أخبار

ساجد بلال: حولنا الحلم إلى حقيقة بإنشاء جمهورية باكستان الإسلامية

يتم الاحتفال باليوم الوطني لباكستان في 23 مارس من كل عام لإحياء ذكرى قرار باكستان الذي اتخذه مسلمو جنوب آسيا في عام 1940 مطالبين بوطن مستقل وفي السنوات السبع التالية ومن خلال كفاحهم البطولي والديمقراطي، تمكن مسلمو المنطقة من إنشاء جمهورية إسلامية ذات سيادة على خريطة العالم في 14 أغسطس 1947.

تاريخياً، تعد باكستان مهد الحضارة والأديان.

إنها وريثة واحدة من أقدم الحضارات ذات المواقع الأثرية التي تعود إلى العصر الحجري الحديث (مهرجاره – 7000 قبل الميلاد)، وحضارة وادي السند (3300 قبل الميلاد) ، وحضارة جاندهارا (500 قبل الميلاد).

تعد باكستان موطنًا لأقدم مدن العالم الحديثة هارابا وموهينجو دارو.

إنها بوتقة تنصهر فيها الأديان مع المواقع المبجلة للأديان البوذية والهندوسية والسيخية المنتشرة في جميع أنحاء البلاد.

باكستان هي أرض القديسين

اليوم، الإسلام هو الدين الرئيسي للبلاد حيث يشكل المسلمون 96٪ من 220 مليون نسمة. باكستان هي أرض القديسين والصوفية الذين بشروا بالصداقة والسلام والمحبة العالمية.

 جغرافيا ، تقع باكستان على مفترق طرق جنوب ووسط وغرب آسيا. تشترك باكستان في الحدود مع الصين والهند وإيران وأفغانستان.

في الجنوب، يبلغ طول ساحلها 1050 كم على بحر العرب، ويوجد ميناء جوادر بالقرب من الخليج الفارسي.

باكستان من «أروع 10 أماكن للسفر»

في مجال السياحة، بما أن باكستان تضم تضاريس متنوعة، تتراوح بين بعض من أعلى السلاسل الجبلية المكسوة بالثلوج في العالم في الشمال والسهول الخضراء الغناء في الوسط والصحاري في الجنوب، صنفت مجلة فوربس باكستان على أنها واحدة من «أروع 10 أماكن للسفر». وبالمثل ، صنفت Condè Nast ، وهي واحدة من أفضل بوابات السفر في العالم ، باكستان كواحدة من أفضل الوجهات السياحية في عام 2020.

وقد قامت باكستان بتحرير سياسة التأشيرات و أدخلت سياسة التأشيرات الإلكترونية التي تسمح للسائحين / الزائرين بالحصول على تأشيرة بينما هم فى منازلهم.

باكستان وحفظ السلام

في السياسة، تشارك باكستان في جهود ضمان السلام والأمن في المنطقة وفي العالم حيث تعد باكستان واحدة من الدول الرائدة المساهمة في بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من أجل السلام والأمن الإقليميين،

وما زالت باكستان تلعب دورًا بناء لإيجاد حل سياسي وسلمي دائم للصراع المستمر منذ عقود في أفغانستان.

وفي الشرق الأوسط ، أكدت باكستان دائما على أهمية ضبط النفس ونزع فتيل التوترات.

ورثت باكستان ومصر حضارتين قديمتين قامت على ضفاف نهري السند والنيل. والعلاقات بين بلدينا تعود إلى ما قبل إنشاء دولة باكستان.

ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية في عام 1948، نمت علاقاتنا بشكل مطرد وتم وضع آلية مؤسسية لتعزيز التعاون في جميع المجالات.

ولدى قيادتنا رؤية مشتركة للتنمية والتقدم والازدهار لشعبينا.

وقد التقى رئيس الوزراء عمران خان بالرئيس عبد الفتاح السيسي في مكة ونيويورك عام 2019، على هامش قمة منظمة التعاون الإسلامي وجلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة.

كما زار وزير الخارجية الباكستاني القاهرة في فبراير 2021 وقدم رسالة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي من رئيس باكستان ، يدعوها فيها لزيارة باكستان في أقرب وقت يناسبه.

يسعد باكستان أن ترى مصر في ظل قيادة الرئيس السيسي تحافظ على استقرارها وأمنها وسط ظروف صعبة بل وتقطع أشواطًا كبيرة في استقرار الاقتصاد وبدء مشاريع البنية التحتية الضخمة. فباكستان يسعدها أن تقف مصر شامخة كدولة تتمتع بالسلام والاستقرار الازدهار.

وفيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والعالمية الرئيسية، لدى بلدينا رؤى متشابهه ويتعاونان في المحافل الدولية بما في ذلك منظمة التعاون الإسلامي.

باكستان.. حق تقرير المصير لشعب فلسطين

هذا وتقدر باكستان بشدة دعم مصر لحق تقرير المصير لشعب فلسطين المقهور وشعب جامو و«كشمير المحتلة» ولا سيما خلال الدورة السابعة والأربعين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي التى عقدت في النيجر في نوفمبر 2020.

وعلى الصعيد الاقتصادي، يسير البلدان في مسار واعد. ومن المتوقع أن يتسارع الاقتصاد الباكستاني ليصل 4.4٪ في عام 2022 ، في حين تم الإشادة بالاقتصاد المصري دوليًا لمرونته في مواجهة صدمات COVID-19.

تشير هذه المؤشرات إلى الإمكانات والفرص الهائلة أمام البلدين اللذان يغلب علي شعبيهما نسبة الشباب والمتعلمين.

ولتوسيع وتقوية التعاون الاقتصادي، عملت حكومة رئيس الوزراء عمران خان بشكل جاد على استغلال القوة الجغرافية والاقتصادية للبلاد. باكستان ومصر عضوان مهمان في مبادرة طريق الحزام (BRI)، فهما محطتان مهمتان على طريق الحرير البحري الذي يمر بمينائي جوادار وقناة السويس.

وهناك إمكانات كبيرة للقطاع الخاص في مصر للاستثمار في المناطق الاقتصادية الخاصة في باكستان التي تم إنشاؤها في إطار المشروع الرائد لمبادرة الحزام والطريق – الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني (CPEC).

ومن السبل الأخرى الممكنة مبادرة «إشراك إفريقيا» الباكستانية، التي تهدف إلى زيادة الروابط التجارية والاقتصادية لباكستان مع الدول الأفريقية.

ومصر، باعتبارها اللاعب الأكبر والأهم، لها الأولوية في سياستنا الخارجية والتجارية التي تركز على إفريقيا.

ويعد التعاون الباكستاني المصري في مجال الدفاع ومكافحة الإرهاب ركيزة مهمة أخرى لعلاقاتنا الثنائية فالقيادة العسكرية للبلدين لديها الإرادة المشتركة لتحسين قوتنا من خلال التعاون الوثيق.

ويعمل الخبراء من الجانبين حاليا على عدد من المشاريع والمقترحات لتوسيع وتقوية التعاون الدفاعي.

باكستان والأزهر

وتقدر باكستان مساهمة جامعة الأزهر في نشر رسالة السلام والتفاهم والوئام بين الأديان.

وتسبق علاقتنا بالأزهر إقامة باكستان عندما قام الأب المؤسس لأمتنا القائد العظيم محمد علي جناح ورئيس وزرائنا الأول لياقت علي خان بزيارة القاهرة لتبادل الآراء مع شيخ الأزهر آنذاك الشيخ مصطفى عبد الرزاق.

وتخرج العديد من الطلاب الباكستانيين من الأزهر، وعملوا كسفراء للسلام والتعاون.

في الختام أود أن أؤكد من جديد على أن علاقتنا مع مصر علاقات تاريخية وقوية. لقد وصلت مؤخرًا إلى القاهرة ولكنى لا أشعر بالغربة هنا بسبب العديد من أوجه الشبه بين البلدين. سواء كانت ثقافة أو تقاليد أو مأكولات. إنني أتطلع إلى العمل عن كثب مع زملائي المصريين لتعزيز علاقات الأخوة في الأشهر والسنوات القادمة.

سمير زعقوق

كاتب صحفي، وباحث في شئون شبه قارة جنوب آسيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى