2024-09-19
قال دبلوماسي باكستاني رفيع المستوى لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الأربعاء إن حركة طالبان الأفغانية التي تحظى بحماية الحكام الأفغان أصبحت منظمة مظلة لجماعات إرهابية أخرى قال إن أهدافها هي زعزعة استقرار جيران أفغانستان.
وحذر السفير منير أكرم، خلال مناقشته للوضع في أفغانستان، مجلس الأمن المكون من 15 عضوا، قائلا: بينما قد يعتقد بعض أصدقائنا أنهم مهددون فقط من قبل داعش، فإنهم يجب أن يشعروا بالقلق أيضا بشأن التهديد الذي قد يواجهونه من حركة طالبان الباكستانية المعززة في المستقبل غير البعيد.
وأضاف أن باكستان ستتخذ إجراءات وطنية بالتعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية للقضاء على تهديد حركة طالبان الباكستانية.
وقال السفير الباكستاني إن حركة طالبان باكستان (التي نطلق عليها في باكستان فتنة الخوارج) هي منظمة تثير قلق باكستان بشكل خاص وينبغي أن تثير قلق المنطقة بأسرها والعالم،
في حين أعطى تفاصيل عن هجماتها عبر الحدود القاتلة التي أسفرت عن مقتل مئات المدنيين والجنود.
وقال السفير أكرم إنه حتى بعد مرور ثلاث سنوات على تولي طالبان مقاليد السلطة في أفغانستان، لا يزال الوضع خطيرًا ومثيرًا للقلق الشديد.
ولن يكون هناك تطبيع”حتى تتم معالجة القضايا الأساسية التي تزعج أفغانستان – الإرهاب وحقوق الإنسان والإدماج السياسي والهجرة الأفغانية غير الشرعية ومشكلة اللاجئين الأفغان.
وقال إن الإرهاب داخل أفغانستان أو منها يشكل التهديد الأكثر خطورة على البلاد والمنطقة والعالم،
مسلطا الضوء على تقرير صدر مؤخرا عن الأمم المتحدة وصف حركة طالبان الباكستانية بأنها «أكبر جماعة إرهابية» في ذلك البلد والتي تتلقى دعما متزايدا من حكام طالبان لتنفيذ هجمات عبر الحدود في باكستان.
في حين تقاتل الحكومة الأفغانية المؤقتة تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان (داعش) دون نجاح كامل حتى الآن،
فإن جماعات إرهابية أخرى مثل القاعدة، وحركة طالبان الباكستانية وغيرها، ليست موجودة في أفغانستان فحسب؛
بل يبدو أنها حصلت على ملاذ آمن وحماية من الحكومة الأفغانية المؤقتة.
التزام باكستان بدعم أفغانستان
وفي الوقت نفسه، أكد السفير أكرم التزام باكستان بدعم أفغانستان السلمية والمستقرة،
مؤكداً التطلعات المشتركة للدول المجاورة والمجتمع الدولي لتحقيق قدر أكبر من الشمول السياسي في أفغانستان.
وأضاف أن باكستان تعتقد اعتقادا راسخا أن مثل هذا الشمول أمر حيوي لتعزيز آفاق الاستقرار والتطبيع داخل البلاد.
وأضاف مبعوث باكستان لدى الأمم المتحدة أن الهيئة لم تكتف بالتنصل من التزاماتها تجاه النساء والفتيات،
بل أدت إلى تفاقم الوضع بإصدار توجيهات جديدة تهدف إلى إسكات أصواتهن.
وقال السفير أكرم إن باكستان تدين بشدة هذه التصرفات،
وأضاف أن هذه الإجراءات المتخلفة تنتهك الجوهر الحقيقي لديننا المستنير،
الذي كان من أوائل من دعوا إلى المساواة في الحقوق بين الرجال والنساء.
وقال المبعوث الباكستاني إنه في حين نظل ملتزمين بالمشاركة البناءة مع نظام طالبان،
فمن الواضح أنه لا ينبغي السماح للنظام بالتلاعب بالديناميكيات الإقليمية والدولية لتجنب التزاماته.
كما أعرب عن قلقه العميق إزاء الأزمة الإنسانية المستمرة في أفغانستان، بعد ثلاث سنوات من تولي طالبان السلطة.
وقال إنه في ظل وجود 23.7 مليون أفغاني في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية، فإن باكستان تحث المجتمع الدولي على تقديم المساعدات دون شروط.
وأكد أن خطة الاستجابة للاحتياجات الإنسانية في أفغانستان،
التي تسعى إلى الحصول على مساعدات بقيمة 3.06 مليار دولار، تلقت أقل من 25% من الأموال المطلوبة.
وأكد السفير أن “التحرك الفوري ضروري لتمويل هذه الخطة بشكل كامل،
ومن الضروري حشد كل مصادر التمويل الممكنة لتخفيف معاناة الشعب الأفغاني.
دعم باكستان لإنعاش الاقتصاد الأفغاني
وبالإضافة إلى معالجة الأزمة الإنسانية، جدد السفير أكرم دعم باكستان لإنعاش الاقتصاد الأفغاني،
مسلطا الضوء على الحاجة الملحة لإحياء النظام المصرفي الأفغاني، وحل أزمة السيولة، وخلق الظروف اللازمة لفك تجميد الاحتياطيات الوطنية للبلاد.
وأضاف أن باكستان ملتزمة بتوسيع التجارة والعلاقات التجارية مع أفغانستان
وتظل شريكا رئيسيا في تنفيذ مشاريع البنية التحتية والاتصال الإقليمية التي من شأنها تعزيز الاستقرار الاقتصادي والنمو في المنطقة.
وحث المبعوث الباكستاني مجموعة الدول الأمريكية على الالتزام بمسؤولياتها الدولية،
محذرا من أن السياسات التي تعزز عدم الاستقرار الداخلي والإقليمي والعالمي لا يمكن أن تستمر دون رادع.