سيد علي جيلاني.. كبير المجاهدين في «كشمير المحتلة»
2020-05-30
سيد علي جيلاني كبير المجاهدين في «كشمير المحتلة»، يبلغ من العمر 91 عامًا، ومازال يقود المقاومة في «كشمير المحتلة»،
هو من رواد حركة المقاومة الإسلامية الكشميرية، أيد انفصال إقليم كشمير عن الهند وكافح من أجل التحرر، وسُجن سنوات طويلة، لكن ذلك لم يثنه عن مبادئه، وهو الآن معتقل منذ ألغت الهند الوضع الخاص لـ«كشمير المحتلة».
ولد سيد علي بن بير علي جيلاني في 9 سبتمبر 1929 في قرية من قرى كشمير تسمى زوري منس بمحافظة بارامولا، ونشأ في أسرة تهتم بالعلم.
بدأ سيد علي جيلاني تعليمه الأولي في مدرسة في بوتنغو وتخرج فيها وكان من الطلاب المتفوقين. ثم التحق بمدرسة في سوبور التي ظل فيها خمس سنوات وحصل على شهادة الصف العاشر، وهو ما يؤهله للالتحاق بالجامعة بحسب نظام التعليم الباكستاني “مترك”.
تعرف أثناء دراسته على الكاتب المؤرخ محمد دين فوق -وهو من سكان لاهور- فأخذه معه إلى لاهور ليكمل دراسته،
وظل سيد علي سنة فيها، ثم التحق بكلية أورنئيل حيث جذبه إليها ما كان يدرس فيها من مواد أدبية كديوان العلامة محمد إقبال بانك درا وغيرها من المواضيع الشيقة.
كانت الجماعة الإسلامية (الإخوان المسلمون) قد انتشر أتباعها،
وكان من رواد الجماعة في ذلك العهد مولوي مسعودي الذي تعرف سيد علي جيلاني عليه عام 1949،
وكانت له دار أو مركز للتربية والتدريس في منطقة مجاهد منزل.
وفي عام 1953 انتقل سيد علي إلى منطقة سوبور حيث أصبح مدرسًا في مدرسة إعدادية،
وفي السنة نفسها صار ركنا في النظام الإداري للجماعة،
وهي درجة تعطى لمن قطع شوطا في برنامج الجماعة وأسندت إليه أعمال إدارية ودعوية.
وفي عام 1961، ترك العمل الوظيفي في المدرسة الإعدادية في سوبور وأخذ يجوب القرى والمناطق ينشر أفكاره
ويبث مبادئه ويدعو للانفصال عن الهند، وكان يتصف بالصراحة والجرأة والحماس في الدعوة إلى الفكرة.
سجن الشيخ جيلاني عشرين عاما، وكان أول اعتقال له في شهر أغسطس 1962 عندما كان رئيس الدائرة السياسية للجماعة الإسلامية في «كشمير المحتلة»،
وتوفي والده أثناء اعتقاله ولم يسمح له بوداعه أو المشاركة في جنازته.
ثم اعتقل ثانية عام 1965 بتهمة تحريض الشعب الكشميري على الانفصال عن الهند،
ومحاربة الفكر الشيوعي والعلماني في «كشمير المحتلة».
الدراسة في السجن
اغتنم الشيخ تفرغه في السجن فطالع كتبا كثيرة إسلامية وأدبية، ككتب ابن تيمية وتفسير مولانا حميد الدين فراهي ورسائل المودودي،
كما قرأ دواوين إقبال وروايات وقصص نسيم حجازي وغيرها من روائع الأدب الأردي،
ثم خرج من المعتقل في مارس 1967 قبل أن يعتقل مرة أخرى عام 1975،
وكان ممثل الجماعة الإسلامية في البرلمان الكشميري وبقي في السجن إلى عام 1977.
ثم اعتقل عام 1983 بسبب احتجاجه على مباراة الكريكت العالمية التي نظمتها الحكومة الهندية في عاصمة «كشمير المحتلة» سرينغار،
وكانت حجة الشيخ أن هذه الأرض ليست للهند حتى تقيم فيها المباراة، وقاد مسيرة احتجاجيه أثناء المباراة، وظل رهن الاعتقال حتى عام 1986.
وفي 27 سبتمبر 1986 أصيب بنوبة قلبية طارئة فأفرج عنه فورا.
يعتبر سيد علي جيلاني القطب الذي تلتقي حوله كل الأحزاب والجماعات السياسية،
نظرا لتاريخه الطويل في النضال السياسي، فهو أول من نادى بأن الاحتلال الهندي لـ«كشمير المحتلة» غير شرعي،
وهو أول من نادى بتطبيق قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بـ«كشمير المحتلة».
دخل البرلمان الكشميري عام 1972
وكان أول الإسلاميين الكشميريين الذين يدخلون البرلمان الكشميري عام 1972، وهو أول من طالب بإلغاء ضم كشمير الإجباري إلى الهند،
كما يعد من رواد حركة المقاومة الإسلامية الكشميرية ومن زعمائها وقادتها اللامعين.
ترأس منذ عام 1987 وحتى 1989 الجبهة الإسلامية المتحدة،
كما أسهم في توحيد جهود الأحزاب وتقريب وجهات النظر للوقوف في وجه الحكومة الهندية في جبهة متحدة.
وفي عام 1993 اجتمعت الأحزاب الكشميرية على اختلاف توجهاتها في مظفر آباد بكشمير،
وأنشأت تحالفا يضم الأحزاب الكشميرية الداعية للتحرر والمطالبة بحقوق الشعب الكشميري طبقا لقرارات الأمم المتحدة،
وأطلق على هذا التحالف اسم تحالف جميع الأحزاب لتحرير «كشمير المحتلة»، وترأسه الشيخ سيد علي عام 1998 في دورته الثالثة التي تستمر سنتين.