2024-09-13
بقلم: الشيخ عبد المؤمن
لقد انخرط الكشميريون في نضال من أجل تقرير المصير لأكثر من سبعة عقود، مؤكدين على حقهم الإنساني الأساسي في تحديد مستقبلهم السياسي. إن هذا النضال متجذر بعمق في مقاومة الاحتلال الهندي،
حيث تستمر عواقبه في التأثير على حياة الملايين. لقد رفض الكشميريون باستمرار الحكم الهندي،
وسعوا فقط إلى الحصول على حق تقرير المصير المعترف به دوليًا. إن مطلبهم ليس مجرد قضية إقليمية بل دعوة إلى العدالة العالمية،
مع عواقب كبيرة على القانون الدولي وحقوق الإنسان.
إن حق تقرير المصير، وهو مبدأ منصوص عليه في القانون الدولي، يضمن حق الشعب في تقرير سيادته ووضعه السياسي بحرية دون تدخل خارجي.
وبالنسبة لشعب جامو وكشمير، فقد وعد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة صراحة بهذا الحق،
والذي دعا إلى إجراء استفتاء حر ونزيه للسماح للكشميريين بتقرير مستقبلهم.
ولا تزال هذه القرارات، التي صدرت في أعقاب الصراع بين الهند وباكستان حول المنطقة عام 1947، دون تنفيذ حتى يومنا هذا.
نزاع يتعلق بتطلعات الشعب الكشميري
إن النزاع حول كشمير ليس مجرد قضية ثنائية بين الهند وباكستان؛ بل إنه يتعلق في الأساس بتطلعات وحقوق الشعب الكشميري.
وعلى الرغم من الالتزامات الواضحة المعترف بها دولياً، فقد حرمت الهند باستمرار الكشميريين من حقهم في تقرير المصير.
ويمثل هذا الإنكار ظلماً مستمراً، وخاصة في ضوء ادعاء الهند بأنها أكبر دولة ديمقراطية في العالم.
وفي صميم الديمقراطية تكمن إرادة الشعب؛ وعلى هذا فإن رفض منح مثل هذا الحق الأساسي يقوض المبادئ ذاتها التي تدعي الهند أنها تدافع عنها.
إن إنكار الهند لحق تقرير المصير لشعب كشمير يمثل انتهاكاً واضحاً لميثاق الأمم المتحدة.
ويؤكد الميثاق بشكل لا لبس فيه على حق تقرير المصير لجميع الشعوب، الأمر الذي يجعل موقف الهند ليس فقط موضع شك أخلاقي بل وأيضاً غير قابل للدفاع عنه من الناحية القانونية.
وباعتبارها عضواً في المجتمع الدولي، فإن الهند ملزمة باحترام هذه الالتزامات العالمية، إلا أنها تجاهلتها باستمرار في حالة كشمير.
الهند لا تمتثل لمسؤولياتها الدولية
وقد أودى هذا الصراع المستمر بحياة الآلاف بالفعل، الأمر الذي يؤكد الحاجة الملحة إلى امتثال الهند لمسؤولياتها الدولية والسعي إلى حل سلمي يحترم الحقوق الأساسية للشعب الكشميري.
يتعين على المجتمع الدولي أن يدرك أن احتلال الهند لكشمير ليس مجرد قضية إقليمية بل هو مصدر قلق عالمي.
إن حرمان شعب بأكمله من حقوقه الأساسية يشكل انتهاكاً صارخاً للمعايير الدولية ومبادئ قانون حقوق الإنسان.
إنّ الالتزامات القانونية التي تقع على عاتق الهند تمتد إلى ما هو أبعد من حدودها، ويتعين على العالم أن يحملها المسؤولية عن أفعالها.
ومن الضروري أن يطالب المجتمع الدولي بإنهاء هذا الظلم المستمر وضمان منح شعب كشمير الحقوق التي يستحقها بموجب القانون الدولي.
باكستان تدعم شعب كشمير باستمرار
لقد دعمت باكستان باستمرار حق تقرير المصير لشعب كشمير، ودعت إلى اتخاذ قرار يتماشى مع تطلعات الشعب الكشميري وبما يتفق مع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وعلى النقيض من ذلك، اتسمت استجابة الهند لهذه المطالب بالعسكرة الشديدة والقمع القاسي للمعارضة.
وعلى مر السنين، حول هذا الأمر كشمير إلى واحدة من أكثر المناطق عسكرة في العالم، حيث تم نشر مئات الآلاف من القوات الهندية في المنطقة.
وأصبح استخدام عمليات القتل خارج نطاق القضاء، والاختفاء القسري،
وانتهاكات حقوق الإنسان على نطاق واسع أسلوبًا متكررًا لقمع أصوات الكشميريين.
ومع ذلك، فقد أثبت التاريخ أن العسكرة لا يمكن أن تطفئ الرغبة في الحرية.
ولا يزال عزم الشعب الكشميري ثابتًا، وعزمه لا يتزعزع في سعيه إلى الحق غير القابل للتصرف في تقرير المصير.
المقاومة مستمرة
وعلى الرغم من نشأتهم في الصراع، فإن أجيالًا من الكشميريين ما زالت تقاوم،
مدفوعة بالإيمان الراسخ بانتصار العدالة في نهاية المطاف.
لم يعد المجتمع الدولي قادرًا على تجاهل محنة الشعب الكشميري.
لقد حان الوقت لكي يفي العالم بالوعود التي قطعها من خلال قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بمنح الكشميريين حقهم في تقرير المصير.
إن المحافل العالمية لابد وأن تمارس الضغوط على الهند لحملها على الوفاء بالتزاماتها والسماح لشعب كشمير بتقرير مستقبله بنفسه.
إنّ التأخير في تحقيق العدالة لم يعد مقبولاً.
لقد تم اختبار صبر الشعب الكشميري لفترة طويلة للغاية، ولم يعد من الممكن تجاهل مطالبه بتقرير المصير.
ويتعين على العالم الآن أن يتخذ موقفاً حاسماً، ويدعم سعي كشمير إلى العدالة والحرية والسلام.
الكاتب يعمل حاليا في المنتدى القانوني لكشمير