2024-10-12
عبد الباسط علوي
كما يتدهور الوضع في جامو وكشمير المحتلة، مع وجود العديد من التقارير التي تتحدث عن انتهاكات حقوق الإنسان والفظائع.
ولا يزال الصراع حول جامو وكشمير، الذي نشأ عن تقسيم الهند البريطانية عام 1947، دون حل.
وأصبحت ولاية جامو وكشمير، التي كان سكانها من المسلمين في الغالب ولكن يحكمها الهندوس، قضية مثيرة للجدال.
في أغسطس 2019، ألغت الهند المادة 370 من دستورها، التي كانت تمنح وضعا خاصا لجامو وكشمير المحتلة.
وقد أدت هذه الخطوة، التي لاقت انتقادات شديدة من الكشميريين وباكستان والعديد من الكيانات الدولية، إلى قطع الاتصالات في المنطقة.
وقد وثقت العديد من منظمات حقوق الإنسان والهيئات الدولية والناشطين المحليين فظائع متنوعة في كشمير المحتلة.
القتل خارج نطاق القضاء
وتسلط التقارير المتكررة الضوء على عمليات القتل خارج نطاق القضاء، والتي غالبًا ما يطلق عليها «مواجهات» من قبل القوات الهندية،
والتي تنطوي على قتل كشميريين أبرياء دون محاكمة.
وهناك أيضًا حالات لأفراد قُتلوا في ظروف مشكوك فيها، مما يثير المخاوف بشأن الإجراءات القانونية الواجبة والمساءلة.
وتفيد التقارير بشكل متكرر عن حالات الاختفاء القسري، حيث تعتقل القوات الهندية أفراداً ولا يزال مكان وجودهم غير معروف،
مما يتسبب في حالة من عدم اليقين والضيق للأسر.
كما تشكل الاعتقالات التعسفية للناشطين السياسيين والصحفيين والمواطنين العاديين
دون توجيه اتهامات رسمية أو محاكمات قضايا مهمة في كشمير الخاضعة لسيطرة الهند.
وتشير التقارير إلى أن المعتقلين في كشمير الخاضعة لسيطرة الهند يعانون في كثير من الأحيان من ظروف قاسية وتعذيب،
بما في ذلك سوء المعاملة الجسدية والضيق النفسي.
قيود هندية على حرية التعبير والصحافة
فرضت الحكومة الهندية قيودًا صارمة على حرية التعبير والصحافة في المنطقة.
ويواجه الصحفيون والمنافذ الإعلامية التي تغطي الوضع الرقابة والمضايقة وحتى الاعتقال.
كما أدى قطع الاتصالات بعد إلغاء المادة 370 إلى تقييد تدفق المعلومات بشكل أكبر وإعاقة الصحفيين والناشطين عن توثيق الانتهاكات والإبلاغ عنها.
لقد أثرت العمليات الجارية بشكل عميق على السكان المدنيين في كشمير المحتلة،
حيث أدى حظر التجول والإغلاق العام وانقطاع الإنترنت المتكرر إلى تعطيل الحياة اليومية والتأثير على الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية والأنشطة الاقتصادية.
وعلى الصعيد الدولي، أثيرت مخاوف بشأن الوضع. فقد أدانت منظمات حقوق الإنسان مثل منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش الانتهاكات المبلغ عنها ودعت إلى إجراء تحقيقات مستقلة.
كما أعربت الأمم المتحدة عن مخاوفها بشأن انتهاكات حقوق الإنسان وحثت على التوصل إلى حل سلمي للصراع.
إن معالجة الفظائع المبلغ عنها تطرح العديد من التحديات. فالقدرة المحدودة للمراقبين المستقلين والصحفيين على الوصول تجعل من الصعب توثيق تقارير الانتهاكات والتحقق منها.
كما أن انقطاع الاتصالات والقيود المفروضة على الحركة تزيد من تعقيد التقييم الدقيق للوضع.
عقبات أمام محاسبة الجناة
بالإضافة إلى ذلك، فإن الإطار القانوني في الهند والبيئة المعقدة يخلقان عقبات أمام محاسبة الجناة،
حيث تواجه التحقيقات والملاحقات القضائية في كثير من الأحيان حواجز بيروقراطية وسياسية.
إن الدعوة إلى تقرير المصير في كشمير المحتلة من قبل الهند متجذرة بعمق.
ولطالما شعر سكان المنطقة ذات الأغلبية المسلمة بالتهميش السياسي والاقتصادي.
وقد أدى إلغاء المادة 370 والتغييرات اللاحقة في وضع المنطقة إلى تكثيف خيبة الأمل والاغتراب.
ويرى العديد من السكان أن هذه التطورات تقوض وضعهم الخاص واستقلالهم. وبالنسبة لجزء كبير من السكان،
فإن التطلع إلى تقرير المصير والانتماء إلى باكستان يرتبط ارتباطًا وثيقًا بهويتهم الثقافية والدينية والسياسية.
وتميل الأغلبية المسلمة إلى الانحياز إلى باكستان، حيث تعتبرها حليفًا طبيعيًا ثقافيًا وتاريخيًا.
وقد تأخر التنمية الاقتصادية في كشمير الخاضعة لسيطرة الهند عن المناطق الأخرى في الهند، مما أدى إلى انتشار البطالة والتخلف على نطاق واسع.
ويعتقد الكثيرون أن الانضمام إلى باكستان من شأنه أن يوفر مستقبلًا اقتصاديًا أكثر إشراقًا.
لقد أدى حل مجلس كشمير والحكم المباشر من نيودلهي إلى حالة من عدم اليقين السياسي، مما أدى إلى تأخير جدول الانتخابات.
وقد ساهم الافتقار إلى حكومة منتخبة في هذا التأخير. إن الادعاءات المستمرة بالتلاعب بالانتخابات،
بما في ذلك قمع الناخبين وترهيبهم، تقوض نزاهة العملية وتثبط المشاركة.
تزوير الأصوات والاحتيال الانتخابي
وتشير مزاعم تزوير الأصوات والاحتيال الانتخابي إلى أن العملية يتم التلاعب بها لصالح أحزاب سياسية أو مرشحين محددين، مما يضر بمصداقية الانتخابات.
إن الشفافية ضرورية لإجراء انتخابات نزيهة وذات مصداقية،
ومع ذلك فقد تم الإبلاغ عن بعض المشاكل. إن وجود مراقبين مستقلين أمر بالغ الأهمية لضمان الشفافية،
ولكن في كشمير المحتلة من قبل الهند، أثارت القيود المفروضة على وصول المراقبين -سواء المحليين أو الدوليين- مخاوف بشأن نزاهة العملية ونزاهتها.
كما أعاقت عمليات قطع الاتصالات الدورية، التي يتم فرضها في كثير من الأحيان، جهود وسائل الإعلام والمجتمع المدني لمراقبة الانتخابات والإبلاغ عنها،
مما أدى إلى اتهامات بأجندات خفية وتقليص ثقة الجمهور.
إلغاء المادة 370
لقد أدى إلغاء المادة 370 في أغسطس 2019، والتي أنهت الوضع الخاص لجامو وكشمير، إلى تغيير كبير في المشهد السياسي في المنطقة والعملية الانتخابية.
لقد أدى إعادة تنظيم كشمير المحتلة إلى منطقتين اتحاديتين – جامو وكشمير، ولاداخ – إلى مركزية السيطرة وتحويل الديناميكيات السياسية،
مما أدى إلى تأخير الانتخابات وتعقيد الجهود الرامية إلى إنشاء حكم تمثيلي.
لقد خلق الوجود العسكري الهندي المتزايد منذ الإلغاء بيئة من المراقبة والسيطرة المتزايدة،
مما يؤثر على قدرة المواطنين على المشاركة بحرية في الانتخابات. تشير التقارير إلى أن هذا الوجود العسكري يعزز الخوف والترهيب.
