أهمية الممر الاقتصادي للصين وباكستان
الممر الاقتصادي هو المشروع الاقتصادى الأضخم بين الصين وباكستان، حيث يهدف هذا الممر إلى إنشاء طريق تجاري يربط بين مدينة كاشغر الصينية وميناء غوادر الباكستاني.
يعود فكرة إنشاء الممر الاقتصادي الصيني- الباكستاني، لرئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ أثناء زيارته لباكستان عام 2013م، من أجل تعزيز التجارة والتنمية المشتركة بين البلدين.
وخلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2015م لدولة باكستان أكد على أن الممر الاقتصادي سيكون له الدور الرائد في التمنية ، وذلك من خلال التركيز على أربعة مجالات رئيسية، هي: ميناء غوادر والطاقة والبنية التحتية للنقل والتعاون الصناعي.
وتم الإعلان عن خطة طويلة المدى للممر من (2017-2030)، التي وافقت عليها حكومتا الصين وباكستان، وتتوافق الخطة مع “رؤية باكستان 2025″، وتحدد المجالات الرئيسية للتعاون الثنائي، بما في ذلك الاتصالات والطاقة والتجارة والحدائق الصناعية والزراعة وتخفيف حدة الفقر وتحسين معيشة الشعب والأعمال المصرفية.
وتم التشار بين الحكومة الصينية والباكستانية على الحوار المشترك لتسهيل التنسيق الثنائي فيما يتعلق بهذا المشروع الضخم، ومنها الحوار الإستراتيجي بين وزيري خارجية البلدين، وآلية التشاور المشترك للأحزاب السياسية، ولجنة التعاون المشترك في إطار الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني.
وقد عقد فى العاصمة الصينية “بكين” خلال عام 2019م الاجتماع الأول لآلية التشاور المشترك للأحزاب السياسية في إطار الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، ويعد هذا التعامل لتعميق علاقات الأحزاب السياسية بين الصين وباكستان، ومع بداية إطلاق هذا الممر، تم الاتفاق بين الحكومتين على ما يقرب من 22 مشروعا قيد الإنشاء.
مصادر تمويل الممر الأقتصادي
أثار تمويل المشروع العديد من التسألات في جميع أنحاء العالم، حيث أعلنت الصين أنها ستعمل على استثمر مباشرة أكثر من 80% من مشروعات الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني الحالية، وفي أقل من 20% من مشروعات استخدم الجانب الباكستاني قروضا من الجانب الصيني.
لم تؤد مشروعات الممر الاقتصادي الصيني- الباكستاني إلى زيادة عبء الجانب الباكستاني، بل على العكس، تقدم المساعدة لضخ حيوية في الاقتصاد الباكستاني المحلي.
وتم الاعلان فى نهاية عام 2018، تشغيل سبعة مشروعات للطاقة بقدرة توليد كهرباء إجمالية19.5 مليار كيلووات/ ساعة سنويا، وباستثمارات بلغت 5.1 مليارات دولار أمريكي، ومن المتوقع أن تلبي الطلب على الكهرباء لحوالي8.6 ملايين أسرة باكستانية.
كما أن هناك هناك خمسة مشروعات أخرى لتوليد الطاقة تحت الإنشاء باستثمارات إجمالية 8.2 مليارات دولار أمريكي، أما في مجال النقل، فقد بدأ إطلاق ثلاثة مشروعات باستثمار إجمالي 5.8 مليارات دولار أمريكي.
حتى نهاية عام 2018، استثمرت شركة الصين القابضة المحدودة للموانئ التجارية أكثر من خمسين مليون دولار أمريكي في مشروع إصلاح ميناء غوادر، وكذلك إصلاح الطرق الوعرة، وتجديد المستودعات المتداعية، وإعادة تشغيل مصانع تحلية مياه البحر التي هُجرت تقريبا.
وقال رئيس وزراء باكستان عمران خان في عام 2019، إلى أن مشروعات الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني المكتملة كانت في صالح باكستان، وستتيح للشعب الباكستاني فرصا كبيرة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وأعرب عمران خان عن أمله بالإسراع في بناء الممر الاقتصادي الصيني- الباكستاني، وأصدر تعليمات بإنشاء لجنة استشارية لأعمال الممر الاقتصادي الصيني- الباكستاني لتزويد الحكومة بتوصيات سياسية لتشجيع بناء المجمع الصناعي في الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني.