طريق الحرير

«ممر اقتصادي هندي-شرق أوسطي» لوأد مبادرة الحزام والطريق الصينية

وفقا للادعاءات الهندية، فإن المبادرة الرائدة تحمل المفتاح لإطلاق العنان لإمكانات التنمية الهائلة لهذه المنطقة الشاسعة.

ويوصف «الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا» بأنه جهد تاريخي ورائد في التعاون في مجال الاتصال والبنية التحتية، وتوحيد الهند والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والاتحاد الأوروبي وفرنسا وإيطاليا. ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية.

وتلعب اليونان دوراً مركزياً في الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، باعتبارها بوابة الهند إلى أوروبا.

تشير التقديرات الأولية إلى أن تطوير كل من مسارات «الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا» هذه قد يتكلف ما بين 3 مليارات دولار أمريكي إلى 8 مليارات دولار أمريكي.

«الممر الاقتصادي الهندي الشرق أوسطي»

إن الإعلان عن إنشاء «الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا» في مجموعة العشرين، والذي من المرجح أن يؤثر سلبًا على طرق التجارة القديمة عبر البحر الأحمر من الهند إلى مصر، سيصبح محورًا عالميًا آخر للتبادل الاقتصادي والثقافي.

سيتم إطلاق «الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا» بما في ذلك خطوط الشحن والسكك الحديدية، ويعد المشروع جزءًا من مبادرة تسمى الشراكة من أجل الاستثمار العالمي في البنية التحتية.

وذكر تقرير البيت الأبيض أن صفقة السكك الحديدية ستربط خطوط الشحن من الهند إلى أوروبا عبر الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والأردن وإسرائيل.

وسيكون الرابط الأكثر مباشرة حتى الآن من شأنه أن يجعل التجارة أسرع، فإن «الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا» سيجعل التجارة بين الهند وأوروبا أسرع بنسبة 40%.

كما يوصف المشروع بأنه «جسر أخضر ورقمي عبر القارات والحضارات»، ويتضمن كابلات لنقل الكهرباء والبيانات.

تعد خطة بناء ممر للسكك الحديدية والشحن يربط الهند بالشرق الأوسط وأوروبا مشروعًا طموحًا يهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي والتعاون السياسي.

ميناء «بيرايوس»، الصين صاحب المصلحة الرئيسي

منذ عام 2016، أصبحت شركة الشحن الصينية «كوسكو» -المملوكة للدولة- صاحبة المصلحة الأكبر في ميناء بيريوس أكبر ميناء في اليونان.

في ألمانيا، احتدم جدل ساخن حول قيام شركة الشحن الحكومية الصينية «كوسكو» بشراء حصة أقلية في محطة حاويات بميناء شركة هامبورغ.

سمحت لليونان بتوقيع عقد مع «كوسكو» الصينية في عام 2016 يقضي بأن تحصل الشركة على حصة أغلبية الثلثين في ميناء «بيريوس».

ووصف الرئيس الصيني شي جين بينغ استثمار «كوسكو» في «بيرايوس» بأنه «مشروع نموذجي،

ومركز مهم للربط البري والبحري السريع بين الصين وأوروبا، وللاتصال بين آسيا وأوروبا».

يعد «بيرايوس» الآن أكبر ميناء في شرق البحر الأبيض المتوسط، وسابع أكبر ميناء في أوروبا. تعمل شركة «كوسكو» ضمن إطار قانون العمل اليوناني، مركز شحن المنتجات الصينية.

لقد أصبحت الآن واحدة من أهم مراكز الشحن في البحر الأبيض المتوسط.

وله تأثير سلبي على مراكز الشحن الأخرى في جنوب شرق البحر الأبيض المتوسط، والتي أصبحت أقل أهمية، وفقدت الإيرادات.

في «بيرايوس»، تم بيع أغلبية الأسهم في الميناء لشركة «كوسكو»: تمت زيادة حصتها الأولية البالغة 51% لاحقًا إلى 67%.

وبالتالي يمكن لشركة الشحن الصينية أن تقرر مستقبل الميناء. تتحكم «كوسكو» في جميع الأرصفة وجميع المحطات الطرفية.

