سلايدرطريق الحرير

باكستان: اتفاق صندوق النقد الدولي لم يعزز القروض الأجنبية بعد

لم تنجح حزمة الإنقاذ التي قدمها صندوق النقد الدولي بعد في غرس الثقة بين دائني باكستان الأجانب، الذين لم يصرفوا سوى 2.7 مليار دولار من القروض خلال الأشهر الأربعة الأولى من السنة المالية الحالية، بانخفاض يزيد عن النصف، بحسب إحصاءات رسمية.

أصدرت وزارة الشؤون الاقتصادية بيانات الصرف الرسمية للفترة يوليو-أكتوبر من السنة المالية 2024-2025، والتي تشير إلى أن التمويل الأجنبي لم يتسارع بعد.

وأفادت الوزارة أنه خلال الأشهر الأربعة الأولى من السنة المالية 2025، صرف المقرضون الثنائيون والمتعددو الأطراف العالميون أقل من 1.7 مليار دولار، باستثناء الشريحة الأولى من قرض صندوق النقد الدولي.

وبعد إضافة القسط من قرض صندوق النقد الدولي، بلغ إجمالي الصرف 2.7 مليار دولار مقارنة بـ5.8 مليار دولار خلال الفترة المماثلة من العام المالي الماضي، مسجلاً انخفاضاً بنحو 3.1 مليار دولار أو بنسبة 55%.

وتقوم الحكومة والبنك المركزي بشكل منفصل بإعداد بيانات الإفراج عن القروض لصندوق النقد الدولي وغيره من الدائنين الثنائيين ومتعددي الأطراف.

ولكن الدائنين الدوليين يترددون في تقديم تمويلات جديدة لدعم الميزانية باستثناء بنك التنمية الآسيوي. ولم توافق المملكة العربية السعودية بعد على تسهيلات نفطية بقيمة 1.2 مليار دولار، في حين تتحرك تمويلات المشاريع ببطء شديد.

وكان من المتوقع أن يعمل برنامج صندوق النقد الدولي على إطلاق خطوط تمويل أخرى، ولكن بسبب التصنيف الائتماني المنخفض لباكستان، إلى جانب الحركة البطيئة في مشاريع مختلفة، فإن البلاد تكافح لتلبية احتياجاتها التمويلية الخارجية.

كما أثر قرار الحكومة بإبطاء إصدار ميزانية التنمية بسبب القيود المالية على صرف التمويل الأجنبي لهذه المخططات.

وخلال مناقشات غير مقررة الأسبوع الماضي، أشار صندوق النقد الدولي إلى وجود تناقض في بيانات صرف الديون الخارجية التي أبلغت عنها وزارة الشؤون الاقتصادية ومكتب إدارة الديون بوزارة المالية، بحسب مصادر.

تخطط باكستان لاقتراض ما لا يقل عن 23 مليار دولار في السنة المالية الحالية، بما في ذلك تجديد 12.7 مليار دولار من الديون الثنائية، لتمويل برنامج التنمية المتزايد وتلبية متطلبات التمويل الخارجي للبلاد.

ومن بين 23 مليار دولار اقترضتها الحكومة، أدرجت 19.2 مليار دولار في وثائق الميزانية. ولم تدرج الحكومة 3 مليارات دولار من مدفوعات الإمارات العربية المتحدة وصندوق النقد الدولي ضمن الدفاتر الفيدرالية، لأن هذه القروض مخصصة لدعم ميزان المدفوعات.

وكانت باكستان قد أكدت لصندوق النقد الدولي أن بنك التصدير والاستيراد الصيني سوف يجدد ديون مشاريع بقيمة 3.4 مليار دولار، وأن المملكة العربية السعودية سوف تقدم تسهيلات نفطية بقيمة 1.2 مليار دولار. ولكن حتى الآن لم تحدث أي تطورات مهمة في الحالتين، على الرغم من أن الصين تواصلت مع الحكومة.

وقد قدم المديرون التنفيذيون لهذه البلدان تطمينات مباشرة لمجلس إدارة صندوق النقد الدولي، وتأمل إسلام آباد أن تتم هذه المعاملات قريبا وأظهرت بيانات وزارة الاقتصاد أن الدائنين المتعددين أطلقوا 697 مليون دولار خلال الفترة من يوليو إلى أكتوبر، وهو ما يشكل 16% من التقدير السنوي.

وقد قدم بنك التنمية الآسيوي 170 مليون دولار في أربعة أشهر لمشاريع متعددة مقارنة بالتقدير السنوي الذي بلغ 1.7 مليار دولار. كما قدم البنك الدولي 349 مليون دولار مقارنة بالتقدير السنوي الذي بلغ 2 مليار دولار. وجاء تمويله بشكل رئيسي لمشروع إعادة إعمار الفيضانات في السند وبرنامج تطوير لجنة التعليم العالي.

في هذه الأثناء، التقى وزير المالية محمد أورنجزيب، اليوم الثلاثاء، مدير البنك الدولي في البلاد ناجي بن حسين وذكر بيان صادر عن وزارة المالية أن أورنجزيب أكد على أهمية التعاون مع البنك الدولي لدعم الإصلاحات الاقتصادية وأجندة التنمية في باكستان.

كما أشاد بالمساعدات المالية والفنية التي يقدمها البنك الدولي في مختلف القطاعات وأكد التزام الحكومة بالانضباط المالي والنمو المستدام والاستخدام الفعال للموارد وفشل قرض البنك الدولي البالغ 400 مليون دولار لبرنامج زيادة الإيرادات في باكستان في تحقيق أهدافه.

وقالت وزارة المالية إن القضايا المتعلقة بتوحيد ضريبة الدخل الزراعي وضريبة المبيعات العامة بالتنسيق مع المحافظات والتركيز المعزز على الدور النشط للمجلس الوطني للضرائب كانت قيد المناقشة.

وأفادت وزارة الشؤون الاقتصادية بأن البنك الإسلامي للتنمية أصدر 150 مليون دولار، معظمها لتمويل مشروع نفطي، خلال أربعة أشهر من السنة المالية 2025. ويقدر المبلغ السنوي بنحو 740 مليون دولار. كما خصصت باكستان مليار دولار من خلال إصدار سندات سيادية، ولكن لم يتم إحراز أي تقدم حتى الآن. وأعلن وزير المالية أن سندات الباندا ستصدر بحلول ديسمبر، وهو الموعد النهائي الذي قد يفوته مرة أخرى.

كما أن إعادة إيداع وديعة نقدية سعودية بقيمة 5 مليارات دولار ووديعة نقدية صينية بقيمة 4 مليارات دولار يشكل جزءاً من خطة الحكومة. ولم تعلن وزارة الشؤون الاقتصادية عن أي تقدم على هاتين الجبهتين.

خلال المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، صرح وزير المالية بأن الصندوق طلب من باكستان تأمين تمديدات لمدة ثلاث سنوات. لكن المقرضين لم يوافقوا.

وفي 28 يوليو، بعد عودته من بكين، صرح أورنجزيب قائلاً: “نحن نطلب تمديد أجل استحقاق الودائع النقدية الحالية لمدة تتراوح بين ثلاث إلى خمس سنوات”.

كانت باكستان قد حصلت على 5 مليارات دولار من المملكة العربية السعودية، و4 مليارات دولار من الصين، و3 مليارات دولار من الإمارات العربية المتحدة لمدة عام واحد. ولكن بسبب عجزها عن سداد القروض، فإنها تحصل على تمديد لمدة عام واحد في كل مرة.

وذكر تقرير وزارة الشؤون الاقتصادية أن البلاد حصلت على 542 مليون دولار من حساب الاستثمار في شهادات باكستان الجديدة، وهو ما كان أعلى من التقدير السنوي.

وفي مقابل القروض التجارية المقررة في الميزانية والتي تبلغ 3.8 مليار دولار، حصلت الحكومة على 200 مليون دولار، وذلك أيضا بفضل تجديد الصين لهذه القروض في سبتمبر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى