كشمير

مشكلة كشمير المحتلة بالتفصيل

2024-08-27

تقرير يفضح هجوم الهند متعدد الأوجه على كشمير المحتلة

هدف الهند من احتلال كشمير

لم تحتل الهند كشمير لتمتعها بثروات ضخمة؛ حيث إن كشمير لا تملك ما تملكه بعض الدول من الثروات الضخمة، غير أن الهدف الأساسي من احتلالها هو استخدامها كقاعدة لمخططات الهند الهدّامة وتحقيق مطامعها العدوانية ضد العالم الإسلامي ومقدساته بما فيها الكعبة المشرفة؛ إذ تقول الأساطير الهندية إن الإمبراطورية الهندية كانت تمتد -في يومٍ من الأيام- من سنغافورة شرقًا إلى نهر النيل غربًا، مرورًا بالجزيرة العربية، وتستهدف المطامع الهندوسية إقامة الإمبراطورية الهندوسية العظمى لتستعيد مكانتها المزعومة.

وفي هذا السياق قال البانديت جواهر لال نهرو أول رئيس وزراء للهند في كتابه “اكتشاف الهند Discovery of India”:

إن الهند كما صنعتها الطبيعة لا يمكنها أن تلعب دورًا ثانويًا في شؤون العالم، فإما أن تعتبر من القوى العظمى أو ألا يكون لها وجود.

سيطرة الهند على سنغافورة والسويس ضروري

ويقول الدبلوماسي الهندوسي الكبير (إس.آر.باتيل) في كتابه السياسة الخارجية للهند في إطار شرحه لكلمة البانديت (جواهر لال نهرو):

ومن الضروري جدًا سيطرة الهند على سنغافورة والسويس اللتان تشكلان البوابة الرئيسية لها، وإذا ما سيطرت عليها قوة أخرى معادية فإنها تهدد استقلالها.

وكذلك حاجة الهند للبترول تجعلها تهتم بالبلاد العربية أيضًا”، ويختم الخبير السياسي الهندوسي حديثه عن مطامع الهند الاستعمارية قائلا:

يسود فراغ سياسي هائل في المنطقة بعد مغادرة الإنجليز ويجب سد هذا الفراغ،

وبما أن للهند قوة بحرية عظيمة فمن الضروري أن يتحول المحيط الهندي من سنغافورة إلى السويس خليجًا تملكه الهند.

تجاهل الأصل الحقيقي للكعبة كمعبد هندوسي

والأدهى من ذلك أن بعض قادة الهندوس اعتبر (الجزيرة العربية) بما حوته من أراضي إسلامية مقدسة إنما هي أراض هندوسية بحتة،

وذكر المفكر والفيلسوف الهندوسي (بي.إن.أوك) في كتابه “أخطاء في تحقيق تاريخ الهند تحت فصل بعنوان: “تجاهل الأصل الحقيقي للكعبة كمعبد هندوسي” يقول:

هناك كثير من الأدلة تدل على أن الجزيرة العربية خضعت لسلطان الملك الهندوسي فيكراماديتا والذي امتدت مملكته في الشرق والغرب”،

ثم يقول: “هناك أدلة كثيرة تؤكد أن هذا المعبد الهندوسي (الكعبة) يعود بناؤه إلى عام 58 قبل الميلاد على يد الملك الهندوسي فيكراماديتا أحد عظماء الملوك الهندوس في القديم”.

ولعل أكبر دليل على الأطماع الهندية أن صواريخها النووية التي يصل مداها إلى أكثر من ثلاثة آلاف كيلو متر،

في الوقت الذي تبعد فيه أقصى نقطة في (باكستان) من الحدود الهندية حوالي ألف كيلو متر

وهذا يعني أن الصواريخ النووية لم تُعَدّ لضرب (باكستان) الجارة،

إنما أُعدت للعالم العربي والإسلامي والمقدسات الإسلامية؟!

الأهمية الاستراتيجية لكشمير:

أهمية كشمير بالنسبة للهند:

في برقية بعث بها (نهرو) إلى رئيس وزراء (بريطانيا) بتاريخ (25 أكتوبر 1947م):

إن (كشمير)، كما تعلمون، ترتبط من الناحية الشمالية بحدود مشتركة مع ثلاث دول هي (أفغانستان) و(الاتحاد السوفيتي) و(الصين)،

وهو ما يجعل أمن (كشمير) أمرًا حيويًّا لأمن (الهند)؛ خاصة وأن الحدود الجنوبية لها مشتركة مع (الهند)،

فمساعدة مهراجا (كشمير) إذًا واجب يمثل مصلحة قومية للهند”.

تمثل (كشمير) أهمية استراتيجية لـ(الهند)؛ تمسكت بها على مدى أكثر من خمسين عاما، رغم الأغلبية المسلمة، والحروب التي استنزفت مواردها. وتتلخص هذه الأهمية فيما يلي:

1- تعتبرها (الهند) عمقًا أمنيًّا استراتيجيًّا لها أمام الصين و(باكستان).

2- تنظر إليها على أنها امتداد جغرافي وحاجز طبيعي مهم أمام فلسفة الحكم الباكستاني التي تعتبرها قائمة على أسس دينية، تهدد الأوضاع الداخلية في (الهند) ذات الأقلية المسلمة الكبيرة العدد.

3- تخشى (الهند) إذا سمحت لـ(كشمير) بالاستقلال على أسس دينية أو عرقية أن تفتح بابًا لا يمكن غلقه أمام الكثير من الولايات الهندية التي تغلب فيها عرقية معينة أو يكثر فيها معتنقو ديانة معينة.

أهمية كشمير بالنسبة لباكستان:

لخص الأستاذ (ظفر الله خان) وزير خارجية (باكستان) أهمية (كشمير) الاستراتيجية بقوله:

إن إلحاق (كشمير) بـ(الهند) لا يمكن أن يضيف شيئًا كثيرًا إلى اقتصاد (الهند) أو أمنها الإستراتيجي، بينما يمثل أمرًا حيويًّا لـ(باكستان)،

فإذا ما انضمت (كشمير) إلى (الهند)، فإن (باكستان) -سواء من الجانب الاستراتيجي أو الاقتصادي- إما أن تصبح جزءًا خاضعًا لسلطة (الهند)،

أو ينتهي وجودها كدولة ذات سيادة مستقلة”.

وبعيدًا عن هذه التعليلات السياسية والاستراتيجية للقضية، فإن المحرك الرئيسي لسياسات أطراف النزاع،

يكمن في “صراع النظريات” الذي نشب بين نظرية الشعب الواحد ونظرية الشعبين،

وهو ما عبَّر عنه نهرو بصراحة حينما قال:

إن الأمر لا يتعلق ب(كشمير)، بل بصراع أعمق من ذلك بكثير، يقف في وجه العلاقات الباكستانية – الهندية، ويجعل الوضع خطيرًا جدًّا،

فنحن لا نستطيع أن نتخلى عن أهدافنا الأساسية التي حملناها طويلًا والتي تعتبر أساس دولتنا.

من هنا تعد (كشمير) منطقة حيوية لأمن (باكستان)؛ ويمثل احتلال (الهند) لها تهديدًا مباشرًا لـ(باكستان)؛

حيث تنبع منها ثلاثة أنهار تعتبر المغذي الرئيسي للنظام الزراعي في (باكستان)،

ويجري الطريقان الرئيسيان وشبكة السكك الحديدية في شرق وشمال شرق (البنجاب) – تجري بمحاذاة (كشمير).

المصدر:

موقع قصة الإسلام

سمير زعقوق

كاتب صحفي، وباحث في شئون شبه قارة جنوب آسيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى