الاحتلال الهندي يعرض سلامة وحقوق بنات كشمير للخطر
2024-09-27
لقد أثر الاحتلال الهندي الوحشي المستمر لجامو وكشمير بشكل عميق على النساء الكشميريات، بما في ذلك الأمهات والبنات والأخوات والزوجات، اللواتي يواجهن مجموعة من التحديات التي تعرض سلامتهن وحقوقهن الأساسية للخطر.
وبحسب وكالة كشمير للإعلام، فإن النساء في منطقة جامو وكشمير المحتلة التي تعاني من الصراع، تعانين من أشكال مختلفة من العنف، بما في ذلك الترهيب والتحرش الجنسي والصدمات النفسية.
وعلى الرغم من صمودهن، تجد هؤلاء النساء أنفسهن محاصرات في دائرة من العنف والقمع.
ومع غض المجتمع الدولي الطرف عن هذه المعاناة، تستمر معاناة هؤلاء النساء بلا هوادة.
لقد عانت آلاف النساء الكشميريات على أيدي القوات الهندية، حيث تم الإبلاغ عن عدد مذهل من حالات الاعتداء والعنف منذ يناير 1989.
وكما أبرز تقرير في يوم الابنة العالمي، فإن آلاف النساء من بين 96347 شخصًا من سكان جامو وكشمير استشهدوا على يد القوات الهندية منذ يناير 1989 حتى الآن.
ومنذ عام 2001 وحده، فقدت 682 امرأة على الأقل حياتهن بسبب العمليات العسكرية في الأراضي المحتلة.
وكشف التقرير أن الإرهاب المستمر الذي تمارسه الدولة أدى إلى ترمل 22977 امرأة، وتعرض 11265 امرأة للتحرش أو العار.
الاغتصاب الجماعي
وتعتبر الفظائع مثل الاغتصاب الجماعي في كونانبوشبورا والقتل المزدوج لآسيا جان وشقيقة زوجها نيلوفر،
أمثلة صارخة على الوحشية التي تمارس ضد النساء في جامو وكشمير.
بالإضافة إلى ذلك، فقدت العديد من النساء أفراد أسرهن بسبب الاختفاء أثناء الاحتجاز، مما زاد من معاناتهن.
ووفقًا لجمعية آباء الأشخاص المختفين، فقد اختفى أكثر من 8000 كشميري أثناء الاحتجاز خلال السنوات الخمس والثلاثين الماضية.
وقد أدى استخدام أفراد القوات الهندية لبنادق الخرطوش إلى إصابة أكثر من مائة امرأة بجروح خطيرة، بما في ذلك الأطفال.
على سبيل المثال، فقدت كل من هيبا جان البالغة من العمر 19 شهرًا، ونصرت جان البالغة من العمر عامين،
وألفت حميد (17 عامًا)، وإنشا مشتاق، وإفراح شكور (17 عامًا)، وشاكيلا بانو، وتمانا (11 عامًا)،
وشبروزا مير (16 عامًا)، وشاكيلا بيجوم (35 عامًا)، ورافيا بانو (31 عامًا) بصرهن بسبب إصابات بالخرطوش.
وعلاوة على ذلك، هناك العديد من الفتيات من بين الآلاف الذين أصيبوا بالخرطوش الذي أطلقه أفراد القوات والشرطة الهندية.
لا تعاني النساء الكشميريات من التهديدات المباشرة بالعنف فحسب، بل يواجهن أيضًا عواقب طويلة الأمد على صحتهن البدنية والعقلية.
معاناة العديد من النساء من القلق
وقد أدى العبء النفسي الناتج عن العيش في بيئة تتسم بالخوف وعدم اليقين إلى معاناة العديد من النساء من القلق والاكتئاب وقضايا الصحة العقلية الأخرى.
ومن المؤسف أن الوصمة المجتمعية المحيطة بالصحة العقلية غالبًا ما تمنعهن من طلب الدعم الذي يحتجن إليه.
وقد شاركتنا مروة ميراج، وهي امرأة كشميرية اعتقل زوجها وهو أحد زعماء حزب الحرية، تجربتها قائلة:
أنا أعاني من الاكتئاب، وكذلك بناتي اللائي لم يرين والدهن منذ فترة طويلة.
وتعكس قصتها محنة عدد لا يحصى من الأمهات والزوجات والبنات اللواتي ينتظرن عودة أحبائهن المسجونين في سجون مختلفة منذ عدة سنوات.
تواجه النساء الكشميريات حواجز كبيرة تحول دون حصولهن على حقوقهن الأساسية،
كما هو منصوص عليه في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة.
يتم اعتقال العديد من النساء الكشميريات، بما في ذلك الناشطات والقيادات، بسبب الدفاع عن حقوقهن وحقهن في تقرير المصير.
إن الاحتجاز غير القانوني لأكثر من عشرين امرأة، بما في ذلك قيادات حركة الحريات، يسلط الضوء على القمع المنهجي الذي يواجهنه.
محنة النساء الكشميريات
إن محنة النساء الكشميريات تشكل قضية ملحة تتعلق بحقوق الإنسان وتتطلب اتخاذ إجراءات فورية.
وحث التقرير أدوات العدالة الدولية، مثل الأمم المتحدة وهيئات مراقبة حقوق الإنسان، على الاعتراف بمعاناة هؤلاء النساء ومعالجتها.
وأكد التقرير أن النساء الكشميريات يلعبن دوراً حاسماً في النضال المستمر من أجل الحرية ويجب دعمهن في سعيهن إلى تحقيق العدالة والمساواة.
مع تدهور الوضع في جامو وكشمير المحتلة، من الضروري تعزيز أصوات النساء الكشميريات والدعوة إلى حقوقهن.
ويتعين على المجتمع الدولي أن يدرك نضالاتهن ويعمل على ضمان سلامتهن وكرامتهن وحقوقهن الأساسية.
ومن خلال الجهود المتضافرة فقط يمكننا أن نأمل في معالجة الظلم الذي تواجهه بنات كشمير وتمكينهن من تشكيل مستقبلهن.