ثقافة

المحدث الباكستاني مولانا عبد الحليم الجشتي.. إلى لقاء ربه

ظهر يوم الاثنين ٢٥ صفر ١٤٤٢هـ الموافق 12 أكتوبر 2020م (بتوقيت باكستان)، توفي بكراتشي العالم المحدث الخبير المعمّر الشيخ محمد عبد الحليم الجشتي ابن المنشي محمد عبد الرحيم بن محمد بخش بن بَلاَقي بن ﭼَرَاغ محمد بن هِمَّتْ الجيپوري الهندي ثم الكراتشوي الباكستاني.

ولد الجشتي بمدينة (جيپور) في ذي القعدة سنة ١٣٤٧هـ، ودرس دراسته الابتدائية بها في مدرسة (تعليم الإسلام)، ثم التحق بأزهر الهند دار العلوم ديوبند في ١٦ شوال سنة ١٣٦٣هـ، وتخرّج منها بدورة الحديث في شعبان سنة ١٣٦٩هـ، ودرس على كبار شيوخها.

أخذ عن الشيخ حسين أحمد المدني: البخاري والترمذي ج١ وعن الشيخ إعزاز علي الأمروهي: أبو داود والترمذي ج٢ والشمائل والهداية الجزأين الأخيرين، وعن الشيخ محمد إبراهيم البلياوي: مسلم، وعن الشيخ جليل أحمد الكرانوي: موطأ محمد، وعن الشيخ فخر الحسن المراد آبادي: موطأ مالك والنسائي وشرح معاني الآثار، وعن الشيخ ظهور الحسن الديوبندي: ابن ماجه وعن الشيخ محمد طيب القاسمي: الربع الأول من المشكاة، وكلهم أجازوه.

وأجازه كذلك من شيوخه بدار العلوم ديوبند، الشيوخ: مهدي حسن الشاهجهانفوري، وعبد الأحد الديوبندي، ومحمد مبارك علي، ومحمد عتيق الرحمن الديوبندي، وغيرهم.

واستجاز أيضًا أخاه الشيخ محمد عبد الرشيد النعماني وقرأ عليه نزهة النظر، والشيخ عبد الفتاح أبو غدة، ومحمد صالح بن جِيئُو سُهتّو، ومحمد قدير بخش البدايوني، ومحمود بن عبد الله الأحمداني.

وسمع الحصن الحصين بتمامه على الشيخ فضل الله الجيلاني من النسخة الهندية، ولم يجزه عامة.

سافر بعد تخرّجه – وبعد انقسام الهند – لباكستان وحصل على الماجستير في العلوم الإسلامية من جامعة كراتشي سنة ١٩٦٧م/١٣٨٧هـ، ثم بعدها بثلاث سنوات حصل على ماجستير آخر في علم المكتبات، ثم الدكتوراه سنة ١٩٨٠م\١٤٠٠هـ عن تاريخ المكتبات في العصر العباسي.

وقد اتجه الشيخ رحمه الله لعلم الحديث وأولاه جل اهتمامه، وأشرف على مئات الطلبة في رسائلهم وبحوثهم وترأس قسم التخصص في الحديث بجامعة العلوم الإسلامية بنوري تاون بكراتشي سنين عددًا حتى توفاه الله.

وله أكثر من ١٩ مصنفًا، منها بالعربية: البضاعة المزجاة لمن يطالع المرقاة في شرح المشكاة، ولمحات من التربية الفقهية في خير القرون، والإمام البخاري أمير المؤمنين في الحديث بين الإفراط والتفريط، والإمام أبو يوسف ومكانته في الحديث، والإمام محمد ومكانته في الحديث، والتعليق على تذكرة الحفاظ للسمعاني في عدة مجلدات، ومؤلفات أخرى وتعليقات باللغة الأردية.

رحمه الله وغفر له ورفع درجته في عليين، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

سمير زعقوق

كاتب صحفي، وباحث في شئون شبه قارة جنوب آسيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى