“ضرب وتهديدات بالحرق”.. اعتداءات على مسلمي الهند بسبب كورونا
تعرض الهندي محبوب علي (22 عاما) لاعتداء دموي في الخامس من أبريل، بطريق عودته إلى منزله من مؤتمر إسلامي عقد في الهند الوسطى، وتمكن من الفرار بعد تهديد المعتدين له بسكب الوقود عليه وحرقه، عقب اتهامه بمحاولة نشر فيروس كورونا المستجد عمدا.
ولاقى مقطع الفيديو الذي يوثق الاعتداء على علي وتوسله إلى المعتدين بتركه انتشارا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب فيديوهات أخرى تبين حجم الأزمة التي بات المسلمون في الهند يعيشون تحت ضغوطها، لاتهامهم بنشر فيروس كورونا.
وتمتنع الحرة عن نشر فيديو الاعتداء على الشاب لدمويته.
وتعتبر الجالية المسلمة من أكبر الأقليات في الهند بتعدادها البالغ 300 مليون نسمة، بينما يعرف السواد الأعظم من الهنود على أنفسهم بأنهم هندوس.
وتواجه الأقلية المسلمة في الهند اضطهادا وعنفا منذ وقت سابق لأزمة كورونا، لا سيما في ظل الحكومة القومية الهندوسية التي يقودها ناريندرا مودي.
وكانت أزمة تفشي فيروس كورونا كفيلة بتفاقم الأزمة التي تواجه المسلمين في الهند. خصوصا بالانتقادات التي وجهت لجماعة التبليغ الدعوية، والتي ينتمي لها علي، واتهامها بالتسبب بانتشار فيروس كورونا في الهند.
وكانت جماعة التبليغ قد عقدت مؤتمرا في مدينة نيودلهي، في وسط أزمة تفشي الفيروس حول العالم، ما جعل المؤتمر بؤرة لتناقل الفيروس وتفشيه في البلاد.
وخالفت الجماعة بعقدها للمؤتمر إرشادات السلامة العامة وقواعد التباعد الآمن المتبعة عالميا.
وتعتقد السلطات بأن بعض الحضور التقطوا عدوى الفيروس خلال حضورهم المؤتمر، ثم عادوا أدراجهم لينشروا الفيروس حول الهند.
وامتدت موجة الغضب التي تسبب بها المؤتمر لتشمل المسلمين الذين لم يحضروه حتى.
ويتعرض المسلمون في الهند اليوم لتمييز متزايد ضدهم، ولمضايقات واعتداءات عدة.
وبحسب ضحايا التمييز، فإن العنف تصاعد بترويج الإعلام اليميني في الهند ومواقع التواصل الاجتماعي لمعلومات مغلوطة مدعمة بتصريحات لقادة الأحزاب المسيطرة على المشهد.
وبينما لا يتم الفحص على نطاق واسع، تقول وزارة الصحة إن 30 بالمئة من حالات الإصابة بكورونا المسجلة تعود لأشخاص حضروا المؤتمر الإسلامي.
ويخضع عشرات الآلاف لمن خالطوا أشخاصا حضروا المؤتمر للحجر الصحي حاليا.
وفي 16 أبريل، وجهت السلطات الهندية تهما بالقتل العمد لأحد قادة “تبليغي”، واسمه محمد سعد قندلفي.
وسيواجه قندلفي حكما بالسجن يصل حتى 10 أعوام، في حالة ثبوت التهم الموجهة ضده.
وناشد مشرف علي خان، وهو متحدث باسم الجماعة، أتباعها للتعاون مع السلطات.
وجاءت مناشدة خان عقب تقارير تناولت سلوكيات مشينة أبداها أتباع للجماعة في إحدى مرافق الحجر الصحي في دلهي.
وتشير التقارير إلى أن البعض منهم بصق على الأطباء، وتلفظوا بتعليقات غير مناسبة، بل وخلع البعض منهم ملابسه أمام الممرضات.
وتبين لاحقا أن بعض التقارير كانت كاذبة، لكن الغضب لا يزال مشتعلا حول الهند.
وعبرت منظمة التعاون الإسلامي الأحد عن “قلق عميق” حول ما وصفته “إسلاموفوبيا في الأوساط السياسية والإعلامية” في الهند.
COVID-19 does not see race, religion, colour, caste, creed, language or borders before striking.
Our response and conduct thereafter should attach primacy to unity and brotherhood.
We are in this together: PM @narendramodi
— PMO India (@PMOIndia) April 19, 2020
وغرد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عبر حسابه على تويتر في اليوم ذاته، مناديا بما وصفه “وحدة وأخوة”، ما بين أبناء الشعب الهندي.
وقال مودي في تغريدته: “كوفيد-19″ لا يرى عرقا، دينا، لونا، طبقة، عقيدة، لغة أو حدودا، قبيل أن يضرب”.
وأردف “استجابتنا وسلوكنا بعد ذلك يجب أن تتصدره الوحدة والأخوة.. نحن في هذا معا”.