السيد التيجاني يكتب: كشمير.. الجنة التي حولها الهندوس إلى جحيم

إقليم كشمير.. هذه البقة من الأرض ذات الأغلبية المسلمة، يتعرض سكانها لأبشع أنواع التعذيب، منها حرق المسلمين أحياء واغتصاب النساء، وغيرها من الانتهاكات الحقوقية التي ترقي لجريمة التطهير العرقي
ما يحدث للمسلمين في العديد من بقاع العالم، مشهد مؤلم تعودنا عليه،
وبات واضحاً لا تُخطئه عين.. انتهاكات وتعذيب واغتصاب للأرض والعرض، والتهجير والتطهير العرقي،
وطبيعي أن هذا السيناريو لا يتحرك عبثاً علي الإطلال.
وربما يتفق مع الرؤية الواضحة المعالم كثيرون، بأن هناك حرب معلنة، وغير معلنة كلية أو ضمنية،
وهجمة شرسة علي الإسلام والمسلمين، بشيطنتهم ومحاولات الإيقاع بينهم، من خلال تحريض الديانات الأخرى، وكما تجري في بلدان أخري، هي الآن واقعاً مريراً في كشمير المحتلة، التي تحولت من جنة إلي نار.
إقليم كشمير.. هذه البقة من الأرض ذات الأغلبية المسلمة، يتعرض سكانها لأبشع أنواع التعذيب،
منها حرق المسلمين أحياء واغتصاب النساء،
وغيرها من الانتهاكات الحقوقية التي ترقي لجريمة التطهير العرقي،
بعدما قامت الهند بإلغاء الحكم الذاتي الذي يتمتع به الإقليم، مطلع الشهر الماضي.
وعلي خطي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العنصري،
الذي استيقظ من نومه ليصدر قرارًا بإعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني،
قرر رئيس الوزراء الهندي «ناريندرا مودي» فرض الأمر الواقع هو الآخر علي الإقليم ليصبح الإسلام في قبضة الهندوس، مغتصب ومهان.
تأتي هذه القرارات أحادية الجانب، رغم أنف القوانين والأعراف الدولية،
هذا إن دل فإنما يدل علي أن المجتمع الدولي، لا يُناصر المستضعفين المفتتين، والمنقلبين علي أنفسهم، والعالم الإسلامي حدث ولا حرج.
كشمير جنة.. تحولت إلي جهنم
يتبع هذا التهديد بالذبح الجماعي وفرض الحصار الخانق علي كشمير من قبل الاحتلال الهندوسي لها،
والذي يتزامن مع عمر الاحتلال الصهيوني لفلسطين، منذ عام 1948.
وما يصلنا من أخبار عما يحدث في هذا الإقليم المغتصب أقل بكثير من الحقيقة،
فقد تحولت كشمير إلي جهنم، فمن عقود وهذه المنطقة من العالم ملتهبة، ك
ما وصفها الرئيس الأسبق بيل كلينتون، بأنها أخطر مكان في العالم.
فالنظام الهندي يكرس جهوده منذ 7 عقود إلي تغيير عقيدة سكان الإقليم والسيطرة عليه، وضمه إلي أراضيه،
وتخلل هذا مذابح للمسلمين هناك يعلمها القاصي والداني.
وللأسف لم نر موقفًا مسجلًا وواضحًا من المنظمات الإسلامية والدولية الحقوقية منها والأممية،
لوقف نزيف الدم الذي يسيل في هذا الإقليم، وسط خنوع وخضوع، الأمة والحكومات الإسلامية، أمام هذه الممارسات ضد الأقليات المسلمة.
تشير أصابع الاتهام مباشرةً نحو ردة الفعل من القوي الإسلامية ومن سار في ركابها،
والتي أدت وزادت من شيطنة الإسلام، وتحويله إلي إرهاب علي خلفية المنظمات العديدة، التي تم صناعتها، لتدمير المسلمين،
كتنظيم القاعدة وداعش وغيرها، التي شاهدناها في العراق وسوريا واليمن وفي كل مكان من هذا العالم.
الإرهاب لصيق بكل مسلم!!
وللأسف أصبح الإرهاب لصيق بكل مسلم حتى لو كان يدافع عن أرضه المغتصبة، هذا ساعد وبشكل مباشر، علي تهميش المسلمين.
والسؤال الذي يطرح نفسه،
لماذا نحن كمسلمين «مفعولٌ به لا فاعلًا»؟!!..
وعلينا أن نقر الواقع أن أكبر نسبة من اللاجئين علي مستوي العالم من المسلمين،
وأكبر عدد من القتلى وضحايا الحروب فهي أيضاً من المسلمين،
يتم استهدافهم في هويتهم ووجودهم وممنوعون من إقامة حضارتهم في دول ذات معني علاوة علي ذلك،
فنحن نعاني من مظلومية تاريخية، منذ قرون عديدة.
الحقيقة هي الحقيقة حتى ولو كان الكل ضدها وواحدٌ معها.. القول لغاندي الذي ذكرت أدبياته السياسية علي الحقيقة..
فهل يدرك مودي الذي لا يؤنبه الضمير من قتل المسلمين،
حكمة غاندي الذي يقول حتى ولو كنا أقلية تبقي الحقيقة حقيقة لا يصبح الخطأ علي وجه حق بسبب تضاعف الانتشار ولا تصبح الحقيقة خطأً لا أحد يراها؟.
فالنصر الناتج علي العنف مساو للهزيمة إذ أنه سريع الانقضاء، ولا يموت حق وراءه مطالب.
وأخيراً ما نراه في كشمير وبورما وفلسطين وغيرها من بلدان المسلمين، سيستمر حال استمرارنا في مواقفنا بهذه الصورة، المخجلة التي لا ترقي للردع، والتي يستغلها أصحاب الأجندات ليفعل بالمسلمين الأفاعيل.
لكي الله يا كشمير.. نتألم لآلامك وقلوبنا تنزف دماً كالذي يسيل علي تُرابك.