2024-02-29
استضاف مركز الحد من الأسلحة ونزع السلاح (ACDC) في معهد الدراسات الاستراتيجية في إسلام أباد (ISSI) اليوم الخميس ندوة بعنوان «سياسة الفضاء الباكستانية: الاستفادة من إمكانات الفضاء».
وألقى اللواء عامر نديم، الرئيس السابق للجنة أبحاث الفضاء والغلاف الجوي العلوي الباكستانية (سوباركو)، الكلمة الرئيسية. وقدم مناقشون بارزون من الأوساط الأكاديمية ومراكز الفكر وجهات نظرهم.
وقدمت الحلقة الدراسية رؤى قيمة عن سياسة الفضاء الوطنية الباكستانية وإمكاناتها الفضائية لتسريع التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
ونوقشت التحديات الرئيسية والخيارات المتاحة لباكستان.
التعاون الدولي
وسلط اللواء عامر نديم، في كلمته الرئيسية، الضوء على أهمية التعاون الدولي وشدد على دوره في خفض التكاليف والوقت في البعثات الفضائية.
ودعا إلى إقامة شراكات استراتيجية للاستفادة من الخبرات والموارد من الدول الأخرى، مما يمكن باكستان من تطوير قدراتها الفضائية بشكل أكثر كفاءة.
واستشرافا للمستقبل، أوجز برنامج الفضاء الوطني 2047، مؤكدا على نهجه العملي المصمم خصيصا للمشهد التكنولوجي الحالي في باكستان.
وشدد على ضرورة إعطاء الأولوية الصارمة للتكنولوجيات التي تتماشى مع الاحتياجات والقدرات الفورية للبلاد.
وأعرب عن تفاؤله بشأن برنامج الفضاء الباكستاني، مشيرا إلى التزام الحكومة الثابت وتصميمها كمحركات رئيسية للتقدم.
وسلط الضوء على الحاجة إلى التأكيد على القطاع التنظيمي والشراكات بين القطاعين العام والخاص.
وأشار إلى أن الانضمام إلى المنصات الإقليمية سيساعد باكستان أيضا على تطوير برنامجها الفضائي.
وشدد على أنه مع استمرار الدعم والملكية، تستعد باكستان لتحقيق معالم مهمة في استكشاف الفضاء.
التنمية الاجتماعية-الاقتصادية والأمن
وفي كلمته الترحيبية، أكد سهيل محمود، على أهمية سياسة الفضاء الأولى من نوعها في باكستان،
مؤكدا أنها توفر إطارا شاملا للتنمية المستقبلية لقطاع الفضاء بما يتماشى مع الاتجاهات العالمية الناشئة ويلبي الاحتياجات الوطنية الحاسمة لباكستان.
وأشار إلى الدور المحوري لتكنولوجيا الفضاء في المجتمعات الحديثة،
وشدد على ضرورة أن تسخر باكستان إمكانات تكنولوجيا الفضاء من أجل التنمية الاجتماعية – الاقتصادية والأمن.
وأشار إلى أن غزو باكستان للفضاء يتجاوز إطلاق الأقمار الصناعية، ويتصور مستقبلا تغذي فيه تكنولوجيا الفضاء التقدم والابتكار والقدرة التنافسية العالمية.
وأعرب السفير سهيل محمود عن تفاؤله بشأن خطة التخصيص الوطنية، متوقعا أن تكون حافزا لتطوير الحلول القائمة على التكنولوجيا للتحديات التنموية.
وسلط الضوء على دور السياسة في تسهيل الاستخدام الفعال لتكنولوجيات الفضاء وتطبيقاته لتعزيز الأهداف الوطنية مع التأكيد على التزام الحكومة بالاكتفاء الذاتي في علوم وتكنولوجيا الفضاء.
عصر فضاء جديد
في وقت سابق، ذكر مالك قاسم مصطفى، مدير مركز الحد من الأسلحة ونزع السلاح، في ملاحظاته الافتتاحية أن العالم اليوم قد دخل عصر فضاء جديد أو ثان وتشارك القوى الكبرى في سباق الفضاء.
إنهم يستثمرون موارد ضخمة لتطوير وتحديث برامجهم الفضائية بقدرات الاستخدام المزدوج.
