طريق الحرير

مسئول صيني: ميناء جوادار محور حيوي للممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني

في اجتماع مع مجتمع الأعمال في غرفة التجارة والصناعة في لاهور (LCCI) أمس الاثنين، سلط السيد يو بو، رئيس الشركة الصينية القابضة للموانئ الخارجية (COPHC)، الضوء على التقدم التحويلي الذي حققته جوادار في إطار الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني. قائلًا إن الميناء البحري ظهر كمحور حيوي للممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني.

وشدد على أن الظروف الاقتصادية في باكستان كانت مسئولة في المقام الأول عن التأخير في تطوير الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني.

شهد الاجتماع التقاء كبار المسئولين بما في ذلك رئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت كاشف أنور ونائب الرئيس الأول ظفر محمود شودري،

إلى جانب السيد وانغ، نائب مدير شركة الموانئ الصينية،

وعاطف خان، منظم اللجنة الدائمة لغرفة تجارة وصناعة الكويت المعنية بالسياحة الساحلية في جوادار وأعضاء اللجنة التنفيذية للغرفة.

وأكد رئيس شركة الموانئ الصينية على أهمية جوادار داخل الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني، مشيدًا بها باعتبارها المحور المحوري للمشروع.

تم الانتهاء من المرحلة الأولى من تطوير ميناء ومدينة جوادر، إلى جانب منطقة جوادر الحرة، مما يمثل إنجازًا كبيرًا.

جوادر من قرية متواضعة إلى مدينة حديثة مزدهرة

أوضحت شهادة رئيس مجلس الإدارة «يو بو» أن إدارة شركة الموانئ الصينية التي استمرت عقدًا من الزمن قد حولت جوادر بشكل ملحوظ من قرية متواضعة إلى مدينة حديثة مزدهرة، مليئة بالتكنولوجيا المتطورة.

وسلط رئيس مجلس الإدارة «يو بو» الضوء على استثمارات الصين الكبيرة في نمو جوادار،

والتي تشمل البناء والبنية التحتية للمطارات ومرافق الرعاية الصحية.

وقد أنشأت منطقة جوادر الحرة، التي أصبحت تحت رعاية شركة المنطقة الحرة في عام 2018، مرحلة أولى نابضة بالحياة تمتد على مساحة 25 هكتارًا بجوار الميناء.

 والجدير بالذكر أن هذه المنطقة اجتذبت ست شركات.

تم تصميم المنطقة الحرة الشمالية، التي تمتد على مساحة 900 هكتار، للأغراض الصناعية والتخزينية،

وأكد رئيس مجلس الإدارة «يو بو» على دورها في معالجة المواد الخام للتصدير اللاحق.

وفي معرض تناوله للتفاوت الاقتصادي في بلوشستان،

سلط رئيس مجلس الإدارة يو بو الضوء على إمكانات المنطقة غير المستغلة، المليئة بالموارد الطبيعية

والتي تعاني من التخلف والتجارة التي لا تذكر. ومع ذلك، فإن ميناء جوادار يعمل بكامل طاقته، وهو مجهز لإدارة الواردات والصادرات.

لم تكن زيارة رئيس «يو بو» مجرد إجراء شكلي. كانت دعوة لوفد غرفة تجارة وصناعة لاهور لاستكشاف فرص التعاون والاستثمار في جوادر.

وقد سلطت هذه البادرة الضوء على حرص الصين على تعزيز المشاريع المشتركة وإنشاء الصناعات،

ليس فقط داخل جوادار ولكن أيضا خارج حدودها.

ورد رئيس غرفة تجارة وصناعة لاهور، كاشف أنور، بحماس، وأعلن عن وفد تجاري وشيك إلى جوادر.

وأشاد بالدور البارز الذي تلعبه جوادار داخل الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، مؤكدا قدرته على تحفيز التواصل الإقليمي،

مما لا يفيد الصين وباكستان فحسب، بل أيضا الدول المجاورة مثل إيران وأفغانستان وجمهوريات آسيا الوسطى.

وكان ينظر إلى الممر الاقتصادي الباكستاني باعتباره حجر الزاوية لإعادة تنشيط الصناعة والاقتصاد في باكستان.

على الرغم من الخطوات التي تم اتخاذها منذ إنشاء الممر الاقتصادي ، اعترف أنور أنه لا يزال هناك الكثير الذي يتعين تحقيقه.

بنية تحتية جديدة

شهدت الرحلة التي استمرت ثماني سنوات ظهور بنية تحتية جديدة، من شبكات الطرق الواسعة إلى محطات الطاقة والمناطق الحرة.

ومع الاعتراف بهذه التطورات، ظل أنور يركز على إطلاق الإمكانات الاقتصادية للممر الاقتصادي الصيني الباكستاني بشكل كامل،

متطلعًا إلى شركة الموانئ الصينية والمستثمرين الصينيين للحصول على التوجيه.

ردًا على استفسارات غرفة لاهور للتجارة والصناعة، قام رئيس مجلس الإدارة «يو بو» بتفصيل الوضع التشغيلي لميناء جوادار،

وقدرته على التعامل مع البضائع، وخطط التشغيل الكامل لمطار جوادار الدولي.

وشدد على دور الميناء في تسهيل تجارة المقايضة مع إيران وأفغانستان وروسيا، وسلط الضوء على المزايا الإستراتيجية التي تتمتع بها جوادار على ميناء قاسم.

وكانت الحوافز القوية المقدمة للشركات الصينية في المناطق الحرة، إلى جانب احتمال إقامة شراكات مربحة للجانبين للشركات الباكستانية والصينية، موضوعا متكررا.

الدور المحوري لـ«شركة الموانئ الصينية»

كشف رئيس مجلس الإدارة «يو بو» عن الدور المحوري لـ«شركة الموانئ الصينية» في المرحلة الثانية من الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني، والتي تتماشى مع مبادرة «طريق الحزام الواحد».

وقام بتفصيل السبل المتاحة للمستثمرين الباكستانيين للانخراط بشكل رسمي مع الشركات الصينية لإقامة مشاريع مشتركة.

اختتم اجتماع غرفة تجارة وصناعة عمان بملاحظة واعدة، مما مهد الطريق

لتعزيز التعاون والصداقة الحميمة بين الشركة الصينية القابضة للموانئ الخارجية وكيانات الأعمال الباكستانية.

ومع تردد صدى رؤية الرئيس «يو بو» وإنجازاته عبر أروقة غرفة التجارة والصناعة الباكستانية،

فمن الواضح أن صعود جوادار يستعد لتشكيل تطور الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني والمسار الاقتصادي لباكستان،

مما يضع كلا البلدين في موضع مستقبل مزدهر للطرفين.

سمير زعقوق

كاتب صحفي، وباحث في شئون شبه قارة جنوب آسيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى