يبدو أن الصين أطلقت جهداً دبلوماسياً جديداً يهدف إلى تهدئة التوترات المتصاعدة بين باكستان وأفغانستان بشأن الملاذات الإرهابية التي لم تتمكن كابول بعد من تفكيكها على الرغم من المطالبات المتكررة من جانب إسلام أباد.
بعد زيارة إلى إسلام آباد، سافر دبلوماسي صيني رفيع المستوى معني بالشأن الأفغاني إلى كابول خلال عطلة نهاية الأسبوع للقاء قيادة طالبان.
أجرى المبعوث الصيني الخاص إلى أفغانستان يوي شياو يونغ محادثات مع نائب رئيس الوزراء الأفغاني للشؤون السياسية مولوي عبد الكبير ووزير الدفاع الملا يعقوب وآخرين.
وتأتي زيارته إلى كابول بعد أيام من إطلاعه من قبل السلطات في إسلام آباد على التهديد الذي تشكله حركة طالبان الباكستانية المحظورة وجماعات مسلحة أخرى تعمل انطلاقا من الأراضي الأفغانية.
وقالت المصادر إن باكستان أبلغت المبعوث أنه دون معالجة التهديد الإرهابي، فإن العلاقات الثنائية مع كابول لن تتقدم إلى الأمام ويُعتقد أن زيارة المبعوث الصيني إلى كابول وإسلام آباد كانت جزءًا من مساعي بكين الأخيرة لتخفيف التوترات بين باكستان وأفغانستان.
وقد حاولت الصين في الماضي التوسط بين الدول المتناحرة بشأن قضية الشراكة عبر المحيط الهادئ، على الرغم من أن تلك الجهود لم تسفر عن أي تقدم وتشعر بكين بالقلق إزاء تداعيات تصاعد الأعمال العدائية بين باكستان وأفغانستان على طموحاتها الإقليمية لتحقيق قدر أكبر من الاتصال والتجارة.
علاوة على ذلك، فإن الوجود المستمر للملاجئ الإرهابية في أفغانستان يهدد مصالح بكين أيضاً كما تعرض مواطنون صينيون لهجمات إرهابية في باكستان. ففي هذا العام، قُتل ما لا يقل عن سبعة مواطنين صينيين في هجومين إرهابيين مختلفين.
وخلصت التحقيقات الباكستانية في الهجوم الإرهابي الذي وقع في 26 مارس في بيشام إلى أن شبكة مرتبطة بحركة طالبان الباكستانية تقف وراء الهجوم. وكشف التحقيق أيضا أن الانتحاري كان مواطنا أفغانيا وأن السيارة المستخدمة في الهجوم تم تهريبها إلى باكستان.
وعلى نحو مماثل، تعتقد باكستان أن الجماعات الإرهابية البلوشية تتعاون الآن بشكل وثيق مع حركة طالبان الباكستانية، ولديها معسكرات تدريب في أفغانستان.
ومع ذلك، وعلى النقيض من البلدان الأخرى، تتبع الصين عادة سياسة مصممة بعناية حيث يتم نقل مثل هذه المخاوف من خلف الأبواب المغلقة.
ويعتقد المسؤولون هنا أن لديهم هذا الفهم بأن المبعوث الصيني أثار قضية الملاذات الإرهابية بقوة مع القيادة الأفغانية وذكر بيان صادر عن مكتب نائب رئيس الوزراء الأفغاني أن العلاقات بين باكستان وأفغانستان كانت أحد مواضيع المناقشات.
وذكر البيان أن السيد يوي شياو يونغ أشاد بالتقدم الذي أحرزته أفغانستان على مدى السنوات الثلاث الماضية وأكد على أهمية تعزيز العلاقات المحسنة والتفاهم المتبادل بين أفغانستان وباكستان والصين.
ويقول المراقبون إن الإشارة إلى باكستان وأفغانستان والصين تظهر حرص بكين على حل القضايا بين إسلام أباد وكابول.
ونوه نائب رئيس الوزراء الأفغاني للمبعوث الصيني إن الإمارة الإسلامية أكدت باستمرار لجيرانها والمجتمع الدولي أن أفغانستان لا تشكل تهديدا لأي دولة، وحافظت على هذا التأكيد على مدى السنوات الثلاث الماضية.
وأضاف نائب رئيس الوزراء أن أفغانستان تنتقل من فترة طويلة من الصراع وتعطي الأولوية لإنعاش اقتصادها الوطني وتوسيع التعاون الإقليمي، وفقا للبيان، مما يشير إلى أن الجانب الأفغاني حاول تهدئة مخاوف الصين وباكستان.