أثارت باكستان أمس الخميس قضية الجماعات الإرهابية التي تنشط انطلاقا من أفغانستان المجاورة وأعربت عن مخاوفها العميقة من حصول مثل هذه الجماعات على الدعم من “قوى معادية”.
وجاء أحدث بيان للمتحدث باسم وزارة الخارجية في وقت شهدت فيه باكستان ارتفاعًا غير مسبوق في الهجمات الإرهابية. وأعلنت حركة طالبان الباكستانية المحظورة وجماعة حافظ جول بهادور مسؤوليتهما عن معظم الهجمات المميتة، وكلاهما، كما تقول إسلام آباد، يعملان انطلاقًا من أفغانستان.
وأشارت ممتاز زهرة بلوش في إفادة صحفية أسبوعية إلى أن “باكستان تواجه تهديدات من الجماعات الإرهابية التي لديها ملاذات ومخابئ في أفغانستان. وتشعر باكستان بالقلق إزاء أنشطة هذه الجماعات الإرهابية”.
وقال المتحدث “نحن قلقون أيضا بشأن استمرار حرية عمل الجماعات الإرهابية التي وجدت مخابئ في أفغانستان”، مضيفا أن اللجنة العليا لخطة العمل الوطنية ناقشت أنشطة الجماعات الإرهابية. وأضافت أن “حكومة باكستان تشعر بقلق عميق إزاء الدعم الذي تتلقاه الجماعات الإرهابية من القوى المعادية”.
وفي رده على سؤال، أكد المتحدث أن باكستان ناقشت التهديد القادم من أفغانستان مع المبعوثين الخاصين للصين وروسيا، الذين سافروا إلى إسلام آباد مؤخرا.
وأفادت مصادر بأن باكستان أطلعت المبعوثين الروسي والصيني على وجود جماعات إرهابية داخل أفغانستان وقدمت أدلة جديدة على ذلك. لكن المتحدث باسم الخارجية الباكستانية رفض الكشف عن تفاصيل الاجتماعات التي جرت خلف الأبواب المغلقة.
وقالت المتحدثة ردا على سؤال بشأن عدم النظر في أي مقترح لتعيين مبعوث خاص لأفغانستان: “يواصل وزير خارجيتنا المساعد لغرب آسيا وأفغانستان قيادة مشاركة باكستان مع أفغانستان والمناقشات مع الدول المجاورة لأفغانستان”.
وقالت ممتاز إن التهديد الإرهابي الذي تشكله المخابئ في أفغانستان لا يشكل خطراً أمنياً على باكستان فحسب، بل وعلى بلدان أخرى أيضاً. وأضافت: “من الأهمية بمكان أن تتخذ السلطات الأفغانية إجراءات ضد هذه الجماعات التي وجدت ملاذاً آمناً داخل أفغانستان. لقد تبادلنا في عدة مناسبات أدلة ملموسة مع السلطات الأفغانية فيما يتعلق بهذه الجماعات الإرهابية وعملياتها في أفغانستان وتهديدها المستمر لأمن باكستان”.
وأضافت أن “مخاوف المجتمع الدولي بشأن الوضع في أفغانستان قد تم التعبير عنها في تقارير الأمم المتحدة وفي اجتماعات الدول المجاورة والدول الإقليمية. ونأمل أن تنظر السلطات الأفغانية إلى هذا باعتباره تهديدا خطيرا ليس فقط للمنطقة، بل وأيضا لأمنها، وأن تفي بالتزاماتها بموجب الاتفاقيات الدولية المختلفة، بما في ذلك اتفاقية الدوحة”.