كشمير

الصحفيون الكشميريون: الهند «تقتل وسائل الإعلام» في «كشمير المحتلة»

تقوم الحكومة الهندوسية في «كشمير المحتلة» بانتهاج سياسة إعلامية جديدة تستهدف القضاء تماماً على الصحافة من المنطقة، في خطوة يرى المحللون والصحفيون أنفسهم أنها محاولة للحكومة الهندية للسيطرة على الرأي العام في المنطقة المضطربة.

وقال انورادها ياسين جاموال المحرر التنفيذي لصحيفة «كشمير تايمز» الإنجليزية، التي تتخذ من جامو مقرا لها، إنها محاولة ليس فقط تكميم وسائل الإعلام وإسكاتها ولكن أيضا لـ«قتل وسائل الإعلام».

ووصفت اللائحة الجديدة بأنها «محاولة لتجريم الصحفيين من خلال التدقيق في المحتوى في وسائل الإعلام وتقرير ما هي الأخبار المزيفة والمعادية للولايات».

بموجب سياسة الإعلام 2020، يتمتع مسئولو مديرية علاقات الإعلام والنشر بسلطة «فحص» المحتوى الإعلامي وتقييم ما إذا كان «مزيفاً» أو «غير أخلاقي» أو «معادياً للولايات».

وتقول الورقة الخاصة بوسائل الإعلام التي تضم 53 صفحة، والتي أصدرتها حكومة «كشمير المحتلة» في الأسبوع الأخير من يونيو الماضي «إن أي فرد أو مجموعة ينغمس في الأخبار المزيفة أو الأنشطة غير الأخلاقية أو المناهضة للوطن أو في انتحال «فبركة» أخبار سيتم منعه من النشر بموجب القانون».

كما يحظر الإعلان الحكومي في وسائل الإعلام التي يتبين أنها تحرض على العنف أو تميل إلى التحريض على العنف، أو التشكيك في السيادة وسلامة الهند، أو تنتهك المعايير المقبولة للآداب والسلوك العامين.

وقال جموال في تصريح لصحيفة «آر عربية نيوز» إن الهدف المزعوم من هذه السياسة هو القضاء على أي بيت إعلامي يرفض اتّهاب الخط الحكومي.

وتكافح صحيفتها منذ ان توقفت الحكومة عن إعطاء إعلانات لصحيفة «كشمير تايمز» بعد أن رفعت قضية أمام المحكمة العليا. وطعنت القضية في الحظر الذي فرضته نيودلهي على خدمات الإنترنت في المنطقة، والقيود المفروضة على وسائل الإعلام بعد إلغاء الوضع الخاص كشمير في أغسطس من العام الماضي.

وفى 5 أغسطس 2019، ألغت الهند المادة 370 من دستورها التى منحت حكما ذاتيا محدودا للدولة. كما قام بتقسيم الولاية إلى وحدتين تديرهما الحكومة الاتحادية – إقليم لاداخ الاتحادي وإقليم جامو وكشمير الاتحادي. وأعقب هذه الخطوة إغلاق تام وانقطاع الاتصالات في المنطقة. وأوقفت العديد من الصحف عملياتها على الإنترنت، واضطرت بعض الصحف إلى الإغلاق.

وتأتي السياسة الإعلامية الجديدة في وقت أصبحت فيه التقارير في كشمير صعبة بشكل متزايد، حيث تم حجز عدد من الصحفيين بموجب قوانين مكافحة الإرهاب في الأشهر الأخيرة.

وقالت رئيسة نادي الصحافة في كشمير شجاع الحق لصحيفة «عرب نيوز» هناك قلق عميق بين الصحافيين. إذا تم إنشاء نظام التدقيق هذا، يشعر الصحفيون بأنهم لن يتمكنوا من العمل. ولن تظل البيئة مواتية لتحرير الريبورتاج.

وقالت حق إن وسائل الإعلام تعمل بالتأكيد تحت الكثير من الضغوط فى الوادى. كان هناك حظر على الاتصالات وقضايا تتعلق بحصار المعلومات. وترى أن هذه الخطوات لن تؤدي إلا إلى زيادة القيود، مما يجعل مهمة الصحفي صعبة بشكل متزايد.

وقال الصحفي والمحلل السياسي الطاف حسين لصحيفة «عرب نيوز» إن الحكومة الهندية حاولت السيطرة على وسائل الاعلام في التسعينات عندما كان النزاع المسلح في الوادي في ذروته.

سمير زعقوق

كاتب صحفي، وباحث في شئون شبه قارة جنوب آسيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى