مقالات

حسينة واجد.. حكاية السقوط

2024-08-12

حسينة واجد

الشيخ عبد المؤمن

لقد استقالت الشيخة حسينة، رئيسة الوزراء السابقة والقوة المهيمنة على الساحة السياسية في بنجلاديش، بعد عقد من الزمان في السلطة.

لقد انتهت فترة ولايتها، التي اتسمت بتزايد المخاوف بشأن الحكم الاستبدادي، مما يشير إلى فصل جديد في المشهد السياسي في البلاد.

كانت موجة احتجاجات شعبية هائلة هي التي أنهت حكم حسينة واجد.

فقد اتُهمت حكومتها منذ فترة طويلة بالفساد وانتهاكات حقوق الإنسان والقمع.

وبلغ الوضع نقطة الغليان عندما نزل الملايين من مواطني بنجلاديش إلى الشوارع مطالبين بإصلاحات ديمقراطية وإنهاء الحكم الاستبدادي.

ولم تكن هذه الاحتجاجات مجرد ردود فعل على حوادث بعينها، بل كانت جزءاً من حركة أوسع نطاقاً من أجل الحقوق المدنية والإصلاح الاجتماعي.

وبلغ الغضب الشعبي مستويات غير مسبوقة، الأمر الذي أوضح بوضوح تام أن حسينة فقدت قبضتها على السلطة.

كان أحد الأحزاب السياسية العديدة المسؤولة عن سقوط نظام حسينة هو الجماعة الإسلامية، التي لعبت دورًا ملحوظًا في هذه الحركة.

قادت الجماعة الإسلامية احتجاجات كبيرة ضد حكومة حسينة من خلال التعبئة الاستراتيجية والمعارضة الصوتية.

استخدم الحزب شبكته من المنظمات لتنظيم الاحتجاجات والتجمعات، مما ساهم في حركة جماهيرية ناجحة ضد الحكومة.

ومن خلال استغلال الإحباط العام والاستياء، أصبحت الجماعة الإسلامية قوة رئيسية في حشد المعارضة وتضخيم تأثير الحركة.

وفي حين كانت دوافع الحزب متجذرة في أهدافه السياسية والأيديولوجية الخاصة،

فإن مشاركته كانت مهمة في السياق الأوسع للحركة. وكانت تصرفات الجماعة الإسلامية عاملاً حاسماً في الضغط على حكومة حسينة.

عوامل أخرى أدت إلى استقالة حسينة:

الاحتجاجات الجماهيرية:

أدت موجة الاحتجاجات الجماهيرية غير العادية التي استمرت على مدى فترة طويلة إلى وضع حكومة حسينة في موقف لا يمكن الدفاع عنه.

وكانت الاحتجاجات مدفوعة في المقام الأول بالمطالبة بمزيد من الديمقراطية وإنهاء عصر الدكتاتورية.

تحالف المعارضة:

أدى التحدي الموحد الذي تشكله أحزاب وجماعات المعارضة، بما في ذلك الجماعة الإسلامية، إلى تكثيف الضغوط على إدارة حسينة.

ولم يعمل هذا التحالف على تضخيم الدعوة إلى التغيير فحسب، بل فرض أيضاً ضغوطاً هائلة على الحكومة.

الموقف العسكري المحايد:

لعب جيش بنجلاديش دوراً حاسماً من خلال الحفاظ على موقف محايد.

وعلى الرغم من مقاومته التقليدية لمثل هذه الاضطرابات، فإن رفض الجيش لقمع الاحتجاجات سمح لها بالانتشار واكتساب الزخم، بدلاً من قمعها.

الصراعات الداخلية:

أدت الخلافات الداخلية وقضايا الحكم داخل إدارة حسينة إلى تعقيد الموقف.

 فقد كافحت حسينة من أجل الموازنة بين السخط العام المتزايد والتحديات السياسية التي يفرضها خصومها.

إن نهاية دكتاتورية الشيخة حسينة في بنجلاديش سوف تخلف آثاراً كبيرة على جنوب آسيا. فبالنسبة للهند، سوف ينصب التركيز على الحفاظ على علاقة مستقرة ومنتجة مع جارتها.

وبالنسبة لباكستان، قد تشكل هذه اللحظة فرصة لإعادة تقييم أولوياتها الدبلوماسية والاقتصادية وإعادة تنظيمها.

وفي نهاية المطاف، سوف يتوقف التأثير على الديناميكيات الإقليمية والقدرة التنافسية على شخصية وسياسات القيادة الجديدة في بنجلاديش.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى