العفو الدولية: الهند لا تلتزم بمعايير حقوق الإنسان في كشمير المحتلة
2024-10-29
انتقدت منظمة العفو الدولية في تقريرها الصادر هذا الأسبوع نيودلهي بشدة بسبب سجلها في مجال حقوق الإنسان في جامو وكشمير المحتلة وفي جميع أنحاء الهند.
وبحسب وكالة كشمير للخدمات الإعلامية، فإن تقرير منظمة العفو الدولية بعنوان «لماذا يجب أن يكون سجل حقوق الإنسان في الهند مهمًا في سعيها للحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة؟»،
قال: لا يزال الوضع في جامو وكشمير [المحتلة] مثيرًا للقلق بشكل خاص، مع حث التقارير الصادرة عن مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان الهند على الوفاء بالتزاماتها الدولية.
وبدلاً من التعامل مع هذه النتائج، رفضتها السلطات الهندية باعتبارها روايات كاذبة.
كانت الهند أيضًا موضوع تقريرين، في عامي 2018 و2019، من مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بشأن حالة حقوق الإنسان في كشمير.
ودعا كلا التقريرين السلطات الهندية إلى احترام الالتزامات الدولية لحقوق الإنسان في المنطقة،
وإلغاء أو تعديل القوانين القمعية مثل قانون الصلاحيات الخاصة للقوات المسلحة (جامو وكشمير) وقانون السلامة العامة في جامو وكشمير،
وإنهاء القيود المفروضة على الصحفيين والتحقيق في جميع الحظر الشامل أو القيود.
ومع ذلك، بدلاً من التعامل بشكل هادف مع مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، وصفت السلطات الهندية التقارير بأنها «كاذبة، ذات سرد مدفوع» واتهمت هيئة حقوق الإنسان بـ «إضفاء الشرعية على الإرهاب».
إلغاء370 من الدستور الهندي
في 5 أغسطس 2019، ألغت الحكومة الهندية من جانب واحد الأحكام الحاسمة للمادة 370 من الدستور الهندي
-والتي ضمنت سلطات بعيدة المدى لولاية جامو وكشمير بشأن مجموعة واسعة من القضايا باستثناء الشؤون الخارجية والدفاع والاتصالات- ووسعت سيطرتها على المنطقة.
وبعد ذلك، حُرمت جامو وكشمير من ولايتها وقُسِّمت إلى إقليمين اتحاديين منفصلين يحكمهما الحكومة المركزية.
وقد اعتُبرت هذه الخطوة بمثابة رفض وحشي لعقود من الاحتجاجات ضد انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها الدولة وقوات الأمن في جامو وكشمير ولفتة عدوانية لحرمان سكان الولاية من حرياتهم الأساسية.
وأضاف التقرير أن سجل الهند يثير تساؤلات حول التزامها بحقوق الإنسان،
وخاصة في ضوء الحملة المستمرة على الحريات المدنية والانتقام من أولئك الذين يتعاونون مع الأمم المتحدة.
وتشير تقارير الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن تكتيكات الترهيب ردعت المجتمع المدني عن التعامل مع الأمم المتحدة.
وبحسب التقرير، فإن مشاركة الهند في مختلف هيئات الأمم المتحدة، وخاصة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، تكشف عن نمط مثير للقلق.
ويزعم المنتقدون أن الهند لم تظهر قيادة قوية داخل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أو تتفاعل بشكل بناء مع آلياته.
مجلس الأمن مكلف بالحفاظ على حقوق الإنسان
منذ عام 2019، واجهت الهند ما يقرب من 25 بيانًا من خبراء حقوق الإنسان التابعين للأمم المتحدة يعربون فيها عن مخاوفهم بشأن ممارساتها في مجال حقوق الإنسان.
إن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي يتألف من خمسة أعضاء دائمين وعشرة أعضاء غير دائمين، مكلف بالحفاظ على السلام والأمن الدوليين.
وفي حين تسعى الهند إلى الحصول على مقعد دائم، فإن ماضيها كعضو غير دائم ــ خدمت ثماني مرات،
وكانت آخر فترة لها من عام 2021 إلى عام 2022 ــ يخضع للتدقيق.
أشارت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت في وقت سابق إلى أن تعزيز حقوق الإنسان أمر بالغ الأهمية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للوفاء بولايته.
وعلى هذا النحو، يصبح انخراط الهند في مجال حقوق الإنسان نقطة محورية في تقييم ترشيحها.
الهند تنتهك حقوق الأقليات الدينية
لقد شاركت الهند في آلية الاستعراض الدوري الشامل، وهي الآلية التي تفحص سجل كل دولة في مجال حقوق الإنسان.
ولكنها لم تحرز تقدماً يذكر فيما يتصل بالتوصيات، وخاصة فيما يتصل بحقوق الأقليات الدينية
والتصديق على اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، التي وقعت عليها في عام 1997 ولكنها لم تصدق عليها بعد.
كما انتقد التقرير الحكومة الهندية بسبب ردودها غير الكافية على الاتصالات الواردة من الإجراءات الخاصة للأمم المتحدة، حيث لم تعالج سوى أقل من ثلث أكثر من 200 استفسار منذ عام 2011.
وعلاوة على ذلك، لم تيسر البلاد سوى زيارتين لخبراء الأمم المتحدة منذ وصول حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم إلى السلطة في عام 2014، مما ترك 19 طلبا معلقا.
الهند لم تصادق إلا على 6 من المعاهدات الأساسية
إن مشاركة الهند في معاهدات حقوق الإنسان محدودة، إذ لم تصادق إلا على ست من المعاهدات الأساسية التسع.
وقد سلطت المراجعة الأخيرة التي أجرتها لجنة حقوق الإنسان الضوء على قضايا مستمرة، بما في ذلك التمييز، والعنف ضد المرأة، وعدم كفاية الحماية للمجتمعات المهمشة.
ولكي تكون الهند مرشحة جديرة بالثقة لشغل مقعد دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يتعين عليها أن تثبت التزامها الحقيقي بمعايير حقوق الإنسان وأن تتعاون بشكل مسؤول مع هيئات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.
وأكد تقرير منظمة العفو الدولية أن الطريق إلى إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لا ينبغي أن يتجاهل أداء ومساءلة الدول المرشحة في مسائل حقوق الإنسان.