميع أنحاء البلاد.
وفي هذا العام، أكد برنامج شلل الأطفال في البلاد وجود 26 حالة إصابة بشلل الأطفال في بلوشستان،
و18 حالة في خيبر بختونخوا، و17 حالة في السند، وحالة واحدة في كل من البنجاب والعاصمة الفيدرالية إسلام آباد.
20 ألف حالة سنويًا
ففي أوائل التسعينيات، أبلغت باكستان عن حوالي 20 ألف حالة سنويًا،
ولكن في عام 2018 انخفض العدد إلى ثماني حالات. وتم الإبلاغ عن ست حالات في عام 2023 وحالة واحدة فقط في عام 2021.
بدأ برنامج شلل الأطفال في باكستان في عام 1994، لكن الجهود المبذولة للقضاء على الفيروس تقوضت منذ ذلك الحين بسبب المعلومات المضللة حول اللقاح ومعارضة بعض المتشددين الدينيين الذين يقولون إن التطعيم هو حيلة أجنبية لتعقيم الأطفال المسلمين أو غطاء للجواسيس الغربيين.
كما تهاجم الجماعات المسلحة وتقتل بشكل متكرر أعضاء فرق لقاح شلل الأطفال.
في يوليو 2019، تم إحباط حملة تطعيم في خيبر باختونخوا بعد انتشار الذعر الجماعي بسبب شائعات عن إغماء الأطفال أو القيء بعد تطعيمهم.
أظهرت دراسات الصحة العامة في باكستان أن الافتقار إلى المعرفة باللقاحات، إلى جانب الفقر والإقامة الريفية،
هي أيضًا عوامل تؤثر بشكل شائع على ما إذا كان الآباء يلقحون أطفالهم ضد شلل الأطفال.