الولايات المتحدة.. وميناء «ألكسندروبوليس»

كما أن ميناء «ألكسندروبوليس» الرئيسي في شمال اليونان -على وشك الخصخصة- تقع في أقصى الشمال الشرقي من البلاد، على بعد ثمانية عشر ميلاً إلى الغرب من الحدود التركية وثلاثين ميلاً إلى الجنوب من الحدود البلغارية.

كانت اليونان والولايات المتحدة عدلت في أكتوبر 2019، اتفاقية التعاون الدفاعي المتبادل، التي تم إبرامها في عام 1990.

وتشير الوثيقة إلى توسيع القاعدة البحرية الأمريكية في خليج سودا بجزيرة كريت، واستخدام قاعدة جوية بالقرب من مدينة لاريسا،

وقاعدة جوية للجيش في ستيفانوفيكيو (منطقة ماغنيسيا) وميناء «الكسندروبوليس».

كما تنص على إمكانية استخدام أي منشأة عسكرية أخرى على أراضي اليونان بموافقتها.

ووقعت الولايات المتحدة واليونان بروتوكولا ثانيا في واشنطن في 14 أكتوبر 2021 لتعديل اتفاقية الدفاع.

أضيفت أربع منشآت جديدة إلى قائمة القواعد العسكرية الأمريكية الأربع. هي معسكر يانولي العسكري في «ألكسندروبوليس»،

والقاعدة البحرية لجزيرة كريت، وميدان الرماية في ليتوتشورو (منطقة بيريا) ومعسكر غورغولا (بالقرب من القاعدة الجوية في لاريسا).

وبحسب وسائل إعلام محلية،

فقد تم تنفيذ عملية واسعة النطاق عبر ميناء «ألكساندروبوليس» نهاية العام الماضي لنقل معدات عسكرية أمريكية،

من بينها مروحيات ودبابات قتالية، لإرسالها إلى بلغاريا ورومانيا عن طريق السكك الحديد والطرق البرية.

صراع أمريكي صيني في اليونان

بما أن «بيرايوس» أكبر ميناء في شرق البحر الأبيض المتوسط،

وسابع أكبر ميناء في أوروبا تعمل فيه شركة «كوسكو» الحكومية الصينية ضمن إطار قانون العمل اليوناني،

ومركز مهم للربط البري والبحري السريع بين الصين وأوروبا، وللاتصال بين آسيا وأوروبا».

والصين يهمها في المقام الأول نجاح مشروعها هي وباكستان «الممر الاقتصادي الاقتصادي الباكستاني»

المتعارض تمامًا مع «الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا»،

فإن بوادر صراع اقتصادي ستحدث بين واشنطن وبكين،

وذلك لأن الولايات المتحدة تستغل ميناء «ألكسندروبوليس» الرئيسي في شمال اليونان بعد توقع بروتوكولا ثانيا في واشنطن في 14 أكتوبر 2021

لتعديل اتفاقية الدفاع بين الولايات المتحدة واليونان،

ومعلوم أن الولايات المتحد من أشد المعارضين للـ«الممر الاقتصادي الاقتصادي الباكستاني»

وتدعم بقوة الـ«الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا»

إحباط مبادرة الحزام والطريق الصينية:

يُنظر إلى «الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا» على أنه مضاد محتمل لمبادرة الحزام والطريق الصينية في منطقة أوراسيا.

ويمكن أن يعمل على موازنة النفوذ الاقتصادي والسياسي المتنامي للصين، خاصة في المناطق التي تتمتع بعلاقات قوية تاريخياً مع الولايات المتحدة.

«فرابورت» لا تشكل تهديدًا جيوسياسيًا

وفي عام 2010، جاءت أزمة الديون السيادية في اليونان. كما أدت الضغوط لخصخصة كل شيء إلى استحواذ شركة النقل الألمانية «فرابورت» على 14 مطارًا يونانيًا، بما في ذلك مطار سالونيك.

ومع ذلك، على عكس المستثمرين الصينيين أو الأمريكيين، فإن فرابورت هي شركة تابعة للاتحاد الأوروبي، مما يعني أنها لا تشكل تهديدًا جيوسياسيًا.

سمير زعقوق

كاتب صحفي، وباحث في شئون شبه قارة جنوب آسيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى