كشمير

الهند تفقأ عيون أطفال كشمير بالكريات الحارقة!!

كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد قررت في 19 أغسطس 1982، في جلستها الاستثنائية الطارئة بشأن قضية فلسطين بسبب ترويع عدد كبير من الأطفال الفلسطينيين واللبنانيين الأبرياء من ضحايا أعمال العدوان الإسرائيلية”، الاحتفاء في 4 يونيه من كل عام بصفته اليوم الدولي للأطفال الأبرياء ضحايا العدوان.

الغرض من اليوم هو الاعتراف بالألم الذي يعاني منه الأطفال في جميع أنحاء العالم الذين هم ضحايا الاعتداء الجسدي والعقلي والعاطفي. يؤكد هذا اليوم التزام الأمم المتحدة بحماية حقوق الأطفال.

ويسترشد عملها باتفاقية حقوق الطفل، وهي المعاهدة الدولية لحقوق الإنسان التي تمت المصادقة عليها بأكبر سرعة  وعلى أوسع نطاق في تاريخ الأمم المتحدة.

وفى أحدث تقرير للأمم المتحدة أدان التقرير بشكل خاص أعمال العنف التي يتعرض لها الأطفال في كشمير خاصة ضحايا الرصاص المطاطي الذي يصيب عيون الأطفال فيفقدهم البصر.

وعدد التقرير حالات عديدة من الأطفال الكشميريين الذين فقدوا نعمة البصر بسبب ممارسات القوات الهندية.

محنة طفل كشميري

تجددت محنة طفل يبلغ من العمر 19 شهرًا أصيب بجروح خطيرة في عينه بعد إصابته بمسدس خرطوش أطلقته قوات الأمن في كشمير المحتلة.

عندما عادت هيبة جان من المستشفى إلى منزلها في منطقة شوبيان في جنوب كشمير المحتلة يوم الثلاثاء الماضي، تجمع جيران فضوليون، وكثير منهم من الأطفال الصغار، لرؤية “أصغر ضحية” لإصابات في العين الناجمة عن الخرطوش.

الأطباء يقولون أن هيبا ربما تفقد معظم الرؤية بعينها اليمنى

بكت هيبة، في محاولة لفرك عينها اليمنى المصابة بيديها الصغيرة. والدتها، مارسالا جان، دفعت يديها بعيدا.

وبعد دقائق، قالت والدتها للغرفة المليئة بالزوار إن ابنتها من المقرر إجراء المزيد من العمليات الجراحية في العين. وقوبل إعلانها بتنهدات مليئة بالحزن وصلوات من أجل التعافي.

وقال سليم تاك، رئيس قسم طب العيون في المستشفى الذي عالج هيبة، لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): “لا يمكننا تقييم عينها التالفة إلا بعد إجراء عملية جراحية ثانية. لكنها قد تفقد معظم الرؤية في تلك العين.

وجددت صور الإصابات التي لحقت بالفتاة البالغة من العمر 19 شهرا غضب الرأي العام في المنطقة ذات الغالبية المسلمة التي شهدت مقاومة للمحتل الهندي منذ نهاية.

وقد أدى الاستخدام الواسع النطاق لبنادق الكريات الحارقة ضد المتظاهرين في السنوات الأخيرة إلى إصابة ما يقدر بـ 3000 شخص في المنطقة بجروح في العين – يطلق عليها السكان المحليون اسم “وباء العين الميتة”.

وعلى الرغم من الغضب الشعبي، كثفت قوات الأمن الهندية من استخدامها لأسلحة الكريات.

اشتباكات هندوسية مع الأهالي

وفى يوم الأحد الماضي كانت هيبة تلعب في منزلها مع شقيقها الأكبر عندما اشتبك السكان المحليون من قريتها مع القوات الهندية التي تلاحق ستة من رجال المقاومة محاصرين في قرية كابران المجاورة . قتلتهم القوات الهندية في وقت لاحق.

ومع تضخم عدد المتظاهرين، ترددت أصداء المنطقة بشعارات مناهضة للهند وأطلقت قوات الأمن قذائف الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشد.

وانتقلت الاشتباكات إلى مسافة بضع مئات من الأمتار من مدخل منزل هيبة جان.

وقالت والدة هيبة جان، كنت أعد الإفطار عندما بدأت السعال بشراسة. وكان الدخان الرمادي من قذائف الغاز المسيل للدموع قد دخل المنزل. كل دقيقة عابرة جعلت الهواء أكثر لا تنفس، وكانت وحدها في المنزل مع طفليها. بدأت هيبة تتقيأ وكان ابنها البالغ من العمر خمس سنوات يكافح من أجل التنفس أن يتنفس، وكأنه يكرر صرخة المواطن الأمريكي الأسود جورج فلويد الذي قتلته شرطة مدينة منيابولس، «لا أستطيع التنفس».

ومع تدهور حالة أطفالها، أخذت السيدة جان، هيبة بين ذراعيها، وأمسكت بيد ابنها شهدات، وركضت إلى الخارج، لتجد نفسها محاصرة في وسط الفوضى.

تقول السيدة جان لهيئة الإذاعة البريطانية، رأيت قوات تطلق النار باتجاهنا، فسحبت ابني خلفي وغطيت وجه هيبا بيدي”.

ثلاث كريات أطلقها جندي في اتجاهها أصابت يد السيدة جان لكن واحدة لا تزال دخلت العين اليمنى لهبة. صرخت هيبة، والدم ينزف من عينيها. ثم أغمي على السيدة جان.. ولم تستعد وعيها إلا أثناء نقلها في سيارة إسعاف من قريتها إلى مستشفى في سريناغار، عاصمة كشمير المحتلة.

سمير زعقوق

كاتب صحفي، وباحث في شئون شبه قارة جنوب آسيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى