فرحان أحمد يكتب: كشمير.. والذكرى الـ75 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان
الكاتب طالب دراسات السلام والصراع في جامعة الدفاع الوطني بإسلام آباد ومتدرب في معهد كشمير للعلاقات الدولية
2023-12-10
يتم الاحتفال بيوم حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم في العاشر من ديسمبر من كل عام، ففي مثل هذا اليوم من عام 1948 اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
في اليوم العالمي لحقوق الإنسان هذا العام، نواجه أزمة إنسانية معقدة في منطقة كشمير. وتمثل هذه المنطقة، التي تتمتع بتاريخ طويل من الصراعات السياسية والمسلحة، واحدة من أكثر القضايا إلحاحا في منطقة جنوب آسيا.
وهو يتطلب اهتماما من القوى العالمية والمجتمع الدولي. وقد قدمت الأمم المتحدة قرارات مختلفة في هذا الشأن، إلا أنها لم تدخل حيز التنفيذ حتى الآن. وترجع أسباب ذلك إلى التنافس بين باكستان والهند.
ومع ذلك، فإن تذكر قضية حرية الشعب الكشميري أمر ضروري في العاشر من ديسمبر، وهو اليوم العالمي لحقوق الإنسان.
بداية الصراع في كشمير
تعود بداية الصراع في كشمير إلى التقسيم الفوضوي لشبه القارة الهندية من قبل الهند البريطانية عام 1947.
وقد أدى ذلك إلى بدء الصراع بين باكستان والهند الذي لا يزال مستمرا حتى الآن. ولا تزال ولاية جامو وكشمير الأميرية نقطة خلاف بين القوتين النوويتين.
أعرب غالبية سكان المنطقة عن رغبتهم في التعاون مع دولة باكستان. ومع ذلك، تعاون المهراجا مع الهند ضد إرادة غالبية السكان.
ومنذ ذلك الحين، تم بذل العديد من الجهود على المستوى الدولي والثنائي عبر التاريخ، ولكن لم يتم التوصل إلى نتائج مثمرة.
وفي محاولة لوضع حد لهذا الصراع، تعمل الأمم المتحدة منذ عام 1945. وقد أصدرت قرارات مختلفة خلال السنوات الأولى للصراع.
لقد أوضحت هذه القرارات بشكل واضح أن شعب كشمير له الحق في تقرير المصير النهائي لمنطقته.
وهذه القرارات منتشرة على نطاق واسع ومعروفة حتى بين عامة الناس، إلا أنها لا تزال دون تنفيذ.
وهذا يترك شعب كشمير عرضة للاحتلال والسيطرة القسرية من قبل الحكومات الاستبدادية المتعاقبة في الهند.
إن حالة حقوق الإنسان في كشمير المحتلة مثيرة للقلق العميق، حيث تتورط القوات الهندية في انتهاكات جسيمة.
حالات الإعدام خارج نطاق القضاء
وقد تم الإبلاغ على نطاق واسع عن حالات الإعدام خارج نطاق القضاء، والاختفاء القسري، والاغتصاب الجماعي، والقتل، والقيود المفروضة على حرية التعبير ووسائل الإعلام.
وكثيرا ما استخدم الوجود الضخم للقوات المسلحة الهندية القوة المفرطة، مما أدى إلى مقتل مدنيين ومعاناة واسعة النطاق لشعب كشمير الأبرياء.
بفضل علاقاتها التاريخية مع الشعب الكشميري، دافعت باكستان باستمرار عن حقوقهم في مختلف المنابر الدولية لسنوات عديدة.
إن الدعوة إلى العدالة والسلام في كشمير هي ضرورة أخلاقية متجذرة بعمق في التاريخ المشترك والرحمة الإنسانية وليست مجرد موقف سياسي لباكستان.
ويجب على المجتمع الدولي أن يعترف بالمظالم المشروعة للشعب الكشميري بشكل كامل
وأن يمارس الضغط على الهند للدخول في حوار حقيقي لإيجاد حل عادل ودائم لهذا الصراع.
وإلا فإنه سيكون سببا في زعزعة الاستقرار في منطقة جنوب آسيا.
وفي هذا اليوم الدولي لحقوق الإنسان، يجب على المجتمع العالمي أن يعترف بمسؤوليته المشتركة عن معالجة أزمة حقوق الإنسان في كشمير.
ويتعين على الأمم المتحدة، على وجه الخصوص، أن تعيد النظر في القرارات وأن تشارك بنشاط في تيسير إجراء استفتاء يسمح لشعب كشمير بتقرير مصيره.
دعونا لا ننسى شعب كشمير المحتل، الذي لا يزال يعاني من عواقب صراع طويل الأمد، بينما نحتفل باليوم الدولي لحقوق الإنسان.
لقد حان الوقت لكي يستمع المجتمع الدولي إلى قضية باكستان من أجل العدالة والسلام،
ويتكاتف معًا للضغط على الهند لاحترام حقوق الإنسان للشعب الكشميري، وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة،
والدخول في حوار حقيقي من أجل الرفاه والخيارات من شعب كشمير.
إن السعي لتحقيق العدالة في كشمير مسؤولية عالمية مشتركة، وليست مسؤولية إقليمية فقط.