وتدرك باكستان هذه التطورات وتعلق أهمية كبيرة على أعمال البحث والتطوير في ميدان علوم وتكنولوجيا الفضاء وتطبيقاتها للأغراض السلمية والنهوض الاجتماعي – الاقتصادي للبلد.
سياسة الأمن القومي الباكستاني
وسلط الضوء على أن سياسة الأمن القومي الباكستاني يدور حول رؤية «لاستغلال علوم وتكنولوجيا الفضاء لتحسين نوعية حياة شعب باكستان مع الحفاظ على المصلحة الوطنية والسيادة».
وقدمت السيدة غزالة ياسمين جليل، باحثة، لمحة عامة عن برنامج الفضاء الباكستاني.
وشددت في عرضها على أن خطة الفضاء الوطنية خطوة في الاتجاه الصحيح وتهدف إلى التصدي للعديد من التحديات التي يواجهها برنامج الفضاء.
وقالت إن التزام الحكومة وجميع أصحاب المصلحة المعنيين أمر حيوي، والشراكة بين القطاعين العام والخاص مهمة في تنشيط برنامج الفضاء في البلاد.
وشددت على أن وجود برنامج فضائي فعال ليس خيارا بل ضرورة – كونه محركا للنمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية والاقتصادية اليوم.
وتحدث الدكتور علي ساروش، الأستاذ المشارك في جامعة إسلام أباد الجوية، متحدثا عن «تكنولوجيا الفضاء من أجل التنمية المستدامة في باكستان»،
وشدد على الدور الحاسم لتكنولوجيا الفضاء في تعزيز التنمية المستدامة وحدد الاعتبارات الرئيسية لمساهمة سياسة الأمن القومي في تحقيق هذا الهدف بشكل فعال.
وسلط الضوء على توافق الآراء العالمي بشأن أهمية تكنولوجيا الفضاء بالنسبة للتنمية المستدامة، وشدد على الالتزامات التي تعهد بها المجتمع الدولي في هذا الصدد.
وشدد على ضرورة توافق خطة التنمية الوطنية مع أهداف التنمية المستدامة المحددة في خطة عام 2030،
مشددا على أن السياسة يجب أن تعالج جميع أهداف التنمية المستدامة ال 17 وأن تستفيد من التكنولوجيا لتحقيقها.
وحدد أربعة جوانب أساسية يجب أن تشملها أي سياسة فضائية: رؤية استراتيجية، وتعريف للقيود الاستراتيجية، وأهداف واقعية ومحددة جيدا، وآلية تطورية.
سياسة الفضاء الباكستانية: الطريق إلى الأمام
وألقى الدكتور عادل سلطان، عميد جامعة إسلام أباد الجوية، ملاحظاته حول «سياسة الفضاء الباكستانية: الطريق إلى الأمام»
وشدد على ضرورة قيام باكستان بإعادة تنظيم سياستها الفضائية، داعيا إلى التحول الاستراتيجي من الجغرافيا السياسية إلى السياسة الفلكية.
وشدد على الأهمية الحاسمة للوضوح وخارطة طريق محددة جيدا لتعزيز أهداف الفضاء في البلاد.
كما شدد على الحاجة الملحة إلى أن تعطي باكستان الأولوية لتكنولوجيا الفضاء التجارية، والحد من الاعتماد على المساعدة الأجنبية لإطلاق السواتل، وتعزيز القدرات المحلية.
ودعا إلى إنشاء مراكز فكرية ومؤسسات أكاديمية قوية مكرسة لتكنولوجيا الفضاء. وفي ملاحظاته الختامية،
وشدد السفير خالد محمود، رئيس مجلس إدارة معهد الدراسات الدولية، على أن تكنولوجيا الفضاء هي جبهة جديدة حيوية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وأشاد برحلة باكستان إلى الفضاء، التي اتسمت بالتصميم والإبداع والالتزام الثابت بتسخير الإمكانات الهائلة خارج الغلاف الجوي للأرض.
وشدد على أن الاستثمار في البحث والتطوير وبناء القدرات وتنشئة جيل جديد من العلماء والمهندسين عناصر حاسمة للبقاء في طليعة استكشاف الفضاء.
وحضر الحلقة الدراسية أكاديميون بارزون، وخبراء في المنطقة، وعلماء، وممثلون عن مراكز البحوث، وممارسون، وأعضاء في السلك الدبلوماسي.