البنجاب… معقل أسرة شريف وأكبر أقاليم باكستان
2024-02-23
البنجاب هو أحد الأقاليم الخمسة التي تتكون منها جمهورية باكستان، بل هو أكبرها من حيث عدد السكان وفيه تقع منطقة العاصمة إسلام آباد، إلى جانب مدينة لاهور إحدى أعظم حواضر شبه القارة الهندية. والأقاليم الأخرى، هي: السند وبلوشستان، والحدود الشمالية الغربية، وكشمير الحرة (آزاد كشمير).
جاء اسم الإقليم من الكلمتين الفارستين «بنج» (أي خمسة) و«آب» (التي تعني ماءً أو نهراً). وبالتالي، فإن المعنى الحرفي للاسم هو «أرض الأنهار الخمسة».
وجغرافياً، تشمل منطقة البنجاب الطبيعية الجزء الشمالي الشرقي من باكستان والجزء الشمالي الغربي من الهند،
وتمتد عموماً بين نهر السند غرباً في باكستان، ونهر جامونا (يامونا) شرقاً في الهند، وشمالاً حتى جبال الهيمالايا والجبال المتفرعة عنها
وجنوبا إلى صحراء ثار والصحاري الأخرى في إقليمي السند وبلوشستان.
البنجاب بين الهند وباكستان
عام 1947، قُسّمت أراضي منطقة البنجاب بين الهند ودولة باكستان. وتبلغ مساحة المنطقة ككل 257723كم²، منها 207420كم² في باكستان والباقي (50303كم²) في الهند.
كذلك، ثمة فارق كبير في تعداد السكان؛ إذ في حين يقارب عدد سكان ولاية البنجاب الهندية 28 مليون نسمة يربو عدد سكان إقليم البنجاب الباكستاني على 110 ملايين نسمة.
ومن ناحية أخرى، لئن شكل إقليم البنجاب أحد أكبر وأهم مراكز الكثافة الإسلامية في شبه القارة،
تقع على مسافة غير بعيدة نسبياً عن لاهور، عبر الحدود على الجانب الهندي،
تقع مدينة أمريتسار أعظم مدن السيخ (وفيها قبلتهم الدينية «المعبد الذهبي»)،
وهي كبرى مدن ولاية البنجاب الهندية، أما العاصمة الإدارة للولاية فهي مدينة تشانديغار.
البنجاب سهل كبير
إن 95 في المائة من أرض البنجاب سهل كبير، شكّله نهر السند وروافده الرئيسة الخمسة: جيلوم وشيناب ورافي وبياس وسوتلج.
وهذه الروافد الخمسة هي التي أعطت المنطقة اسمها. أما بالنسبة للمناخ، فإن معظم إقليم البنجاب ذو مناخ جاف وشبه جاف، لوقوع الإقليم بين خطي العرض 27 – 33 درجة شمال خط الاستواء.
والشتاء في الإقليم معتدل البرودة قليلاً، والصيف حار، ويكثر حدوث الصقيع في القطاع الشمالي من الإقليم،
فمتوسط درجة حرارة يناير (كانون الثاني) بحدود 11 درجة مئوية، في حين متوسط درجة حرارة يونيو في حدود 34 درجة مئوية،
وتصل درجة الحرارة العظمى صيفاً إلى 45 درجة مئوية.
أما مصادر الثروة الطبيعية في البنجاب فتتمثل بالتربة اللحقية الخصبة، ومياه الأنهار الكبيرة واستثماراتها المتنوعة،
والقليل من النفط والفحم الحجري والحجر الكلسي والجص والملح الصخري والبوكسيت (خام الألمنيوم) والغضار الصيني.
تاريخ عريق
تاريخ البنجاب جزء من تاريخ وادي السند وحضاراته التي ازدهرت بين 2500 – 1800 ق.م.،
وهي تمثل بواكير الحضارات الهندية التي تدل عليها آثار أكثر من 100 مدينة وقرية قديمة، كانت تتميز بنظام مائي وزراعي متطور.
ولقد دخل السكان الآريون إلى الإقليم من الشمال الغربي نحو عام 1200 ق.م.
وكانت الإمبراطورية الفارسية في عهد داريوس الأول (521 – 486 ق. م.) تتضمن إقليم البنجاب.
وفي عام 326 ق.م، غزا الإسكندر المقدوني الإقليم الذي صار جزءاً من إمبراطورية الموريين في المدة بين 324 و184 ق. م.
دخل الإسلام البنجاب في القرن الثاني للهجرة (الثامن الميلادي) وساد في القسم الغربي منه،
وبقي القسم الشرقي منه ممتنعاً على الإسلام حتى القرن السادس للهجرة (الثاني عشر الميلادي)،
ثم صار جزءاً من دولة السلاطين التيموريين (إمبراطورية المُغل العظام) قبل أن يتسلط السيخ على الإقليم منذ عام 1707،
حيث أسسوا مملكة بزعامة رانجيتا سينغ (1801 – 1839).
خضعت البنجاب للاستعمار عام 1849
بعدها، عام 1849، خضعت منطقة البنجاب للاستعمار البريطاني.
وفي عام 1947 نالت كيانات شبه القارة الهندية استقلالها، ورسمت حدود دولها، وقُسِمت المنطقة بين الهند وباكستان،
فكان للهند الجزء الذي يسكنه الهندوس وغالبية السيخ، ولباكستان الجزء الذي غالبية سكانه مسلمون.
ورغم ذلك ترك هذا التقسيم أقلية مسلمة (35 في المائة) في الولاية الهندي، وأقلية هندوسية وسيخية (25 في المائة) في الإقليم الباكستاني.
المصدر: صحيفة «الشرق الأوسط»