باكستان: البورصة تغلق باللون الأحمر وجني الأرباح يحث على التفاؤل الاقتصادي
أغلقت سوق رأس المال في المنطقة الحمراء اليوم الثلاثاء، حيث تعامل المستثمرون مع مزيج من الحذر في أعقاب التقلبات الأخيرة والتفاؤل المدفوع بتحسن المؤشرات الاقتصادية الكلية في باكستان.
على الرغم من البداية الإيجابية للسوق التي دعمتها الاستقرار السياسي والسياسات النقدية الداعمة، إلا أنها سرعان ما خففت من وطأة موجات جني الأرباح، مما أدى إلى تقلب الأداء طوال اليوم.
ارتفع مؤشر كا إس أي-100 القياسي لبورصة باكستان (بي إس إكس) في البداية بمقدار 1,112.08 نقطة، أو 0.98%، ليصل إلى أعلى مستوى خلال اليوم عند 115,036.49، مما يدل على ثقة المستثمرين المتجددة.
لكن المؤشر واجه ضغوطاً هبوطية كبيرة، وانخفض إلى أدنى مستوى خلال اليوم عند 112,294.42 نقطة، قبل أن يغلق عند 112,414.80 نقطة، مسجلاً انخفاضاً قدره 1,509.61 نقطة، أو -1.33%، مقارنة بالإغلاق السابق عند 113,924.41 نقطة.
وقال سامي الله طارق رئيس الأبحاث في شركة باكستان الكويت للاستثمار “عمليات جني الأرباح بعد ارتفاع الأمس تثقل كاهل السوق”.
وقد ساهم الحوار الذي طال انتظاره بين حزب حركة الإنصاف الباكستاني والحكومة، في ظل أجواء من التفاعل البناء، في تخفيف المخاوف بشأن الاستقرار السياسي في دوائر الأعمال.
ولا يزال خفض سعر الفائدة الذي أقره بنك الدولة الباكستاني مؤخراً بمقدار 200 نقطة أساس إلى 13% يدعم خلفية نشاط السوق من خلال تخفيف تكاليف التمويل والآفاق الاقتصادية.
كما ساهم الفائض في الحساب الجاري، وهو الأعلى منذ عقد من الزمان، والذي بلغ 729 مليون دولار في نوفمبر/تشرين الثاني، في تحسين المعنويات الاقتصادية. وهذا مهم عند مقارنته بالعجز الذي بلغ 148 مليون دولار المسجل في نفس الشهر من العام الماضي والفائض للشهر الرابع على التوالي.
ارتفع توليد الطاقة في البلاد بنسبة 6% على أساس سنوي في نوفمبر/تشرين الثاني إلى 8032 جيجاوات/ساعة، مما يعكس التعافي التدريجي في النشاط الصناعي.
كما جمعت الحكومة 382 مليار روبية من خلال سندات الاستثمار الباكستانية مع انخفاض العائدات القصوى بنحو 55 نقطة أساس عبر الآجال، مما يعكس الطلب القوي على الأوراق المالية الحكومية طويلة الأجل.
وارتفعت الاستثمارات الأجنبية المباشرة بشكل ملحوظ، حيث ارتفعت التدفقات إلى 219 مليون دولار في نوفمبر/تشرين الثاني، بزيادة 65% على أساس شهري و27% على أساس سنوي. وتلقت البلاد ما مجموعه 1.13 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الأشهر الخمسة الأولى من السنة المالية 2025، وهو ما يزيد بنسبة 112% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
تقدم وزير المالية الباكستاني محمد أورنجزيب بمشروع قانون تعديل قوانين الضرائب لعام 2023، والذي دعا إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد المتخلفين عن السداد من خلال حظر شراء المركبات التي تزيد سعتها عن 800 سي سي، والعقارات، والأسهم. ويمنح القانون مجلس الإيرادات الفيدرالي صلاحيات لتجميد الحسابات المصرفية ومنع نقل ممتلكات هؤلاء الأشخاص.
ومع ذلك، أوضح رئيس هيئة الإيرادات الفيدرالية رشيد لانجريال الأجواء، قائلاً إنه لن تكون هناك زيادة في معدل الضريبة، لأنها لن تساعد في تحقيق أهداف الإيرادات المرجوة. وفي حديث متلفز أقر رئيس هيئة الإيرادات الفيدرالية بوجود تسرب للإيرادات بقيمة 1200 مليار روبية في قطاع ضريبة الدخل وحده، حيث كان أعلى 1% من أصحاب الدخول في البلاد يقدمون إقراراتهم الضريبية.
وأشار تقرير صادر عن شركة توب لاين للأوراق المالية إلى أن سوق الأسهم تفوقت على سبل الاستثمار التقليدية مثل السندات والذهب والدولار الأمريكي في عام 2024، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الإصلاحات الاقتصادية في إطار برنامج صندوق النقد الدولي وخفض سعر الفائدة الموجه إلى سوق الأسهم.
على الرغم من الاتجاه المختلط الذي شهدناه يوم الثلاثاء، لا يزال سوق باكستان للأوراق المالية جذاباً للمستثمرين بفضل التقييمات الجذابة والتحسن في الأساسيات الاقتصادية.