محمد منهاج الإسلام يكتب: خلفية احتفال الكشميريين بيوم 27 من أكتوبر كيوم أسود
بدأ سهما من معاناة شعب كشمير المحتلة مع هبوط القوات الهندية في سريناجار في 27 أكتوبر عام 1947.
احتلت الهند أراضي جامو وكشمير ضد تطلعات الشعب وفي إجمالي تجاهل قانون الاستقلال الهندي وخطة التقسيم.
يعتبر الكشميريين يوم 27 من أكتوبر هو أحلك أيام التاريخ بالنسبة لتاريخ جامو وكشمير ويطلق عليه اليوم الأسود.
ووفقا لخطة التقسيم المؤرخة 3 يونيو 1947 والتي اعتمدها البرلمان البريطاني في 18 يوليو وفي نفس العام أعلنت الحكومة البريطانية تقسيم مستعمراتها الهندية إلى دولتين ذات سيادة -الهند
(التي تضم مناطق ذات أغلبية هندوسية) وباكستان (التي تتألف من مناطق ذات أغلبية مسلمة في المقاطعات الغربية وشرق البنغال).
وفي وقت تقسيم شبه القارة الهندية وعلى الرغم من أن أكثر من 550 دولة أميرية أصبحت مستقلة، إلا أنها منحت حق اختيار الانضمام إلى أي من البلدين الجديدين المشكّلين.
87 في المائة من السكان مسلمين
إن جامو وكشمير، التي يسكنها 87 في المائة من السكان المسلمين، لديها ميل طبيعي إلى الانضمام إلى باكستان.
وقد أعرب ممثلو الشعب الكشميري بالفعل عن تطلعهم إلى أن يكون جزءا من الدولة الإسلامية المنشأة حديثا في اجتماع لمؤتمر إسلامي لجامو وكشمير عقد في سريناغار في 19 يوليو 1947 عندما اتخذوا قرارا يعلن انضمام جامو وكشمير إلى باكستان.
وللأسف فإن الهند كالعاده تنتهك جميع القواعد والمعايير المحددة للتقسيم، وقامت بغزو حيدر أباد وجوناغار وكشمير واحتلالها بصورة غير قانونية.
وقد دمر حاكم جامو وكشمير المستبد مهراجا هاري سينغ، بالتواطأ مع قادة المؤتمر الوطني الهندي والحكام البريطانيين، مستقبل شعب الإقليم بإعلان انضمامه إلى الهند بموجب ما يسمى “صك الانضمام” وألقي بذلك بذور النزاع في كشمير.
ادعاءات الهند مطعون فيها
وطعن المؤرخ بريطاني بارز، أليستير لامب، في ادعاءات الهند بأنها وقعت «صك الانضمام» الذي صيغ في دلهي وقُدِّم إلى المهراجا هاري سينغ في 26 أكتوبر.
وفي كتابه «ولادة المأساة» كتب أليستر لامب مستشهدا بأحداث متعاقبة بعد التقسيم، أن القوات الهندية كانت قد غزت كشمير قبل التوقيع على «صك الانضمام».
ويدعي أنه كان من ضمن الأسباب؛ هو أن الحكومة الهندية لم تقدم الوثيقة العامة في أي منتدى دولي وأشار كلا من الباحث الكشميري عبد المجيد زرغار وبشارت حسين قازلباش، إلى أن «صك الانضمام» وهمية ولا يوجد مثل هذه الوثيقة حقيقية من أي وقت مضى وحتى الآن أنشأت قسم المحفوظات الهندية أن الوثيقة قد فقدت. وقد وضع هذا علامات الاستعراض على وجود الوثيقة.
ومما يؤسف له أن ما يسمى بلجنة الحدود التي يرأسها المحامي البريطاني سيريل رادكليف كانت مشتركة أيضا في خطة إجرامية أدت إلى نشوء نزاع كشمير. وليس للهند طريق بري لدخول جامو وكشمير غير أن اللجنة،
التي كُلِّفت بمهمة ترسيم خط التقسيم، قامت بمؤامرة تمثلت في تقسيم منطقة غورداسبور ذات الأغلبية المسلمة وسلمتها إلى الهند، مما أتاح لها منفذا أرضيا إلى الإقليم.
مقاومة شديدة ضد الاحتلال الهندي
وأبدى شعب كشمير مقاومة شديدة ضد الاحتلال الهندي وشرع في كفاح واسع ضده.
فقد دفعت مرونتهم الهند إلى موقف دفاعي واستشعروا هزيمة مهينة لقواتها،
فاتصلوا بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في الأول من يناير 1948 طلباً لمساعدته في تسوية النزاع.
واتخذ مجلس الأمن قرارات متتالية (قبلتها كل من الهند وباكستان) تبطل الغزو الهندي وتدعو إلى تسوية النزاع في كشمير بمنح الشعب الكشميري الحق في تقرير المصير من خلال استفتاء نزيه يجري في جامو وكشمير تحت إشراف الأمم المتحدة.
غير أن الحكام الهنود تراجعوا فيما بعد عن التزاماتهم ووصفوا جامو وكشمير بأنها جزء لا يتجزأ من الهند.
لقد فشلت الهند فشلا ذريعا في قمع حركة الحرية في كشمير على الرغم من مقتل مئات الآلاف من الكشميريين خلال العقود السبعة الماضية.
والحكومة الهندية الحالية بقيادة نارندرا مودي عازمة بشدة على الدمج التام بين جامو وكشمير في الهند
وتغيير الأغلبية المسلمة من كشمير المحتلة إلى أقلية.
إلغاء المادتين 370 و35-أ
وهي تستخدم سلطتها القضائية لإلغاء المادة 370 والمادة 35-ألف من الدستور الهندي
لتمهيد الطريق لمنح حقوق المواطنة في جامو وكشمير للمواطنين الهنود
والقصد من المخططات الهندية لتغيير ديمغرافية جامو وكشمير هو التأثير لصالحها على نتائج الاستفتاء كلما أجري في الإقليم.
وعلى هذا النحو، فإن هذه الخطوة تتعارض مع الغرض ذاته من قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة
كما تستخدم الهند وكالات التحقيق التابعة لها مثل وكالة التحقيقات الوطنية ومديرية الإنفاذ لتوريط قادة الحرية
ونشطائها ومؤيديها في قضايا باطلة لإجبار الكشميريين على التخلي عن قضيتهم العادلة ومن المؤسف أن المجتمع الدولي،
وخاصة الأمم المتحدة، يغض الطرف عن أعمال الهند في كشمير التي أسفرت عن استمرار معاناة الشعب الكشميري.
تطلعات الكشميريين
وقد مثلت القيادة الباكستانية دائما تطلعات الكشميريين ولم تخن أبدا الثقة التي وضعها فيها الشعب الكشميري.
وقد دعا رئيس الوزراء، عمران خان، وقائد الجيش، قمر جاويد باجوا، مرارا وتكرارا إلى تسوية سلمية للنزاع في كشمير
من أجل ضمان سلام دائم في جنوب آسيا.
وتبقى الحقيقة أنه على الرغم من مواجهة باكستان أسوأ عدوان عسكري هندي نتيجة دعمها للكشميريين خلال العقود العديدة الماضية،
فإنها لم تتخل قط عن دعمها لقضية كشمير وتواصل الدعوة إلى حل النزاع الكشميري وفقا لتطلعات الكشميريين.
خلفية الاحتفال بيوم السابع والعشرين
هذه هي خلفية احتفال الكشميريين في جميع أنحاء العالم بيوم السابع والعشرين من أكتوبر كيوم أسود.
والهدف من الاحتفال بهذا اليوم هو تذكير العالم بالتزاماته تجاه تسوية النزاع في كشمير
وفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ورغبات شعب جامو وكشمير.
وفي الوقت نفسه، القصد توجيه رسالة مدوية وواضحة إلى نيودلهي مفادها أن الكشميريين يرفضون احتلالها لوطنهم
وأنهم مصممون على المضي بكفاحهم لضمان حقهم غير القابل للتصرف في تقرير المصير إلى خاتمته المنطقية، مهما حدث.
مخططات الهند الشنيعة
وبالنظر إلى مخططات الهند الشنيعة لتغيير وضع جامو وكشمير المتنازع عليه والتكوين الديمغرافي للإقليم،
فإن الاحتفال بيوم 27 أكتوبر بوصفه يوما أسودا يصبح أكثر أهمية بالنسبة للكشميريين
لكي يوضحوا للهند وللمجتمع العالمي أنهم لن يقبلوا أبدا مخططات الهيمنة الهندية
ولن يهدأ لهم بال حتى يحققوا هدفهم الغالي المتمثل في التحرر من الاحتلال الهندي.