أخبار

صراع الهند مع الصين وباكستان.. الأسباب والنتائج

تقرير: إسلام عاطف

تتصارع الصين والهند الدولتان النوويتان وأكبر دولتين من حيث عدد السكان والجيش في العالم  منذ قديم الأزل، وذلك لفرض سيطرتهم في القارة، حيث يشتد الصراع بينهم على الحدود.

ولكنها حدود الأمر الواقع لا حدود الاتفاق الرسمي بين البلدين، تُسمى تلك المنطقة «منطقة السيطرة الفعلية» في وادي جالوان الواقع في ولاية لداخ الهندية على هضبة التبت.

ولكن يزداد الصراع في منطقة إقليم جامو وكشمير المتنازع عليها بين الهند وباكستان، لتصبح بذلك تلك المنطقة مكانًا لصراع نفوذ ثلاث قوى الهند وباكستان والصين.

ولذلك نجد العلاقة الهندية بالصين وباكستان غير مستقرة وتحدث بينهم مناوشات على المستوى السياسي والعسكري من حين لآخر.

العلاقات الصينية الباكستانية

تجمع الصين وباكستان مصالح مشتركة عديدة على الصعيد السياسي والاقتصادي، وتعمل الصين على إحياء «طريق الحرير» أو «الممر الاقتصادي»

عن طريق باكستان وربط إقليم سنغان بميناء غوادار الباكستاني الذي بنته الصين.

وتقدر تكلفة البنية التحتية للممر الاقتصادي بـ60 مليار دولار،ويمر عبر الجزاء الخاص بدولة باكستان في إقليم كشمير ويتصل بشبكة من الطرق الصينية البرية والبحرية والسكك الحديدية وخطوط الأنابيب،وذلك تصل الصين إلى المحيط الهندي وسيصبح نقل البضائع الصينية إلى العالم والشرق الأوسط بأقل تكلفة تحت حمايتها بعد أن تتواجد قواتها لحماية الطرق بشكل شرعي، وهذا يضر الاقتصاد الهندي ويحدث توترًا في المنطقة مجدداً، كما أن الممر سيسمح للصين بالتحرك سريعاً لنجدة إسلام آباد في حال اندلاع حرب بينها وبين نيودلهي.

وعلى الجاني السياسي ساندت الصين باكستان في قضية كشمير المتنازع عليها بين الهند وباكستان بعد أن أيّدت طلب باكستان من مجلس الأمن الدولي، ببحث قرار الهند بإلغاء الوضع الخاص للإقليم.

لماذا تساند الصين باكستان في كشمير؟

تتنازع الصين والهند على هضبة أكساي تشين التي تقع في شمال شرق منطقة لاداخ في ولاية أروناتشال براديش الهندية، المعروفة باسم «جنوب التبت».

وتكمن أهمية موقع «أكساي تشين» للصين في كونه صحراء شاسعة تشكل جزءًا من أقصى غرب منطقة شينجيانج ذات الغالبية المسلمة المضطربة في الصين،كما تسعى الصين لفرض سيطرتها على هذه المنطقة لأسباب تتعلق بتأمين الطريق الرابط بين شينجيانج والتبت.

وتوجهت الصين بأكثر من مرة إلى الهند للتخلي عن مطالبتها بـ«أكساي تشين»، في مقابل موافقة بكين على التنازل عن منطقة أخرى متنازع عليها على طول خط ماكماهون المعروف لدى الهند باسم «أروناتشال براديش»، والهند ترفض.

العلاقة الصينية الهندية

تشهد العلاقة بين الدولتين العملاقتين توترًا دائما على الشكل الدبلوماسي والعسكري، بعد أن أعلنت الصين مساندة ودعم باكستان في مجلس الأمن الدولي،

ببحث قرار الهند بإلغاء الوضع الخاص للإقليم كشمير.

وتدرك كلتا الدولتين الهند والصين أن كل منهما منافس للآخر في المنطقة، فكلاهما مندفعان لتأمين مصادر الطاقة، وكلاهما لديه مصالح متضاربة في آسيا الوسطى والمحيط الهندي.

ولهذا تقف الصين بجانب باكستان حتى تكون الداعم الأساسي لها ضد الهند مقابل الدعم الذي تحصل عليه إسلام آباد من بكين خاصة في مجال التكنولوجيا النووية.

وهذا التحالف الصيني الباكستاني يهدد الأمن القومي الهندي بعد الإعلان عن نقل الغواصات التي شرعت الصين في بنائها إلى مياه المحيط الهندي.

العلاقات العسكرية

على الرغم من وقوف الصين بجانب باكستان ومساعدتها في تطور منظومة التسليح إلا أنه ليس من صالحها أن تنشب بين الهند وباكستان إي حروب لأن الاقتصاد سيتضرر كثيراً مع الهند لأنها تتمتع بسوق ضخمة ومستهلكين بمئات الملايين.

الولايات المتحدة والصين

وعلى الصعيد الآخر تدخل الولايات المتحدة في الصراع الهندي الصيني، محاولة وقف هيمنة الصين وتحالفها مع بعض الدول عن طريق استخدام الهند لعرقلة بكين،لذلك نجد العلاقة بين الهند وأمريكا على الصعيد السياسي والعسكري يسير بشكل جيد.

ولذلك فالعلاقات الصينية الباكستانية أيضا قوية على الجانب الدبلوماسي والعسكري من أجل أن إشغال الهند ومواصلة تحالفها مع دول العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى