أخبارسلايدر

الهدم المنهجي للمساجد والأضرحة في الهند يهدف إلى تهميش المسلمين

2024-10-19

الهدم المنهجي للمساجد والأضرحة في الهند يهدف إلى تهميش المسلمين

إن عمليات الهدم المنهج للمساجد والأضرحة والأماكن المقدسة في الهند تحت قيادة حزب بهاراتيا جاناتا بزعامة ناريندرا مودي هي جزء من حملة يقودها الهندوتفا وتهدف إلى تهميش المسلمين وتآكل حقوقهم الدينية.

وذكر تقرير أصدرته كشمير للخدمات الإعلامية أن عمليات الهدم هذه تعكس محاولة متعمدة لمحو التاريخ والوجود الإسلامي في الهند،

وكشف عن أجندة متجذرة معادية للمسلمين تم إضفاء الطابع المؤسسي عليها في ظل الحكومة الحالية.

وقالت إن حزب بهاراتيا جاناتا، الذي يحركه أيديولوجية هندوسية متطرفة، يسعى إلى تأكيد التفوق الهندوسي

مع تهميش المسلمين والأقليات الأخرى إلى وضع من الدرجة الثانية،

مما يحرمهم من الحق الدستوري في ممارسة عقيدتهم بحرية.

وقال التقرير إنه منذ عام 2014، عندما تولى مودي السلطة، كانت هناك زيادة حادة في الحوادث العنيفة ضد المسلمين،

بما في ذلك الإعدام خارج نطاق القانون، والهجمات على أماكن العبادة، وخطابات الكراهية.

وقالت إن هذا الارتفاع في العنف، الذي وثقته هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية، يظهر كيف تعمل الجماعات الهندوسية المتطرفة،

التي تشجعها الدولة، في ظل الإفلات من العقاب، مما يزيد من استبعاد المسلمين من التيار الرئيسي في الهند.

وقال التقرير إن هذه الإجراءات جزء من استراتيجية أوسع نطاقا لتهميش المسلمين وتجريدهم من هويتهم، باستخدام المواقع الدينية كساحات معركة لهذه الحرب الإيديولوجية.

وأضاف أن استهداف وتدمير الهياكل الدينية الإسلامية يمثل تجسيدا ماديا للرواية القائلة بأن المسلمين لا ينتمون إلى رؤية مودي للهند.

وقالت إن عمليات الهدم هذه تشكل انتهاكات واضحة للمعايير الدولية لحقوق الإنسان،

بما في ذلك الحق في حرية الدين والمعتقد كما يحميه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

وأعرب التقرير عن أسفه لأن ادعاء الهند بأنها ديمقراطية علمانية يتناقض مع تصرفات حكومة حزب بهاراتيا جاناتا،

التي قلصت بشكل منهجي المساحة المتاحة للمسلمين للعيش وممارسة دينهم.

قانون تعديل المواطنة

وقالت إن التحركات التشريعية مثل قانون تعديل المواطنة والسجل الوطني للمواطنين تظهر كيف تقوم الدولة بإضفاء الطابع الرسمي على استبعاد المسلمين.

صنفت تقارير لجنة الولايات المتحدة للحريات الدينية الدولية الهند على أنها “دولة مثيرة للقلق بشكل خاص” بسبب معاملتها المتدهورة للمسلمين، مما يعزز الواقع القاتم بأن الحرية الدينية تتعرض للهجوم في الهند تحت قيادة مودي.

وأعربت المنظمة عن أسفها لأن تهميش المسلمين وتدمير مواقعهم الدينية يشكلان جزءاً من جهد منسق لمحو الهوية الإسلامية في الهند.

وأضاف التقرير أن الأمر لا يتعلق فقط بهدم المباني، بل يتعلق أيضاً باستئصال أسلوب حياة المسلمين وثقافتهم وحقهم في ممارسة عقيدتهم دون خوف.

وقالت إن المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة، يجب أن يتخذ إجراءات لمنع المزيد من الاضطهاد الديني ومحاسبة الهند على تجاهلها الصارخ للحريات الدينية لأقلياتها.

وخلص التقرير إلى أن الهند، في ظل حكم حزب بهاراتيا جاناتا بزعامة مودي، تتحول إلى أمة يُحرم فيها المسلمون من الحق الأساسي في العيش واتباع دينهم، في انتهاك لمبادئ المساواة والحرية ذاتها التي من المفترض أن تحافظ عليها الديمقراطية.

سمير زعقوق

كاتب صحفي، وباحث في شئون شبه قارة جنوب آسيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى