معالم وشخصيات باكستانية

سيف الملوك: بحيرة القصص الخيالية في باكستان

تحتاج إلى عرض إعلامي رقمي لجذب السياح

2024-08-21

بحيرة سيف الملوك

إن الرحلة الشاقة من المناطق السهلية في باكستان إلى المرتفعات الشمالية في خيبر بختونخوا تنتهي على الفور عندما يواجه المسافرون الجمال الأخاذ لبحيرة سيف الملوك الشهيرة.

تجذب هذه البحيرة الشهيرة، التي تقع وسط قمم مغطاة بالثلوج من سلسلة ماليكا باربات في وادي كاغان في مانسيهرا، الزوار بسحرها الذي يشبه القصص الخيالية.

تبلغ مساحة بحيرة سيف الملوك 1.06 ميل مربع وعمقها 113 قدمًا وتقع على ارتفاع 3224 مترًا فوق مستوى سطح البحر،

وشكلها البيضاوي بمياهها الصافية والزرقاء الخضراء تترك علامة لا تمحى في قلوب ملايين السياح كل عام.

تُعرف بحيرة سيف الملوك بأنها بحيرة الأساطير والأمراء، وتحيط بها جبال ماليكا باربات الهادئة في كاجان العليا،

مما يوفر ملاذًا هادئًا للسياح من صخب الحياة اليومية.

تم تسمية البحيرة على اسم الأمير الفارسي سيف الملوك، وهي تجذب السياح الدوليين والمحليين،

وخاصة خلال أشهر الصيف عندما يزيد من جاذبيتها مناخها اللطيف وشلالاتها المتدفقة من الأنهار الجليدية القريبة.

تم تخليد البحيرة في ملحمة “حكاية سيف الملوك” للشاعر الصوفي ميان محمد بخش،

والتي تحكي رحلة بحث الأمير سيف الملوك عن الأميرة الجنية بدريول جمالا،

وهي رحلة تميزت بالقصص الساحرة والشوق غير المحقق.

على الرغم من أن باكستان تفتخر بالعديد من البحيرات المذهلة مثل أنسو، ولالوسار، ودوديباستار، وشيوسار،

فإن بحيرة سيف الملوك تتميز بمزيجها الفريد من القصص الخيالية، والجمال المذهل، والمياه النقية.

سحر استثنائي

وشهد السفير الباكستاني السابق منظور الحق على سحر البحيرة الاستثنائي،

مشيرًا إلى انطباعها الدائم مقارنة بوجهات البحيرات العالمية الأخرى.

في العصر الرقمي الحالي، هناك اعتراف متزايد بإمكانية الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز الجبال والسياحة البيئية وكذلك علم الآثار من أجل التنمية الاقتصادية.

أكد أبو ظفر صادق، رئيس نادي جبال الألب الباكستاني،

على كيفية قدرة وسائل الإعلام الرقمية والاجتماعية المتنامية على تحويل المشهد السياحي في باكستان.

“يقدم سيف الملوك والمواقع السياحية الخلابة المماثلة مناظر خلابة ووعودًا اقتصادية كبيرة لباكستان في ظل رعاية الحكومة.

صعوبات تواجه قطاع السياحة في باكستان

وقال إنه على الرغم من إمكاناتها الهائلة، إلا أن قطاع السياحة في باكستان واجه صعوبات في الوصول إلى إمكاناته الاقتصادية الكاملة

بسبب الكوارث الطبيعية والإرهاب وفيروس كورونا المستجد.

في عام 2017، ساهمت السياحة بمبلغ 8.8 مليار دولار فقط، أو 2.9% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو تناقض صارخ مع 15 مليار دولار،

أو 5.7% من الناتج المحلي الإجمالي، في عام 2019. وقد أدت جائحة كوفيد-19

والقضايا الأمنية إلى تفاقم هذه التحديات، مع انخفاض ملحوظ في عائدات السياحة والعمالة في باكستان.

وأكد أبو ظفر على أهمية تبني الابتكارات الرقمية مثل الجولات الافتراضية وحملات وسائل التواصل الاجتماعي لجذب المزيد من الزوار.

الاستفادة من المنصات الرقمية

ودعا إلى توظيف متخصصين في المجال الرقمي والاستفادة من منصات مثل:

نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) والذكاء الاصطناعي للترويج للعروض السياحية المتنوعة في باكستان.

إن إمكانات نمو السياحة واضحة في باكستان،

حيث تلعب مبادرة حزام واحد، طريق واحد والممر الاقتصادي الصيني الباكستاني دوراً محورياً في تحسين البنية التحتية وتعزيز صناعات السياحة والنقل والضيافة.

واقترح السفير منظور أيضًا أن تطوير مناطق الجذب السياحي مثل مصعد التزلج بين ناران وسيفول مالوك يمكن أن يولد إيرادات كبيرة ويعزز الظروف الاجتماعية والاقتصادية لسكان المنطقة.

الجمال الطبيعي لبحيرة سيف الملوك

ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات قائمة، بما في ذلك المخاوف البيئية. وتعتبر الجهود المبذولة لتحسين إدارة النفايات

وتعزيز المرافق أمراً بالغ الأهمية للحفاظ على الجمال الطبيعي لبحيرة سيف الملوك وغيرها من البحيرات في باكستان.

ومن بين التدابير الضرورية للحفاظ على جاذبية البحيرة زيادة عدد صناديق القمامة، وعمال النظافة، وتحسين مواقف السيارات.

أكد البروفيسور نافيد فاروق، المحاضر في جامعة عبد الولي خان مردان، على أهمية العرض الرقمي لجميع البحيرات لجذب السياح الأجانب.

تعد بحيرتي سيف الملوك أنسو وماهودهاند من الجواهر الثمينة في باكستان.

ويمكن الاستفادة من التكنولوجيا الرقمية لتسليط الضوء على هذه الكنوز لجذب أعداد كبيرة من الزوار الدوليين

وتعزيز السياحة بشكل أكبر.

تحسين المرافق السياحية

تعمل إدارة الحياة البرية في مقاطعة خيبر بختون خوا، التي تشرف على بحيرات  سيف الملوك ولولوسار باعتبارها منتزهات وطنية،

على ضمان الحماية المستدامة وتحسين المرافق السياحية.

وتهدف التطورات المستقبلية، مثل مشروع مصعد التزلج ومناطق الخدمة المحسنة، إلى الارتقاء بالتجربة السياحية مع دعم الاقتصادات المحلية.

وبشكل عام، ومع استمرار باكستان في تعزيز حضورها الرقمي وبنيتها الأساسية، تظل بحيرة سيف الملوك رمزًا للتراث الطبيعي والثقافي الغني للبلاد،

وهي على استعداد لجذب وإلهام ملايين الزوار من جميع أنحاء العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى