صندوق النقد يحدد شروطا لـ باكستان للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالقرض
2024-10-12
أصدر صندوق النقد الدولي تقريره لعام 2024 حول مشاورات المادة الرابعة وتسهيل الصندوق الموسع، والذي يشرح بالتفصيل التحديات والإصلاحات الهيكلية المرتبطة بقرض باكستان البالغ 7 مليارات دولار. ويسلط التقرير الضوء على الحالة الاقتصادية الهشة للبلاد، والمخاطر المرتبطة بالديون المتصاعدة، والتأخير في خصخصة الشركات الرئيسية المملوكة للدولة، ويحدد 22 معيارًا هيكليًا يجب على الحكومة اتباعها للحفاظ على البرنامج على المسار الصحيح.
1- استدامة الدين والضغوط السيادية
يرسم صندوق النقد الدولي صورة مقلقة لحالة الديون في باكستان، حيث يشكل الدين العام المرتفع واحتياجات التمويل الإجمالية مخاطر جدية على الاستقرار في الأمد البعيد. ويحذر التقرير من أنه في حين تعتبر ديون باكستان مستدامة حاليًا، فإن أي أخطاء سياسية قد تؤدي إلى تدهور كبير في استدامة الديون.
ويتفاقم خطر الضغوط السيادية بسبب انخفاض الاحتياطيات الأجنبية، التي تظل منخفضة بشكل خطير على الرغم من التمويل الخارجي من الشركاء المتعددين الأطراف والثنائيين. ومع ذلك، يلاحظ صندوق النقد الدولي أن الدين من المتوقع أن ينخفض تدريجيا على المدى المتوسط مع استمرار جهود ضبط الأوضاع المالية.
2- تأخيرات الخصخصة وعدم تحقيق الأهداف
أعرب صندوق النقد الدولي عن قلقه إزاء التأخير في خصخصة شركات مملوكة للدولة رئيسية مثل الخطوط الجوية الباكستانية الدولية وشركة فيصل آباد للإمدادات الكهربائية.
وكانت الحكومة قد تعهدت بإكمال هذه المعاملات بحلول منتصف عام 2024، لكن التقدم توقف.
ورغم هذه الانتكاسات، أكد صندوق النقد الدولي أن خصخصة شركتي توزيع الكهرباء من المتوقع أن تنتهي بحلول يناير/كانون الثاني 2025.
وتظل خصخصة الشركات المملوكة للدولة المربحة تشكل أولوية قصوى للحكومة لجذب الاستثمار الأجنبي وتقليل العبء المالي للدولة.
3- إصلاحات قطاع الطاقة
وتتقدم خطة الحكومة لبيع شركتين لتوزيع الكهرباء بحلول يناير 2025،
لكن صندوق النقد الدولي يؤكد على الحاجة إلى إصلاحات عاجلة في قطاع الطاقة.
ويؤكد على ضرورة معالجة عدم الكفاءة والخسائر في توزيع الطاقة من خلال تحديث إرشادات التعرفة،
وإدارة مخاوف الموظفين، والمشاركة في حملة اتصال عامة.
ويظل قطاع الطاقة، وفقًا للتقرير، يشكل عبئًا كبيرًا على مالية باكستان، ولا يمكن إلا لجهود الإصلاح الجوهرية أن تخفف الضغط على المالية العامة.
4- المخاطر الأمنية وبيئة الأعمال
ويسلط التقرير الضوء على البيئة الأمنية الصعبة في باكستان، والتي تقوض الجهود الرامية إلى جذب الاستثمار الأجنبي المباشر.
ويقدر صندوق النقد الدولي أن الاستثمار الأجنبي المباشر سيظل منخفضا عند 0.3% من الناتج المحلي الإجمالي للسنة المالية الحالية،
وهي علامة مقلقة نظرا لجهود الحكومة لتعزيز الاستثمارات.
وبالإضافة إلى ذلك، يحذر صندوق النقد الدولي من أن عدم الاستقرار السياسي والمخاطر الأمنية قد تعرقل تقدم البرنامج.
كما تشكل المخاوف الأمنية مخاطر تشغيلية لموظفي صندوق النقد الدولي في باكستان، كما ورد في التقرير.
5- تعديلات السياسة المالية واحتياجات التمويل الخارجي
ويؤكد تقرير صندوق النقد الدولي على الحاجة الملحة إلى إجراء تعديلات مالية لتقليص العجز المتنامي في الموازنة الباكستانية.
وقد نجحت الحكومة في تأمين 16.8 مليار دولار أميركي في صورة تمويلات قصيرة الأجل،
و2.1 مليار دولار أميركي في صورة التزامات جديدة من شركاء رئيسيين مثل الصين والمملكة العربية السعودية والبنك الآسيوي للتنمية.
إن هذه الالتزامات تشكل أهمية حيوية للحفاظ على الالتزامات المالية الباكستانية ومنع المزيد من التدهور الاقتصادي.
وسوف يلعب الصرف في الوقت المناسب لهذا التمويل الخارجي دوراً حاسماً في الحفاظ على الاستقرار المالي.
6- مخاطر التمويل قصير الأجل وإدارة الديون
ويحذر صندوق النقد الدولي من أن الديون الخارجية الباكستانية مستحقة في الغالب لدائنين ثنائيين ومتعددي الأطراف،
وأن الديون قصيرة الأجل تضيف مخاطر كبيرة إلى الاقتصاد.
وقد يثبت اعتماد البلاد على تجديد القروض قصيرة الأجل خطورتها إذا لم يقم الشركاء الدوليون بصرف الأقساط في الوقت المناسب.
وعلى الصعيد المحلي، تعمل الديون المستحقة للبنوك المحلية على خلق رابطة بين البنوك والسيادة،
الأمر الذي يجعل البلاد أكثر عرضة للصدمات الاقتصادية. وسوف يشكل التخطيط الدقيق والإدارة المالية المتسقة أهمية بالغة للتغلب على هذه المخاطر.
7- الإصلاحات الهيكلية: مطلوب اتخاذ إجراءات عاجلة
وكجزء من تسهيل الصندوق الموسع البالغ 7 مليارات دولار، حدد صندوق النقد الدولي 22 معيارًا هيكليًا رئيسيًا يتعين على باكستان الوفاء بها. وقد صُممت هذه المعايير الهيكلية لضمان الاستدامة المالية على المدى الطويل ومعالجة التحديات الاقتصادية المختلفة. وفيما يلي تفصيل لبعض المعايير الهيكلية الأكثر أهمية:
المعايير المالية:
لا عفو ضريبي: يجب على باكستان الامتناع عن إصدار عفو ضريبي جديد أو معاملات ضريبية تفضيلية مثل الإعفاءات والأسعار الخاصة. (مستمر)
العهد المالي الوطني: الحكومة مكلفة بالموافقة على العهد المالي الوطني لمعالجة الخلل بين الإيرادات والنفقات الفيدرالية والإقليمية. (نهاية سبتمبر 2024)
الرقابة على النفقات: تتطلب جميع النفقات غير المدرجة في الميزانية موافقة برلمانية مسبقة لتعزيز الرقابة المالية. (مستمر)
الطاقة والخصخصة:
شركات توزيع الكهرباء وإصلاحات قطاع الطاقة: يجب على الحكومة استكمال جميع الإجراءات اللازمة لخصخصة شركتي توزيع الكهرباء بحلول يناير 2025. ويشمل ذلك تحديث إرشادات التعرفة وسياسات معاملة الموظفين. (نهاية يناير 2025)
خطة الخصخصة: من المتوقع أن تصدر الحكومة طلبات تقديم العروض لخصخصة الشركات المملوكة للدولة الرئيسية، بما في ذلك شركات توزيع الكهرباء وشركة فيصل آباد لتوريد الكهرباء، لتبسيط توزيع الطاقة. (نهاية مايو ونهاية سبتمبر 2025)
الحوكمة ومكافحة الفساد:
قانون الموظفين المدنيين: ستتطلب التعديلات على قانون الموظفين المدنيين من كبار المسؤولين الحكوميين الكشف علنًا عن أصولهم، بما في ذلك تلك المملوكة بشكل انتفاعي لأفراد الأسرة. ويهدف هذا إلى تحسين الشفافية. (نهاية فبراير 2025)
تقرير تشخيص الفساد: يجب على الحكومة نشر تقييم تشخيصي كامل للحوكمة والفساد لتحديد نقاط الضعف وتعزيز المساءلة. (نهاية يوليو 2025)
الإصلاحات النقدية والمالية:
استقرار سعر الصرف الأجنبي: لا يجب أن يتجاوز متوسط الفارق بين سعر الصرف بين البنوك وسعر السوق المفتوحة 1.25% خلال أي خمسة أيام عمل متتالية. (مستمر)
إعادة تمويل البنوك: يجب على البنوك الخاصة التي تعاني من نقص رأس المال إما إعادة تمويل نفسها بالكامل بحلول أكتوبر 2024 أو مواجهة الحل. (نهاية أكتوبر 2024)
التخفيف من المخاطر: يجب تنفيذ اللوائح الرامية إلى تحسين التخفيف من المخاطر في عمليات السياسة النقدية. (نهاية ديسمبر 2024)
إصلاحات القطاع الاجتماعي:
تعديل الحماية الاجتماعية: يجب أن يخضع برنامج التحويلات النقدية «كفالات» لتعديل سنوي للتضخم للحفاظ على قدرته الشرائية للمواطنين الضعفاء. (نهاية يناير 2025)
وبشكل عام، يرسم تقرير صندوق النقد الدولي صورة مختلطة لمستقبل باكستان الاقتصادي. ورغم المخاطر الكبيرة المرتبطة بالدين العام، وتأخير الخصخصة، واحتياجات التمويل الخارجي، فإن البرنامج يقدم مساراً للمضي قدماً إذا تمكنت الحكومة من الوفاء بوعودها. ويؤكد التقرير أنه من خلال ضبط الأوضاع المالية، والإصلاحات البنيوية، والدعم المستمر من الشركاء الثنائيين، فإن باكستان لديها الفرصة للتغلب على تحدياتها المالية واستعادة الاستقرار الاقتصادي.