مقاطعة الانتخابات
وقد قاطع العديد من الأحزاب السياسية المحلية والزعماء الانتخابات،
مشيرين إلى مخاوف بشأن نزاهة العملية وشرعيتها.
وتضيف هذه المقاطعة تعقيدًا إلى الوضع السياسي وتعوق الجهود الرامية إلى إجراء انتخابات شاملة وتمثيلية.
وقد جذبت القضايا الانتخابية في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير اهتمامًا كبيرًا من جانب المراقبين الدوليين والمحليين.
وقد أثارت منظمات حقوق الإنسان الدولية مخاوف بشأن العملية الانتخابية في جامو وكشمير المحتلة بشكل غير قانوني من قبل الهند،
مستشهدة بمشاكل مثل قمع الناخبين، والافتقار إلى الشفافية، واتهامات بالتلاعب بالانتخابات.
وعلى الصعيد المحلي، كانت هناك دعوات لإجراء إصلاحات لضمان نزاهة وشفافية الانتخابات في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير.
لدى الهند سجل حافل بالمخالفات في إجراء الانتخابات في كشمير الخاضعة لسيطرة الهند.
وقد كانت نزاهة العملية الانتخابية محل نقاش مكثف، حيث ساهم الصراع المستمر في المنطقة والنزاعات الإقليمية المعقدة في العديد من مزاعم التلاعب بالانتخابات.
تقويض العملية الديمقراطية
تشير هذه المزاعم إلى أنه ربما تم استخدام استراتيجيات وتكتيكات مختلفة للتأثير على نتائج الانتخابات وتقويض العملية الديمقراطية.
يرتبط تاريخها الانتخابي ارتباطًا وثيقًا بالصراعات السياسية والإقليمية.
واجهت انتخابات الجمعية لعام 1987، وانتخابات الجمعية التشريعية لعام 2014،
وانتخابات الهيئات المحلية الأحدث في كشمير الخاضعة لسيطرة الهند، جميعها مزاعم بالتلاعب،
مما يعكس مخاوف أوسع نطاقًا بشأن نزاهة وشفافية العملية الانتخابية في المنطقة.
غالبًا ما يُستشهد بانتخابات عام 1987 كحالة حرجة من التلاعب المزعوم بالانتخابات،
مع انتقادات واسعة النطاق لمخالفات مثل حشو بطاقات الاقتراع والتلاعب بالأصوات والتلاعب بقوائم الناخبين.
واجهت أحزاب المعارضة، وخاصة تلك التي تتحدى المؤتمر الوطني، عقبات كبيرة، بما في ذلك التزوير المنهجي للنتائج وإكراه الناخبين.
كما شابت انتخابات الجمعية التشريعية لعام 2014 الكثير من الجدل، مع مزاعم بوجود تناقضات في قوائم الناخبين، وتعطل آلات التصويت الإلكترونية،
وترهيب الناخبين والمرشحين. وأشارت التقارير إلى قضايا مثل التأخير الطويل في مراكز الاقتراع ومشاكل في تكنولوجيا التصويت،
مما أدى إلى تأجيج الشكوك حول شرعية النتائج والنزاهة العامة للعملية.
وواجهت انتخابات الهيئات المحلية في عامي 2019 و2020 تدقيقًا مماثلاً. وشملت المزاعم التلاعب بقوائم الناخبين، والتخصيص المتحيز لمراكز الاقتراع، وترهيب الناخبين.
وتم الإبلاغ عن مخالفات مثل مشاكل في التعامل مع بطاقات الاقتراع والإبلاغ عن النتائج،
مما أثار مخاوف بشأن فعالية الحكم المحلي وقدرة الممثلين المنتخبين على عكس إرادة ناخبيهم بشكل حقيقي.
تناقضات في قوائم الناخبين
وتشمل الأنماط المتكررة في مزاعم تزوير الانتخابات في كشمير المحتلة التناقضات في قوائم الناخبين،
حيث تشير التقارير إلى إدراج أفراد متوفين أو استبعاد الناخبين المؤهلين.
وتعرضت آلات التصويت الإلكترونية لانتقادات بسبب عطلها والتلاعب بها،
مع مزاعم بنتائج غير متسقة ونتائج معدلة.
بالإضافة إلى ذلك، أدت التقارير عن إكراه الناخبين والمرشحين والوصول المحدود لوسائل الإعلام والمراقبين المستقلين إلى تآكل الثقة في العملية الانتخابية.
إن القيود المفروضة على الإبلاغ والمراقبة من شأنها أن تعيق التوثيق الدقيق للمخالفات الانتخابية وتزيد من شكوك الجمهور في العملية الانتخابية.
كما أن مزاعم التلاعب بالأصوات لها عواقب بعيدة المدى.
فالاتهامات المستمرة تقوض الثقة العامة في كل من النظام الانتخابي والمؤسسات الديمقراطية.
وعندما ينظر الناخبون والجهات الفاعلة السياسية إلى النظام باعتباره معيباً، فإن هذا من شأنه أن يقلل من شرعية الممثلين المنتخبين والحكم.
كما أن مثل هذه الاتهامات قد تؤدي إلى تفاقم التوترات والصراعات القائمة في المنطقة،
مما قد يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار السياسي والسخط بين السكان.
ونتيجة لهذا، كانت هناك دعوات متزايدة لإصلاحات انتخابية لتعزيز الشفافية والنزاهة في العملية الانتخابية.
إجراء انتخابات حرة بالغ الأهمية
إن ضمان إجراء انتخابات حرة ونزيهة وموثوقة أمر بالغ الأهمية لاستعادة ثقة الجمهور وتعزيز الحكم الديمقراطي.
وعلى الرغم من هذا، يبدو أن الهند عازمة على تنظيم انتخابات أخرى مثيرة للجدل في المنطقة المتنازع عليها.
وتتمثل إحدى القضايا الرئيسية في أن الحكومة الهندية منحت مؤخرًا سلطات كبيرة لحاكم كشمير الخاضعة لسيطرة الهند،
مما يشير إلى انعدام الثقة في المسؤولين المنتخبين في المنطقة.
وإذا كانت الهند نفسها لا تؤمن بفعالية الحكومة المحلية وتتردد في منحها أي سلطة حقيقية، فإن المنطق وراء تنظيم هذه الانتخابات أمر مشكوك فيه.
علاوة على ذلك، فإن مزاعم الهند بتحسين الظروف في جامو وكشمير مضللة.
ونظراً لأجواء الخوف السائدة وانتهاكات حقوق الإنسان والعداء تجاه الهند، فإن مثل هذه التأكيدات تلقي بظلال من الشك على شرعية العملية الانتخابية.
ويتفاقم الوضع بسبب عمليات الإغلاق والقيود على وسائل الإعلام والأدلة على التصويت الاحتيالي.
كما أن مزاعم زيادة نسبة المشاركة كاذبة في ظل عمليات الإغلاق والقيود الشديدة.
إن المحاولات الهندية المتكررة لتقديم هذه الانتخابات على أنها علامة على السلام تتجاهل حقيقة مفادها أن الكشميريين يعارضون الحكم الهندي إلى حد كبير ويسعون إلى الحصول على حقهم في تقرير المصير.
وعلى النقيض من ذلك، يتمتع شعب آزاد كشمير بقدر أعظم من الحرية ويختار ممثليه بشكل مستقل.
والحل الوحيد القابل للتطبيق هو إرغام الهند على وقف هذه العمليات الانتخابية المضللة
ومنح الكشميريين حقهم في تقرير المصير، كما هو منصوص عليه في قرارات الأمم المتحدة.