ألطاف حسين واني يكتب: حقوق الإنسان.. آليات المساءلة بحاجة إلى تعزيز
الكاتب، رئيس معهد كشمير للعلاقات الدولية
2023-12-10
على الرغم من التزاماتها الدولية باحترام وحماية حقوق الإنسان الأساسية، قامت الدولة الهندية بخنق الأصوات المعارضة، وقلصت حرية الإعلام، وجرمت الصحافة المستقلة، خاصة في جامو وكشمير.
ومؤخراً، لجأ الأمين العام للأمم المتحدة إلى الأداة الدبلوماسية النادرة، المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة،
للفت انتباه مجلس الأمن إلى تفاقم حالة حقوق الإنسان في إقليم غزة بفلسطين، والتأكيد على الحاجة الملحة للمساءلة.
إنفاذ حقوق الإنسان
ومع ومع مرور 75 عامًا على اليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي يصادف العاشر من ديسمبر،
من الضروري التفكير في حالة إنفاذ حقوق الإنسان ومساءلة الدول على مستوى العالم.
يخصص هذا اليوم لإعادة تأكيد التزامنا بتعزيز احترام الحقوق والحريات المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1948.
وعلى مر السنين، مهد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الطريق لمزيد من الحقوق والحريات.
أكثر من سبعين من المعاهدات والاتفاقيات والبروتوكولات الخاصة بحقوق الإنسان،
بما في ذلك العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
ويؤكد الاحتفال هذا العام بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان على «ترسيخ ثقافة حقوق الإنسان واستدامتها في المستقبل».
إنه بمثابة تذكير بمسؤوليتنا الجماعية لدعم وحماية حقوق الإنسان على جميع مستويات المجتمع.
ولا تعترف هذه الوثائق بالحقوق الأساسية فحسب، بل تعترف أيضاً بحق كافة الشعوب في تقرير مصيرها،
والحق في تحديد وضعها السياسي، والسعي إلى تحقيق أهدافها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
ومن خلال التصديق على هذه المواثيق، التزمت الأغلبية الساحقة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بالدفاع عن حقوق الإنسان والحريات لجميع الأفراد والالتزام بها.
آليتان تعملان على تقييم حقوق الإنسان
إن المراجعة الدورية الشاملة وإجراءات تقديم الشكاوى هما آليتان تعملان على تقييم وفحص سجلات حقوق الإنسان لجميع أعضاء الأمم المتحدة، مما يضمن حماية حقوق الناس وحرياتهم.
علاوة على ذلك، يقوم مجلس حقوق الإنسان بنشاط بتنسيق الجهود الرامية إلى حماية وتعزيز حقوق الإنسان من خلال حملات التثقيف والتوعية حول قضايا حقوق الإنسان، ورفع الوعي العالمي حول نظام حقوق الإنسان الحالي.
ويؤكد الاحتفال هذا العام بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان على «ترسيخ ثقافة حقوق الإنسان واستدامتها في المستقبل».
إنه بمثابة تذكير بمسؤوليتنا الجماعية لدعم وحماية حقوق الإنسان على جميع مستويات المجتمع.
وفي حين يلعب التعليم والتوعية دوراً حاسماً في تعزيز مجتمع يحترم الحقوق، إلا أنهما وحدهما غير كافيين لتحقيق الأهداف المحددة في هذه الاتفاقيات.
ثقافة راسخة لحقوق الإنسان
إن إرساء ثقافة راسخة لحقوق الإنسان، حيث يكون احترام حقوق الإنسان فوق كل شيء آخر، يتطلب محاسبة منتهكي حقوق الإنسان على أفعالهم.
ومن المؤسف أنه لا توجد حاليا أي وسائل أو آليات فعالة لضمان محاسبة من ينتهكون حقوق الإنسان. وفي جنوب آسيا،
تتحمل الهند مسؤولية كبيرة عن دعم حقوق الإنسان نظراً لحجمها وادعاءها بأنها أكبر ديمقراطية.
ومع ذلك، وعلى الرغم من التزاماتها الدولية باحترام وحماية حقوق الإنسان الأساسية،
فقد قامت الدولة الهندية بخنق الأصوات المعارضة، وقلصت حرية الإعلام، وجرمت الصحافة المستقلة، لا سيما في جامو وكشمير.
لقد أصبح قمع الناشطين في مجال حقوق الإنسان، واضطهاد المجتمع المدني، والقيود غير المبررة على حقوق الناس في التنقل وحرية التعبير، أمراً شائعاً.
ورغم أن الهند تتباهى بمؤهلاتها الديمقراطية والعلمانية على الساحة العالمية، إلا أن سجلها في مجال حقوق الإنسان مثير للقلق والانزعاج.
في كشمير، يتم انتهاك كل مادة وأحكام من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان دون أي مساءلة أو خوف من التداعيات الدولية.
حتى الآن، يفتقر النظام الدولي لحقوق الإنسان إلى السلطة اللازمة لمحاسبة المنتهكين، في حين قامت الدول القوية بتسليحه لتعزيز مصالحها السياسية والاستراتيجية.
ومن الضروري أن تعترف الحكومات ذات النفوذ بأن السلام العالمي الدائم يرتبط ارتباطاً جوهرياً بحل الصراعات القديمة والاعتراف بالمبدأ المقبول عالمياً المتمثل في الحق في تقرير المصير.
ولا يمكن لثقافة حقوق الإنسان المستدامة أن تزدهر في الفراغ.
فالعدالة الانتقائية، وتطبيق القانون بشكل غير متكافئ، وانتهاكات حقوق المواطنين تعمل على زرع الفوضى،
والخروج على القانون، وعدم الاستقرار، والفوضى السياسية.
من أجل التنفيذ الفعال للقانون الدولي وإنفاذ نظام الحقوق،
يجب علينا:
أ) تعزيز منظومة الأمم المتحدة،
ب) تعزيز آليات وأدوات الأمم المتحدة الحالية لمحاسبة الجهات الفاعلة القوية،
ج) إنشاء مساءلة قوية وثابتة على أعلى المستويات،
د) تنسيق الجهود لبناء السلام وحشد الإرادة السياسية لحل النزاعات طويلة الأمد التي تغذي انتهاكات الحقوق.
هـ) ضمان المراقبة الفعالة والتوثيق الشامل لانتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان، سواء ارتكبها أفراد أو جماعات أو دول.
ويتعين على العالم أن يدرك أن حقوق الإنسان ليست ترفاً، بل هي أساس أساسي للسلام والاستقرار والعدالة.
وفي هذا اليوم الدولي لحقوق الإنسان، دعونا نتعهد بدعم مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
والعمل بلا كلل من أجل إنشاء آليات فعالة للمساءلة من شأنها ضمان عالم أفضل للجميع.